نفس الصيغ.. نفس الأدوات، مازالت مسيطرة على واقع الرياضة وكرة القدم فى بر مصر!
ثلاثة حكام من المنسيين سقطوا شهداء عملهم «الهاوى» جدا.. فى وقت أصبحت لغة الاحتراف التى تترجم إلى الاحترام لآدمية البشر هى السائدة فى كل مجالات الحياة حولنا!
تخيلوا.. لم يفكر أحد فى اصطحاب أولاد الحكام فى جنازة الآباء، ولو على سبيل التكريم، أو إعطاء صورة طيبة للأولاد والزوجات، على أن مستقبلهم فى أمان!
يكفى أن أقول لحضراتكم «نصوص» الحوارات التى دارت منذ إعلان الخبر الأليم بوفاة ثلاثة حكام خلال عودتهم من تحكيم مباراة بين الصف ومصنع الطائرات!
• يا ساد.. فى الشارع المصرى بدأ الكلام عن هذا المشهد الرهيب، بأن القيادات الشعبية والتنفيذية والرياضية تقدموا بالعزاء بالطبع، لأن العزاء يتم تسليط الأضواء عليه!
الصف الأول والثانى وحتى الأخير، لم يشهد وجودا لأولاد الحكام الصغار والذين مازالوا فى المدارس الابتدائية!
أيضا.. كل الكلام والأحاديث كانت حول النكد الذى أصاب القيادات، وقيام المحافظة والوحدة المحلية ومجلس المدينة، بالتوجه فورا إلى مكان التجمع.. طيب ليه!
• يا سادة.. وببساطة، لأن السيد المحافظ والساة القيادات، سيأتون سريعا لحضور المشهد وتصدره، وهات يا تصوير، طيب، إيه معنى كلامهم عن شديد الحزن والأسى لفقد ثلاثة حكام فى بداية الطريق، لم يتعد أحدهم نصف العقد الثالث!
ممكن حضراتكم عرفتم بكل وضوح أسماء السادة: محافظ الفيوم.. السيد سكرتير عام المحافظة.. السيد وكيل وزارة الشباب والرياضة، وطبعا السيد رئيس منطقة الكرة بالفيوم كمان «أحمد بك البكباشى»، كما يناديه الحكام!
إنما حضراتكم لا بد أن تبذلوا جهدا مضنيا، حتى تتعرفوا على أسماء أبناء الحكام، أو زوجاتهم، بالكاد ستصل لكم أسماء الثلاثى الشهداء!
• يا سادة.. المحافظ خرج علينا ليقول: إن المحافظة ستتحمل تكاليف الجنازة، وأيضا سرداق العزاء!
طبعا لأن هذا هو المكان والميعاد اللذان سيتم فيهما التقاط الصور، وعمل الحوارات التليفزيونية لزوم الكلام عن: شدة الحزن والأسى، وهذا الوداع المهيب للحكام الشباب الثلاثة!
أما أسرهم فلها الله.. ويا رب يكون كلامنا تقيل.. ودمنا أتقل، ويخرج علينا البشر فى المحافظة واتحاد الكرة، والسادة لجنة الحكام لأصحابها عصام عبدالفتاح ووجيه أحمد، لينفوا ما نقوله.. يا رب!
يا رب كمان علشان يخلو شكلنا وحش قوى.. يعتمدون للأولاد والزوجات مبالغ فى صورة «شهادات استثمار».. أو ودائع تضمن لهم شبه حياة كريمة.. فهذا أقل حقوقهم.. إنما حتى الآن ما زال المشهد على قديمه؟!
• يا سادة.. لا تقبلوا أن يفتح باب التسول لأسر الضحايا.. فهذا هو المنتظر كالعادة التى نتمنى أن تنتهى، عارفين ليه!
سيخرج علينا من يقول: «كانوا هواة.. رحمهم الله.. وسنحاول مطالبة أهل الخير بأن يسهموا».
آى والله هذا ما سيحدث.. ولهؤلاء نقول: «ماذا لو اعتبرتم مليون جنيه أو مليونا ونصفا للثلاث أسر المكلومة.. وضميتم هذه الأموال إلى خسائر فضيحة السنغال.. أو فضيحة زامبيا.. إيه يعنى اللى هيحصل.. الفضيحة هاتزعل!
• يا سادة فى الدولة.. سواء السيد المحافظ الذى أتحدى أن تلتقيه أسرة أو أكثر من الأسر الثلاث، إلا فى ظل وجود الإعلام للسلام.. أو رئيس اتحاد الكرة الغائب الحاضر.. افعلوها، ولا تقصروا، ولديكم العديد من مصادر إهدار المال العام.. عادى جدا، لضمان حماية أولاد «قُصر» من غدر الزمان!
• يا سادة.. وتحديدا.. د. سحر الهوارى.. والمهندس حازم الهوارى.. أنتما من الفيوم.. ومن دولة كرة القدم، فماذا ستقدمان!
أظن أنكما تحديدا فى اختبار مهم، أولا لأن الواقعة «كروية».. ثانيا لأنكما من أبناء المحافظة، وأظن أن د. سحر أصبحت عضو برلمان عن محافظة الفيوم.. مش كده برضه؟!
• سيادة الوزير خالد عبدالعزيز.. لا أعرف كيف يمكن اعتماد مبلغ محترم، ولو يتم إدراجه ضمن خسائر الحلم الأولبمى البالغة قرابة 22 مليون جنيه لإنقاذ أسر فقدت عائلها، وهم رياضيون!
سيادة الوزير.. سنكون جميعا معك.. إذا ما قدمت ما يستحقه قضاة الملاعب! خاصة أن هذا الثلاثى، غير الله، ليس لهم ولا ولأولادهم من بعدهم أحد!
• السادة.. رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة.. نرجو أن تنتبهوا إلى أن الصمت الرهيب، والوقوف فى صفوف المضارين، والتصوير لن يمر ببساطة!
حضراتكم.. غير مقبول، أن تخرجوا علينا.. بأن صرف الأموال يحتاج «بندا».. لأننا ما حسبناكمش على أى «بند» تم الصرف فيه.. ولم يكن هناك مقابل... يعنى اعتبروها بضاعة أفسدها الهوا.. يا حضرات!
• السادة.. جمال الغندور.. وعصام عبدالفتاح.. أنتم فين؟!
يا كابتن جمال.. دخلت معى غير مرة فى نقاش حول معرفة الحكام بأنهم «هواة».. وعندما قلت لك: هناك منهم من يمكن أن نطلق عليهم «البؤساء».. فانتفضت، ورفضت أن يكون هناك حكام «بؤساء».. خاصة ما قبل الدرجة الأولى والدوليين!
قل لى ماذا أنت فاعل.. أرجوك.. إنه أوان العمل والبحث عن حقوق الغلابة والورثة!
أما كابتن عصام عبدالفتاح الذى يبحث عن تأمين مستقبل أسرته بالسفر إلى الإمارات.. فإننى أذكره فقط، بأن الثلاث أسر.. يمكنها أن تصرخ حتى يسمع المسؤولون صرختها، مطالبين بحقوقهم!
• سيدى رئيس وزراء مصر.. لا تترك هذا النموذج يستشرى.. فالكل اعتاد الرقص على جثث الضحايا.. ثم ينفض السرداق، وينتهى العزاء، ليبدأ «الورثة» فى رحلة استجداء ما يعينهم على حياة شبه كريمة.. فماذا أنت فاعل؟!
لله الأمر من قبل ومن بعد، إنما هذه القضية لن تمر كالعادة.. وأرجو أن يراجع الجميع مواقفهم، فالدنيا لا تدوم.. ولا أراكم الله مكروها فى عزيز لديكم!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة