وكشفت عن ذكرياتها مع ضحايا الحادث من شباب وفتيات، وحكت عن الجانب الأخر للعاملين فى الملاهى الليلية، حيث قالت "فى البداية أنا ارتديت ملابس سوداء حدادا وحزنا على وفاة زملائى فى ملهى العجوزة، مشيرة إلى أنه عقب وقوع الحادث لم تستطع تقديم فقرات استعراضية، وظلت جالسة فى منزلها".
وأضافت "سهر" أنها كانت تعمل فى ملهى "الصياد" المحترق منذ 7 سنوات على فترات، بجانب العديد من الفنادق، وتربطها علاقات وذكريات مع زملائها الذين توفوا فى الحادث، حيث كان من المقرر أن تقدم فقرة استعراضية بالمكان بناء على طلب جمهور لها كان يرغب فى مشاهدة فقرتها، ولكن القدر أنقذها بعدما اعتذرت لصاحب المكان لارتباطاها بالعمل فى فندق بمصر الجديدة.
وتابعت: كل عامل وفتاة توفوا فى الحادث وراءه قصة كفاح وجانب أخر لا يعرفه الناس غير الثقافة السائدة بأن كل من يعمل فى الملاهى الليلية إما تكون عاهرة أو يكون قواد، وهذا غير صحيح بالمرة، حيث أن هناك طرق أخرى أسهل وأسرع من العمل فى الملاهى الليلية كان من السهل أن يسلكها الضحايا ولكنهم اختاروا العمل الحلال بحثا عن لقمة العيش.
وقالت: من الشخصيات التى توفت فى الحادث "إبتسام" وشهرتها "منى حلاوة" تلك السيدة توفى زوجها وترك لها ثلاثة أطفال دون مصدر رزق، اضطرت ان تعمل فى البيوت عاملة نظافة وخادمة، ليل نهار ، كى تجلب لاولادها الرزق، ولكن المرتب لا يكفى أطفالها الثلاثة، وأغلقت الأبواب فى وجهها حتى اضطرت للعمل فى الملاهى الليلية "مضيفة "، وهى أن تستقبل الزبائن الزائرين للمكان، وتشرف على طلباتهم، وإذا حدث تجازو لفظى من الزبون تضطر تستقبله بابتسامة خوفا من صاحب المحل، ولكن إذا تخطى حدوده يقوم صاحب المحل بطرده من المكان، وهو ما حدث مع المتهمين بحرق الملهى.
وكشفت "سهر" عن الجانب الآخر من حياة "المضيفة" بالمحلات السياحية، فهى ليس كما يشاع بأنها عاهرة، ولكنها خرجت من بيتها بحثا عن لقمة عيشها ولو كانت تريد الثراء السريع لكانت عملت فى "بيوت الدعارة"، فالمضيفة لها شروط كى تعمل فى المكان وهى "فيش وتشبيه" وشهادة صحية، وأن تكون ملابسها "غير مثيرة"، والرقابة من مباحث الآداب فتعمل فى النور ولا تعمل فى تجارة محرمة، مشيرة إلى أن بعض العلماء اجمعوا على أن كل من يخرج بحثا عن لقمة عيشه يكون شهيدا حتى ولو كانت راقصة مادامت نيتها البحث عن قوت يومها.
وأشارت "سهر" إلى أن هناك شروط يجب توافرها فى "بدلة الرقص" ومن غيرها يمكن لمباحث الآداب أن تلقى القبض على الراقصة، وهى أن تتضمن البلدلة "شورت وشبكة"، وألا يتضمن الفقرة الاستعراضية أى إغراء أو إيحاءات جنسية أثناء الرقص.
فيما أكد تامر الكردى مدير مطاعم سياحية لـ"اليوم السابع" أنه يعمل فى ذلك المجال ما يقرب من 13 عاما، وتربطه علاقات صداقة وعمل مع عدد كبير من ضحايا حادث ملهى العجوزة، حيث أكد أن بعضهم عمل تحت إشرافه، ويعرف عن حياتهم أشياء كثيرة، ووراء كل واحد منهم قصة.
وقال إن أحد الضحايا يدعى "أحمد مجدى"، وهو العامل الذى يقوم بتجميع "النقطة" فى ملهى العجوزة، كان ينفق على والدته ووالده المريض واخوته البنات، بالاضافة إلى شريف أشرف، وهو شاب يبلغ من العمر 21 عاما، أغلقت الأبواب فى وجهه، حيث أنه قدم أوراقه للعمل فى أماكن كثيرة، ورفض أن يجلس فى المنزل عالة على أسرته وراح ضحية، وكذلك "عم مسعد" أخر الضحايا التى عثر على جثته، فهو كان يقف على "الحمامات" وترك وراءه أطفال يتامى.
وأضاف أن هناك ما يقرب من 1500 محل سياحى، كل منهم يعمل به قرابة 80 فردا سينضمون لطابور العاطلين بعدما قامت الشرطة بإغلاق أكثر من 50 محلا وملها ليلى حتى الآن، بسبب حادث ملهى العجوزة، مشيرا إلى أن كل الذين يعملوا فى ذلك المجال لو كان وفر لهم فرصة عمل أخرى لكانوا عملوا بها، ولكن العمل فى الفنادق والاماكن السياحية الكبيرة يكون "بالواسطة" مما اضطر عدد كبير من الشباب حملة المؤهلات العليا للعمل فى المطاعم والملاهى الليلية.
وكشف "تامر" أن الحملات التى تشنها الشرطة بغلق كل الملاهى الليلية حتى ولو بترخيص ستخلف طابور من العاطلين يمكن أن ينحرف سلوكيا ويتحول العامل إلى بلطجى أو تاجر مخدرات أو قطاع طرق، مشيرا إلى أن بعض العاملين فى المجال السياحى كانوا يرغبون فى تنظيم وقفة أمام وزارة السياحة بسبب تشريد آلاف العاملين فى الملاهى الليلية، ولكن حرصهم على استقرار الوضع فى مصر منعهم من ذلك، وطالب بإنشاء نقابة للعاملين فى المجال السياحى، وأن يكون لكل عامل معاش وتأمينات.
موضوعات متعلقة..
- راقصة ناجية من حادث ملهى العجوزة: اللى ماتوا شهداء والشرطة بتحاربنا فى رزقنا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة