أولاً:- رفض الأزهر وشيخه الكريم د. أحمد الطيب أن يكفر داعش، لأن الأزهر لو كفر لاستوى فى التكفير مع سواه، ولأن الأزهر داعية وليس قاضياً، يبشر ولا ينفر، يهدى الخلائق ولا يكفرهم. وقد استن الأزهر بسنة الإمام والصحابى الجليل «على بن أبى طالب» الذى رفض أن يكفر الخوارج الذين كفروه وخرجوا عليه، وداعش أشبه الناس بالخوارج الذين كانوا فى عصر سيدنا «على بن أبى طالب» الذى سئل عنهم، فقال: «هم من الكفر فروا، لأنهم يقولون أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله»، وقال عنهم: «إخواننا بغوا علينا»، وقد قاتل سيدنا «على بن أبى طالب» الخوارج، وهزمهم وقتل قائدهم، وكان عادلاً معهم، رغم أنهم لم يعدلوا معه، ورفض أن يغدر بهم فكان يرفض أن يقتل أسيرهم أو يجهز على جريحهم، فالحرب غير التكفير.
والغريب أن هناك قوماً يريدون من الأزهر أن يكون على هواهم حتى وإن كان هذا الهوى خاطئاً أو طوع أمرهم وإشارتهم حتى وإن كانت الإشارة فاسدة ومضللة، فالبعض أراد من الأزهر يوماً ما أن يكفر الشيعة «الإثنا عشرية»، نكاية فى إيران والخومينى، ظناً منهم أن أحكام الدين تنطلق من منطلق النكاية والعداوة أو الاختلاف المذهبى وليس من منطلق ثوابت الدين وأصوله، والبعض الآخر أراد من الأزهر يوماً أن يكفر الحوثيين الشيعة فى اليمن، نكاية فيهم وفى تمردهم أو استيلائهم، عنوة على الدولة اليمنية وإقصائهم للجميع، وتفردهم بكعكة الحكم وحدهم، ولكن الأزهر لم يتجاوب مع هؤلاء أيضا، فهو لا ينطلق فى أحكام العقيدة من منطلقات سياسية متغيرة ومتقلبة وتخضع لحسابات غير ثابتة.
أما أحكام العقيدة فثابتة لا تتغير وسيظل الأزهر ينأى بنفسه عن التكفير، لأنه لو وقع فى التكفير لأصبحت بضاعته مثل بضاعة المكفرين سواء من داعش والقاعدة أو الميلشيات الشيعية التى تكفر أهل السنة وتقتلهم.. فالأزهر يهدى ولا يكفر.
ثانيا: إذا كان تفجير برجى التجارة الأمريكية فى 11 سبتمبر 2001 قد غير سياسة أمريكا جذرياً تجاه الإسلام والدول الإسلامية فإن تفجيرات 13 نوفمبر فى فرنسا ستغير سياسة فرنسا تجاه الإسلام والدول الإسلامية وكل الحركات الإسلامية، سواء كانت معتدلة أو متطرفة. وإذا كانت 11 سبتمبر قد وضعت الإسلام والمسلمين فى مواجهة لا يريدونها ولا يرغبونها مع أمريكا، فإن 13 نوفمبر وضعت مسلمى أوروبا وفرنسا فى مواجهة وصدام لا يريدونه ولا يرغبونه. وهكذا ورطت القاعدة وداعش المسلمين والإسلام فى صراع مع الغرب سيضر الطرفين أبلغ الضرر.
ثالثاً: معظم القنوات فى العالم العربى غطت تفجيرات 13 نوفمبر الفرنسية، وانتفاضة الفلسطينيين فى القدس والضفة الغربية وتفجيرات لبنان عبر مراسليها فى هذه المناطق، إلا القنوات المصرية التى لم أجد لأى منها أى مراسل هناك. لقد كانت إذاعة صوت العرب ناشئة وجديدة، ولكن كان لها مراسلون يغطون الكفاح الجزائرى ضد المحتل الفرنسى من على الأراضى الجزائرية تغطية حية، مع أن إمكانيات صوت العرب وقتها كانت أقل من أجر إعلامية واحدة فى قنواتنا الفضائية.. أو راقصة تقدم برنامجاً تعظ فيه الشعب المصرى وتعلمه وتوجهه. وهل يجوز أن يكون مستوى قناة النيل للأخبار فى تغطية الأحداث هكذا.. لا مراسل فى فلسطين أو فرنسا أو لبنان.. لا صورة لأى قناة مصرية من موقع الحدث.. أو حوار مع أصحاب الشأن فى بلادهم. فحتى الآن لا توجد قناة إخبارية مصرية تستطيع جذب العالم لكى يشاهدها، لأنها تنفرد بالحدث دون سواها أو تقدم شيئاً حصرياً مهماً يلفت انتباه العالم.
إنه عيب كبير فى حق مصر.. فهل تعجز مصر التى علّمت العالم العربى الإعلامى كله أن تكون لها قناة إخبارية عالمية يلجأ إليها المواطن العربى، حينما يريد أن يعرف الحقيقة فى الوقت الذى يعمل فيه فى الحرة والـ «بى بى سى» و«العربية» و«الغد العربى» مئات ومئات من المصريين النابهين الناجحين.. وقناة النيل للأخبار نفسها هى التى خرجت معظم هذه الكوادر النابهة الناجحة. فما المشكلة إذا؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة