مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أجد الكلمات المناسبة لتحية هؤلاء الرجال المخلصين فى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، الرجال الذين ينطلقون لإنجاز مشروع وطنى كبير فينتهون منه فى التوقيت المحدد ليدخلوا فى مشروع وطنى جديد يجلب الخير لمصر ويقدم النموذج لكل من يريد المساهمة فى بناء بلده، ويعيد للأذهان تلك المشاهد الرائعة التى تدمع عيوننا عندما نستعيدها فى الأفلام الوثائقية، مشاهد تغيير معالم جنوب مصر وتحويل مجرى النيل لبناء السد العالى رغم كل الظروف الصعبة والمعوقات التى وضعها المعسكر الغربى فى طريقنا آنذاك.
ما أشبه الليلة بالبارحة، وما أشبه الظروف التى نمر بها الآن بالظروف التى عبرت بها مصر فى أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن الماضى، عندما قامت الدولة الوطنية بدراسة احتياجاتها ،وتوصلت إلى ضرورة إحداث طفرة فى التصنيع والزراعة والاستثمار، ولكن هذه الطفرة تحتاج إلى كهرباء،وإلى ضمان الموارد المائية طوال العام، فكان مشروع السد العالى المصيرى وما تبعه من مشروعات تصنيعية كبرى، بفضل توفير الكهرباء وضمان استمرار الموارد المائية المستقرة طوال العام بفضل بحيرة ناصر أكبر مستودع مائى صناعى فى العالم حتى يومنا هذا!
اليوم نحن بحاجة إلى طفرة جديدة فى التصنيع والزراعة والاستثمار، ونواجه صعوبات ومعوقات معلنة من نفس المعسكر الاستعمارى الذى استنزفنا طويلا وتحكم بنا كثيرا، وهو ما يستوجب صلابة الرجال الوطنيين الذين يقهرون الصعوبات ويكسرون الاستعمار بكل أشكاله ويواجهون الصعوبات والمعوقات بحلول مصرية مائة بالمائة، وهؤلاء الرجال عندما تقصدهم تجدهم فى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، مصنع الرجال، الذين يعلمون فى صمت ويقدمون إعجازا فى الإنشاء والتعمير على مستوى سرعة الإنجاز وجودته.
مشروع جبل الجلالة واحد من المشاريع الكبرى التى تحقق الخير الوفير لمصر التى ستغير شكل منطقة خليج السويس كلها، فالمشروع الذى تنفذه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة يبدأ بطريق حر بطول 82 كيلومترا فى قلب الجبال ليحل مشكلة طريق العين السخنة الزعفرانة الساحلى، وهو الطريق الوحيد فى تلك المنطقة السياحية والصناعية ولكنه ضيق وفردى فى اتجاهين وملىء بالمنحنيات الخطرة، مما يتسبب فى كثير من الحوادث يوميا.
يخدم الطريق منطقة هضبة الجلالة بكاملها على مساحة 17 ألف فدان بما تتضمنه من مشروعات حالية ومستقبلية، ومنها مدينة سياحية عالمية على مساحة ألف فدان لكل المستويات، ومدينة طبية عالمية ومركز للمؤتمرات والمعارض وجامعة حديثة متطورة تحمل اسم الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتضم كل التخصصات العلمية والتكنولوجية التى يحتاجها المجتمع المصرى، بالإضافة إلى المنطقة الصناعية الكبرى ومصنع إنتاج الأسمدة الفوسفاتية بطاقة مليون طن سنويا.
المشروع الذى تعمل به 53 شركة مصرية تضم 15 ألف عامل وفنى ومهندس، يستحق أن يكون مزارا مثلما كان الحال مع قناة السويس الجديدة، لتعرف الأجيال الجديدة عن قرب ماذا تعنى قيمة العمل من أجل البلد، وحتى تتكون لديهم خبرات ومشاهد وذكريات عن معنى العمل الوطنى ينقلونها إلى أبنائهم فى المستقبل، ويواجهون به المسوخ العدميين الذين يشككون فى كل شىء ويتلاعبون بكل قيمة ويهزأون بكل رمز.. وتحيا مصر.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة