العراق سقط بالأكاذيب والخيانة
كل يوم سر جديد فى سقوط بغداد والعراق وصدام حسين، وأبواب الجحيم التى تفتحت فى المنطقة، بدأت بأكذوبة أسلحة الدمار الشامل التى لم يعثر لها على أثر فى العراق، ثم كذبة نشر الديمقراطية، التى انتهت بتدميره، كل هذا بالكذب والخيانة. التاريخ ينصف «صدّام» وبفضح خصومه، فلم يكن يواجه خصما شريفا، فقد خضع لمحاكمة صورية، وأعدم بسرعة، بينما خصومه يتساقطون.
اليوم ينصف التاريخ الرئيس العراقى الأسبق صدام حسين من تهمة حاول الأمريكان إلصاقها به، أنه كان يختبئ فى حفرة أخرجوه منها، لم يكن صدام فى حفرة، وإنما تم تصويره بعد تخديره، وهذا بشهادة عراقيين عملوا مع الجيش الأمريكى، ومنهم المترجم العراقى فراس أحمد الذى حصل على الجنسية الأمريكية، وكان يعمل مع الجيش الأمريكى وعاد إلى بغداد، ليروى جانبا مما خفى طوال 12 عاما.
يكشف فراس خبايا ليلة القبض على الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، عن طريق قوة خاصة من مشاة البحرية يومها أعلن الأمريكان أنهم وجدوا صدام فى حفرة، لكن المترجم العراقى الذى كان شاهدا يقول: «بعد يومين من اعتقال صدام حسين جرت حفلة فى قصر الرحاب للقادة الأمريكيين، وكنت موجوداً للترجمة، وعلمت من الأمريكان أن صدام لم يكن فى حفرة، وأن الرواية التى أعلنها الأمريكان مزيفة، وأن صدام كان داخل سرداب محصن تحت الأرض بُنى فوقه منزل ريفى اتخذه مقراً للاجتماع بعدد من المساعدين له، وتم الاستدلال على مكانه بسبب خيانة مرافقه الشخصى الذى اعتُقل وأبلغ الأمريكيين عن مكان وجوده.
صدام كان يعيش طوال 8 أشهر فى غرفة اعتقل فيها كانت تحوى سلاحا خفيفا وسريراً وسجادة صلاة ومصحفاً وبعض الأطعمة المجففة وتبغ، وأطبق على المكان عشرات الجنود، وفتح صدام الباب فألقوا قنابل مخدرة أفقدته «وعيه».
يؤكّد المترجم العراقى أنّ نقيبا فى الجيش الأمريكى أبلغه أن «الهدف من التقاط صور صدام مع حفرة وجدوها قرب المنزل كان إفقاد الرجل هيبته، وإهانته أمام الشعب العراقى، وأن الأمريكيين فعلوا ذلك مع (صدام) وهو مخدر، وأجروا بروفات على التصوير ليظهروه فى هيئة رثة، ولما اقتنعوا بالهيئة التى أرادوها التقطوا الصور وأرسلوها إلى واشنطن.
المترجم العراقى فراس أحمد، زار العراق، وعاد إلى واشنطن ويقول: «أعود الآن إلى الذين دمروا بلادى.. العراق لم يعد بلداً صالحاً للعيش، الكل يقتل الكل، والمدنيون الحلقة الضعيفة، العراقيون يستخدمون بنى تحتية موجودة من أيام صدام، ويتساءلون: أين مئات المليارات التى كانت فى خزينة العراق؟ وأين أموال النفط؟ وأين أموال الدول المانحة؟»، وحول أسرار سقوط بغداد، يقول أحمد: «الخيانة لعبت دورها».
هذا جزء من حكايات تتكشف، تثبت أن ادعاءات العراقيين من خصومهم كانت مثل حلفائهم كاذبة، وأنهم خانوا ولم ينقذوا العراق من الضياع بل أسهموا فى دمار شعبهم، وما أسماه صدام باب الجحيم، وحتى الذين خانوه فقد لاقوا مصائر مأساوية فى العراق وأمريكا.