أكرم القصاص - علا الشافعي

يوسف أيوب

بماذا خرج السوريون من اجتماعات الرياض؟

الأحد، 13 ديسمبر 2015 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد يومين من الاجتماعات بالعاصمة السعودية الرياض خرجت قوى المعارضة السورية ببيان ختامى، مساء الخميس الماضى، كان أبرز ما فيه تأكيدهم أن حل الأزمة السورية هو سياسى بالدرجة الأولى وفق القرارات الدولية، مع ضرورة توفر ضمانات دولية، وأن عملية الانتقال السياسى فى سوريا هى مسؤولية السوريين، وبدعم ومساندة المجتمع الدولى، وبما لا يتعارض مع السيادة الوطنية، وفى ظل حكومة شرعية منتخبة، فضلاً عن اتفاقهم على أن هدف التسوية السياسية هو تأسيس دولة تقوم على مبدأ المواطنة، دون أن يكون لبشار الأسد وأركان ورموز نظامه مكان فيه، أو فى أى ترتيبات سياسية قادمة.

كما أبدى من شاركوا فى اجتماعات الرياض استعدادهم للدخول فى مفاوضات مع ممثلى النظام السورى، وذلك استنادا إلى «بيان جنيف» الصادر بتاريخ 30 يونيو 2012، والقرارات الدولية ذات العلاقة كمرجعية للتفاوض، وبرعاية وضمان الأمم المتحدة، وبمساندة ودعم المجموعة الدولية لدعم سوريا (ISSG)، وخلال فترة زمنية محددة يتم الاتفاق عليها مع الأمم المتحدة، كما اتفقوا على تشكيل فريق للتفاوض مع ممثلى النظام، مع التشديد على ضرورة مغادرة بشار الأسد، وأركان ورموز حكمه، سدة الحكم مع بداية المرحلة الانتقالية.

بالنظر إلى هذه النتيجة سنكتشف أنها تجاهلت تماما اجتماعات فيينا ومخرجاتها، وأن كل ارتكانها كان على أساس «جنيف 1»، وهو ما يعنى أن اجتماعات الرياض أعادت الأزمة السورية إلى نقطة الصفر، فبعد مفاوضات وجولات مارثوانية بين القوى الدولية كان هناك توافق على مرحلة انتقالية يكون للأسد دور فيها، لكن المجتمعين فى الرياض أعادوا العملية السياسية إلى نقطة البدء باشتراط التفاوض برحيل الأسد.

واتفاق فيينا سبق أن وضع خريطة طريق للتسوية السياسية السورية تؤجل بحث مسألة الرئاسة وتعيد قرارها إلى الشعب السورى، مع آلية جيدة للتسوية عبر حكومة موسعة ووقف لإطلاق النار وتعديلات دستورية وانتخابات حرة تحت رقابة دولية فى عملية تمتد 18 شهرا.

كيف ستتعامل القوى المؤثرة مع مخرجات اجتماعات الرياض؟.. نحن أمام تيارين، الأول مرحب بما انتهت إليه اجتماعات الرياض، والآخر متحفظ ورافض لها، فالولايات المتحدة الأمريكية على لسان خارجيتها رحبت بالاجتماعات، وقالت إنه ومع التقدم المحرز فى كل من فيينا والرياض، ستواصل المجموعة الدولية دعم سوريا بشأن الانتقال السياسى وفقا لبيان «جنيف1»، على أمل أن يكون المؤتمر خطوة مهمة إلى الأمام لبدء المفاوضات بين الأطراف السورية.

أما روسيا فأكدت أن تحقيق تقدم فى العملية السياسية مستحيل بدون تحديد قائمتين، قائمة المعارضين المفاوضين، وقائمة الإرهابيين، وبقاء الخلافات يعنى التداخل بين الإرهابيين والمعارضة المعتدلة المكلفة بالتفاوض ومحاربة الإرهاب، وقال الكرملين الروسى إن هناك تقاربا فى مواقف مختلف الدول بشأن التفريق بين المعارضة والإرهابيين فى سوريا، مشيرا فى ذات الوقت إلى أن الخلافات بهذا الشأن مازالت قائمة.

مصر التى سبق واحتضنت اجتماعات للمعارضة السورية، خرجت عن إطار الترحيب بذكاء، فهى لفتت انتباه من وقعوا على بيان الرياض بأن هناك آلية يجب النظر إليها بعين الاعتبار وهى آلية فيينا، وقال المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن نتائج اجتماع الرياض خطوة مهمة على طريق تفعيل الصوت الموحد للمعارضة السورية استعدادا لخوض العملية التفاوضية بين الحكومة السورية والمعارضة تحت إشراف الأمم المتحدة وبدعم من مجموعة فيينا لدعم سوريا، وعلى أساس إعلان جنيف لعام 2012 فضلاً عن بيانى فيينا الصادرين بتاريخ 30 أكتوبر و14 نوفمبر الماضيين.

ما هو وضع النظام السورى الآن؟.. النظام السورى المعنى الأساسى بالأزمة يسير على وتر حساس فى التعامل، فهو متوافق شيئا ما مع مخرجات اجتماعات فيينا، لكنه فى المقابل يريد أن يضع تصنيفا للمعارضة لاختيار من سيتم التفاوض معهم، وهو ما يظهر من تصريحات الأسد الأخيرة للوكالة الإسبانية التى قال فيها إن الحكومة السورية أجرت حوارا مع بعض المجموعات، كمجموعات وليس كتنظيمات بهدف تخليها عن السلاح، معتبرا أن هذه هى الطريقة الوحيدة للتعامل مع المجموعات المسلحة فى سوريا «أما أن نتعامل معها ككيانات سياسية فهو أمر نرفضه تماماً».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة