مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أدرى لماذا لا تنال المشروعات الرائدة حظها من الترويج الإعلامى بحيث تصبح نموذجاً يحتذى لدى الناس، ويتم التركيز فقط على السلبيات وتضخيمها، وكأننا مقبلون على كارثة، بينما الواقع على الأرض يؤكد أننا ننتقل بخطوت واسعة من الفوضى إلى الاستقرار، ومن اللادولة إلى دولة المؤسسات، ومن الإفلاس إلى استعادة التوازن اقتصادياً، ومن اليأس الكامل إلى استعادة الأمل والتطلع إلى الغد الأفضل.
ومن هذه المشروعات التى لم تنل حظها من الترويج الإعلامى، قرية الأمل النموذجية بالإسماعيلية التى تعتبر باكورة مشروع المليون ونصف المليون فدان، والمقرر أن تكون كلها أراضى زراعية نموذجية تضاف إلى الرقعة الزراعية الحالية، ولكن لتحقيق مجموعة من الأهداف، أولها استخدام التكنولوجيا الحديثة فى الزراعة، وثانيها استخدام أسلوب الرى بالتنقيط بدلاً من الرى بالغمر، الأسلوب المستخدم حالياً، لترشيد استخدام المياه، وثالثاً لمواجهة مشكلة البطالة فى المحافظات بمنح شباب الخريجين وصغار المزارعين مشروعاً متكاملاً منتجاً.
قرية الأمل باكورة هذا المشروع نموذج يبعث فينا الأمل فعلاً، بوجود مزارع حديث وقادر على الإنتاج من خلال مزرعته على مساحة خمسة أفدنة يزرعها بالمحاصيل الأكثر أهمية والأكثر ربحاً بالنسبة إليه، كما يستطيع استخدام المساحة المخصصة له للبدء فى مشروع إنتاج حيوانى وداجنى، لمواجهة النقص فى المعروض، وزيادة الطلب على اللحوم والدواجن.
والقرية التى أنشئت على مساحة ثلاثة آلاف وخمسمائة فدان من المقرر أن يستفيد منها نحو خمسمائة وثلاثون أسرة، بالإضافة إلى منطقة الصوبات الزراعية على مساحة ثلاثمائة فدان لزراعة المحاصيل التجريبية والشتلات، وإجراء التجارب الزراعية، وهذه الصوبات الحديثة من تنفيذ الهيئة العربية للتصنيع، والمقرر أن تعرض على الشركات الزراعية بنظام المناقصة، وتوفر فرص عمل إضافية لمجتمع القرية من المزارعين وحديثى التخرج.
القائمون على المشروع لم يتركوا شيئاً يمكن أن يؤثر سلباً على المشروع إلا وتصدوا لمعالجته، فأقاموا حول القرية بالكامل سوراً لحمايتها وزودوها بأفراد أمن وخدمات على مدار 24 ساعة، وبنوا لهم مساكن خاصة للإقامة بالقرية، كما أسسوا جميع المرافق والمؤسسات التى يمكن أن يحتاجها المجتمع الجديد من مدرسة تعليم أساسى، ووحدة صحية وصيدلية، ومسجد، ونقطة شرطة، ووحدة مطافئ، وخزانات مياه إضافية وطرق مرصوفة حتى الإسماعيلية والقنطرة شرق.
إذن نحن أمام المشروع النموذجى الذى يمكن أن يحدث نقلة نوعية فى مجتمعنا الزراعى، فلو أن مشروع المليون ونصف المليون فدان على مستوى الجمهورية، عبارة عن مجموعات من القرى النوعية المتكاملة على غرار قرية الأمل، لأمكن تعويض جميع المحاصيل النادرة والمستوردة خلال سنوات قليلة، واستطعنا تصدير منتجات هذه المزارع النموذجية إلى الخارج بعد تطبيق الاشتراطات اللازمة من عدم استخدام المبيدات والتغليف والتعبئة المناسبين وفتح مجالات للتسويق، عن طريق هذه المجتمعات الزراعية الجديدة المقرر إقامتها جنباً إلى جنب مع تحديث آليات الزراعة والرى فى الرقعة الزراعية القديمة.
يمكننا التغلب على النقص المحتمل فى الموارد المائية، ومواجهة الزحف العمرانى على الأراضى الزراعية المنتجة بالفعل، وإعادة الاعتبار لقيمة المزارع المنتج.
يبقى فقط الإيمان بالفكرة والترويج لها إعلامياً، بحيث يحتضنها الرأى العام ويحتشد حولها، فالمشروعات لا تنجح فقط بالقدرة على تنفيذها، وإنما بالإيمان بها وبدورها وأهميتها للمجتمع، وهى العناصر التى تكفل لها النجاح والاستمرار.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة