أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد الدسوقى رشدى

الجيش و«عقدة الخواجة»!

السبت، 12 ديسمبر 2015 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
علاج نفسى سريع للمتربصين بالقوات المسلحة
بعضهم يحتاج إلى علاج نفسى سريع، تحديدًا هؤلاء الذين يسعون للحصول على لقب ناشط سياسى أو معارض صنديد.

العلاج النفسى والسياسى مفيد جدًا لتلك الحالات المريضة بداء «شتيمة» كل شىء، والتقليل من كل شىء، والبحث فى كل شىء عن أى ثغرة صغيرة ينفذ من خلالها إلى السخرية، مما لا يجوز السخرية منه، أو التقليل مما لا يجب التقليل منه، أو الإساءة لما لا يجوز الإساءة له.

هؤلاء مثلا يبذلون جهدًا أكثر من العادى فى نشر صور «الكتاتنى» من داخل القفص، إبداء للتعاطف معه، والتعاطف معه ليس عيبًا ولا حرامًا، ولكنهم فى الوقت نفسه يتعمدون تجاهل كل صورة أقسى وأصعب لجندى مصاب فى عملية إرهابية، أو ضابط على فراش مرض، ولا يبذلون نفس جهدهم فى ترويج صورة «الكتاتنى» لترويج صورة ضابط شهيد.

بعض من النشطاء والسياسيين الراغبين فى الحصول على جائزة أفضل «شو» على مواقع التواصل الاجتماعى تركوا كل شىء فى أزمة غرق الإسكندرية الأخيرة، وسخروا وأبدوا اعتراضهم على نزول الجيش لمساعدة المواطنين، وإنقاذ المدينة من الغرق، بعضهم تمادى فى حديثه الساخر ضد القوات المسلحة حتى بدا كأنه يفضل أن يغرق الناس فى البيوت والشوارع، ولا يسمع من مواطن فقير دعوة أو كلمة شكر للقوات والضباط الذين أنقذوه.

يريد أن يرتدى ثوب المعارض فيكتب قائلاً: الجيش مكانه فى ثكناته، وليس فى شوارع الإسكندرية لإنقاذ الغرقى، لا نرى هذه الصورة التى تدل على عسكرة الدولة سوى فى مصر، وهو فى ذلك صادق لأن عينيه أعمى من أن ترى نماذج مماثلة فى جميع دول العالم التى يراها ديمقراطية، وأجهزتها المحلية والإدارية تستدعى جيوشها للمساعدة فى إنقاذ المدن التى تتعرض لأزمات وكوارث، وربما كان آخرها فى الأيام القليلة الفائتة التى نشرت خلالها صحف إنجلترا صورًا للجيش البريطانى وهو يقوم بأعمال إنقاذ لأكثر من 60 ألف منزل بريطانى يعيش أهلها فى خطر الغرق، ومن دون كهرباء بسبب فيضانات عاصفة «ديزموند»، طبعًا لم يظهر سياسى إنجليزى ليتحدث عن عسكرة الدولة الإنجليزية، أو خطأ نزول الجيش للشوارع، ولم نسمع مواطنًا إنجليزيًا يسخر من ذلك، بل على العكس تمامًا كانت الصورة السائدة هى عبارات الشكر التى توجهها الصحافة والمواطنون الإنجليز لجيشها الوطنى على مساعدته فى إنقاذ الوضع، باعتباره مؤسسة ضمن مؤسسات الدولة، وقطعًا لن تسمع من معارض مصرى صنديد تعليقًا على نزول الجيش البريطانى فى الشوارع لمساعدة الأهالى المهددين بالغرق فى مشهد يشبه سخريته من نزول الجيش المصرى شوارع الإسكندرية لإنقاذ الأهالى من الغرق، لأن «عقدة الخواجة» تسيطر على تفكيره، ولأن كل ما يحدث فى الخارج لذيذ ولطيف، لكنه يتحول إلى شر ودليل للعسكرة إن حدث فوق الأرض المصرية مثله.

هوى المصلحة الشخصية لدى بعض النشطاء والمعارضين أصاب عقولهم بخلل جعلهم غير قادرين على تمييز الخصومة السياسة من خصومة الوطن ذاته، وأصابهم أيضًا بحساسية مفرطة ومراهقة تجاه أى دور علنى للجيش، رغم أن كل قوانين العالم وتاريخه تؤكد أن الجيش فى أى دولة مهمته التصدى للأعداء، وحماية الوطن وأمنه القومى، وفى الوقت نفس هو مؤسسة من مؤسسات الدولة، جاهز لأن يكون الخطة البديلة للمساعدة فى أوقات الطوارئ، بخلاف أن حماية الشوارع والمواطنين من الغرق هى جزء أصيل من الأمن القومى للوطن.

استقيموا يرحمنا ويرحمكم الله.. استقيموا لكى يستقيم الميزان نفسه.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد رزق

عشماوى هو العلاج ..

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة