المرأة والإرهاب.. لماذا يندر أن تتورط النساء في جرائم إطلاق النار الجماعية؟

الإثنين، 14 ديسمبر 2015 07:00 ص
المرأة والإرهاب.. لماذا يندر أن تتورط النساء في جرائم إطلاق النار الجماعية؟ تاشفين مالك إحدى منفذى مجزرة كاليفورنيا الأخيرة
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقولون إن النساء ينتمين إلى كوكب "فينوس" آلهة الحب، أما الرجل فينتمي إلى "المريخ" إله الحرب، ويقولون أيضًا إن المرأة تعمر الأرض بالولادة والخصب بينما يدمرها الرجل بالحرب والقتل.

ويبدو أن هذا ليس مجرد كلام أدبي مرسل نكاية في الرجال ومحاولة في إنصاف المرأة، فوفقًا لخبراء السلوك البشري يعتبر تورط المرأة في جرائم العنف والقتل الجماعي أقل بكثير من الرجال، لدرجة أنه يعتبر ظاهرة نادرة، وهو ما جعل اشتراك امرأة في مجزرة كاليفورنيا الأخيرة مثار الكثير من التساؤلات والحيرة بالنسبة للمختصين بعلم النفس والاجتماع.

ويقول "جيمس جاربانيو" الطبيب النفسي بجامعة "لويولا" في شيكاغو إن اشتراك النساء في جرائم قتل جماعية ظاهرة نادرة حتى أن العلماء لم يدرسونها قط، مشيرًا إلى أنه حاول البحث في قضايا العنف والقتل الجماعية التي تتورط بها النساء ولكنه لم يجد حالات كافية.

النساء والعنف


وحسب موقع "لايف ساينس" العلمي فإن النساء أقل ميلاً لارتكاب جرائم القتل من الرجال، حتى أن النساء يتورطن في 10 إلى 13% من جرائم القتل في الولايات المتحدة الأمريكية، واستنادًا إلى ما قاله "آدم لانكفورد" أستاذ العدالة الجنائية ومؤلف كتاب "اسطورة الاستشهاد" فإن النساء قليلاً ما يرتكبن الجرائم، وإذا فعلن ذلك فإنهن أقل ميلاً لاختيار الأسلحة النارية لارتكاب هذه الجرائم، حتى أنهن يمثلن 8% فقط من مرتكبي جرائم القتل بالأسلحة النارية.

في المقابل، ترتبط 40% من جرائم القتل بالسم بالنساء، وهي النسبة التي تنخفض إلى النصف في حالة الوفيات الناجمة عن الحريق (20%).

وتعليقًا على تورط امرأة في حادث "سان برناردينو" فإن "ماري إلين أوتول" مؤلف كتاب "الغرائز الخطرة" والمحللة النفسية المتقاعدة للإف بي آي "وجود الانتحاريات النساء أمر سمعنا به من قبل، ولكنها في هذه الحالة تمارس شكلاً سلبيًا للغاية من العنف، أما إطلاق النار في غرفة ممتلئة بالناس الأبرياء الذين يرتعدون من الخوف هو نوع من العنف السادي الذي يقتصر على الذكور".

ويبدو أن هذه الحادثة الأخيرة إلى جانب انضمام الكثير من النساء إلى "داعش" ستفتح بابًا لا ينتهي من الأسئلة التي لم يجد الباحثون إجابات لها حتى الآن، فيشير موقع "لايف ساينس" إلى أن هناك العديد من النظريات التي يمكن أن تسهل علينا فهم هذه المسألة، أسهلها وأقربها للعقل هي نظرية التطور، حيث أن الذكور على مدار مئات الألاف من السنين والتطور كانوا ينالون مكافأت على العنف، سواء في الشمبانزي أو البشر.

ويكفي أن ننظر إلى مئات القصص عن "الأبطال" الأقوياء الذين يحصلون في النهاية على الفتيات، مما يعني أن عدم ممارسة الذكور للعنف أو القدرة عليه يعني فقدانهم فرصة التزواج.

أما النظرية الأخرى فتقول إن الإحباط الجنسي هو السبب في ميل الرجال للعنف، فحسب ما قال "لانكفورد" أستاذ العدالة الجنائية، فإن القاسم المشترك بين الكثير من مرتكبي المجازر الجماعية وحوادث إطلاق النار العشوائي هو وجود مشكلات في علاقتهم بالنساء، ولكنه يقول "على النقيض من ذلك، لا نعلم إذا ما كانت إحدى المهاجمات الإناث تعاني من عدم القدرة على ممارسة الجنس، فلم يثبت لدينا ذلك".

في حين تطرح "كاثرين نيومان" عالمة الاجتماع بجامعة ماساشوستس نظرية أخرى وهي أن السبب في أن الرجال يتم استقطابهم للأعمال الإرهابية بصورة أكبر هي أن العديد من الصبية والشبان قد يتعرضون للإذلال وخيبة الأمل في مرحلة من حياتهم ويشعرون بأنهم منبوذين بالتالي يحاولون أن يبحثون عن شيء أكثر جاذبية يجعلهم محط الأنظار، وللأسف يجدون في دور الإرهابي ملاذهم، في المقابل لا تحسم الفتيات الأمر بالطريقة نفسها وتفضل أن تلفت النظر من خلال إيذاء نفسها أو إثارة القيل والقال.

أسئلة بلا إجابات


إلى جانب الأسئلة السابقة، واجه الباحثون صعوبة في فهم كيف ترك مرتكبا المجزرة ابنتهما البالغة من العمر 6 أشهر فقط من أجل الانهماك في القتل، وتعليقا على هذا قالت "ماري أوتول" محللة الإف بي آي المتقاعدة إنه من المهم أن نتذكر أن الانتحاريون لا يعملون بشكل مفاجئ أبدًا، ومن المرجح أنهم كانوا يخططون لهجومهم لسنوات، وقد يكونوا قررا الإنجاب من أجل التمادي في محاكاة الحياة الطبيعية، وتابعت "نحن هنا لا نتحدث عن امرأة نموذجية بها عطف وحب شديد لطفلها، بل نتحدث عن امرأة بدم بارد".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة