أجرى عدد من الباحثين بجامعة واشنطن، دراسة حديثة عن الأدوات التكنولوجية، التى يستخدمها داعش لتجنيد أتباعه ونشر أفكاره وتنفيذ عملياته الإرهابية، والتى نشرها الموقع الأمريكى The Verge وأظهرت أن هذا التنظيم الإرهابى لا يكتفى بالوسائل التقليدية، مثل الفيديوهات والدردشة لكنه يستعين أيضًا بتطبيق انستجرام الشهير للصور لخدمة أغراضه.
بالمقارنة مع تويتر، فوجود داعش على إنستجرام أكثر دهاءً وذكاء، حيث ينشر المستخدمون فى الكثير من الأحيان صورًا تدعم داعش، بدلا من لقطات ومقاطع الفيديو التى تنشرها القنوات الرسمية للتنظيم، كما يلعب انستجرام دورا مهما فى سوريا إذ يستخدمه الكثير من المواطنين السوريين لإبراز مظاهر الحياة الطبيعية فى ظل حكم داعش، مثل نشر صور للوجبات المنزلية والمناظر الطبيعية الملتقطة من نوافذ المنازل، مع مجموعة من الهاشتجات والرموز التعبيرية التى تظهر وتعلن دعمهم لتنظيم داعش.
وكشفت الدراسة بعض فحص الكثير من الحسابات المنتمية لداعش على انستجرام ترويجها لعدم التدخل الغربى فى سوريا وتلميحات إلى المزيد من الآراء المتطرفة، كما تستخدم بعض هذه الحسابات الهاشتاجات المحددة والمباشرة التى تظهر دعم داعش، بينما تكتفى باقى الحسابات بنشر عدد من الصور التى تبدو عادية، لكن يدرج بها صورا لعلم داعش أو عبارات تابعة له، ليظهر المستخدم ولاءه وانتماءه للتنظيم بشكل خفى دون إضافة هاشتاجات مباشرة.
كما أوضحت الدراسة أن دعم مستخدمى انستجرام لداعش لا يعنى أبدا ارتكابهم لأعمال العنف أو القتل، فبتحليل الحسابات الداعمة لداعش على الإنترنت، أظهرت النتائج أن غالبيتهم يؤيدون الفكر لكن لا يمكنهم الاشتراك مع التنظيم فى أعمال القتل والخراب والتدمير، حيث يتوقف الأمر على شخصية الفرد وسلوكه.
وأكدت "سارة جيليكس" الباحثة المشاركة فى الدراسة أن 71 من الأمريكيين المتهمين بجرائم تتعلق بداعش قضوا الكثير من الوقت فى المجموعات التابعة للتنظيم على الإنترنت، وتأثروا بالتنظيم بعد تعرضهم للكثير من الأفكار التى لا تبدو فى البداية متطرفة أو غريبة، حيث يتأثر المستخدمون الذين يأتون غالبًا من خلفيات مضطربة أو حالات أسرية غير مستقرة، حيث تمنحهم المنصات التابعة لداعش الإحساس بالانتماء للمجتمع.
ووجد الباحثون على سبيل المثال حساب على انستجرام تديره فتاة تعيش فى إنجلترا، تنشر الكثير من الصور السيلفى العادية والصور الخاصة بها، ووجدوا بينها صورة على حسابها لجهاز لاب توب وصورة لعلم داعش مع المكير من الحلوى، جنبا إلى جنب عدد من الكلمات الخاصة بالإسلام والولاء للمجتمع بدلا من الدولة ووسط هذه الكلمات هاشتاج "تقوى" وهو الأمر الذى حللته "جيليكس" بأنه منشور يخفى وراءه الكثير من الدعم لداعش والمنظمات المتطرفة والذى تظهره الرموز التعبيرية المستخدمة وعلم داعش الصريح.
وأظهرت الدراسة أيضًا أن تنظيم داعش على الإنترنت مثله مثل الكثير من المجتمعات الأخرى، ابتكر المنتمون إليه أسلوبهم الخاص وصورهم التى يعلنون من خلالها عضويتهم للتنظيم، وعددا من العبارات التى لا يفهمها سواهم، والرموز التعبيرية التى تستخدم وسط كلمات معنية لتوصيل رسالة ما، حيث يستعين أتباع التنظيم بمجموعة من الطيور الخضراء، والقلب أخضر أو دائرة باللون الأخضر، بالإضافة على نسر صور للأسود التى تمثل الشجاعة فى الإسلام.
وزاد استخدام تطبيق انستجرام من قبل أتباع داعش لسهولة استخدامه وإمكانية نشر الصور بحرية كبيرة، حيث يستعين به التنظيم لنشر الجانب الآخر من الحياة فى السورية وداخل هذا التنظيم، بعيدا عن فيديوهات العنف والقتل والدمار، التى تظهر التسوق فى الموصل والاحتفالات والمهرجانات الخاصة برمضان والطبيعة الساحرة التى تتمتع بها سوريا، وكيف يعيش أعضاء داعش حياتهم فى هدوء وسكينة بجانب الدفاع عن أوطانهم كما يدعون.
ونفى المتحدث باسم انستجرام التابع لفيس بوك استخدام التطبيق الشهير فى العنف أو أن يكون منصة للإرهاب ونشر الأفكار المتطرفة التى تؤدى إلى المزيد من الدمار والقتل والعنف، قائلا "نحن نعمل بقوة لضمان عدم استخدام الإرهابيين أو الجماعات الإرهابية للتطبيق، ونتخلص أولا بأول من أى محتوى يشيد أو يدعم الإرهاب، وطورنا فى الفترة الأخيرة عدد من الأدوات القوية التى تسمح للمستخدمين بالإبلاغ عن أى محتوى مخالف، ليقوم الفريق الخاص بالتطبيق بالاستجابة لهذه البلاغات بعد فحصها ودراستها".
داعش يستعين بـ"انستجرام" للتجنيد وتنفيذ عملياته الإرهابية.. دراسة تكشف استخدام الصور لإرسال رسائل مشفرة وخداع العالم بما يحدث فى سوريا.. والتطبيق يبرئ نفسه وينفى اشتراك التنظيم فيه
الخميس، 10 ديسمبر 2015 11:19 ص
انستجرام - أرشيفية
كتبت زينب عبد المنعم
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة