دندراوى الهوارى

«الصيد العكر» فى مياه النيل خلف سد النهضة لقتل المصريين

الخميس، 17 ديسمبر 2015 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من أخطر ما أفرزته ثورة 25 يناير من نتائج خطيرة، أربعة كوارث حقيقية، الأولى: فتحت الطريق أمام التنظيمات الإرهابية لتسكن أحشاء هذا الوطن كالأورام السرطانية القاتلة. الثانية: جرّأت أقزام العالم للتطاول على قيمة وقامة مصر، مثل قطر وتركيا، ومنحتهما ومن خلفهما أمريكا وإسرائيل، الفرصة الذهبية للتخطيط والتآمر لتمزيق أواصل البلاد، وإسقاط القاهرة فى بحور الفوضى العارمة. الثالثة: دمرت الاقتصاد المصرى، ورسخت للانتهازية الاقتصادية والفهلوة فى الحصول على مكاسب دون عمل أو بذل أى جهد، واستباحة الممتلكات العامة والخاصة. الرابعة: أعطت للحكومة الإثيوبية الفرصة الذهبية لبناء سدودها، وأبرزها سد النهضة، فى إعلان صريح وواضح، لقتل المصريين عطشا.

وانطلاقا من الكارثة الرابعة التى أعتبرها الأخطر على مصر عبر تاريخها الطويل والمتجذر، فإننا لابد أن نضع الأمور فى نصابها ونعلى من شأن الحقيقة دون رتوش أو تزيين، ونقول إن الإخوان والزمرة السياسية الفاسدة، ونشطاء الغبرة، تفرغوا للصراع على تورتة الحكم والنفوذ، طوال 4 سنوات كاملة، وأغرقونا فى مستنقع القضايا والنزاعات على المكتسبات الداخلية، بينما كانت إثيوبيا تدشن للسد، وتختار له اسم (النهضة).

لذلك أطالب بمحاكمة المسؤولين عما آلت إليه الأمور، وتقديم المعزول محمد مرسى ورفاقه للمحاكمة العاجلة بتهمة تهديد أمن مصر المائى، وقتل المصريين عطشا، عندما أعطى إشارة الضوء الأخضر للإثيوبيين ببناء السد، ثم عقد مؤتمر الخزى والعار لوضع خطة (تآمرية) ضد إثيوبيا، قرر إذاعتها على الهواء فى فضيحة القرن، وكان بطلها بجانبه، الرباعى الذين نصبوا أنفسهم خبراء استراتيجيين، وعباقرة السياسة، والمالكين للحقوق الحصرية للفهم والمعرفة، عمرو حمزاوى، وأيمن نور، ويونس مخيون، ومحمد أنور السادات، بجانب أيضا حكومة عصام شرف، وكل أدعياء الثورية الذين اختاروه من فوق منصة ميدان التحرير، فى فقرة استعراضية من سيرك ثورة يناير، وهى الحكومة التى غرست البذور الأولى لإسقاط هيبة الدولة فى الداخل والخارج، ولعبت دورا محوريا فى تأسيس شركات استيراد الوبال والبلاء للبلاد التى تدفع فاتورته الباهظة حتى الآن.

وضع المفاوضات حول سد النهضة، معقد، وكارثى، إذا ما وضعنا فى اعتبارنا الحقائق التالية:
دخول قطر بكل إمكانياتها المادية، لإنشاء مشروعات ضخمة فى السودان، لتغيير موقف الخرطوم تجاه مصر، ومساندة إثيوبيا، وظهر ذلك بوضوح فى حالة العداء الشديدة من جانب (الأشقاء) السودانيين لمصر، ومحاولة نكء الجراح القديمة.

الخيانة الواضحة التى يرتكبها الإخوان وتنظيمهم الدولى، من خلال الضغط الممنهج والمتواصل على النظام السودانى، لتأييد ومساندة إثيوبيا فى مفاوضاتها، وتسويف الأمر، للانتهاء من بناء السد.

عروض ضخمة يسيل لها اللعاب، تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية لإثيوبيا، من قروض ميسرة بلغت قيمتها 3 مليارات دولار، عرضها الوفد الأمريكى رفيع المستوى الذى زار إثيوبيا، مؤخرا، تحت زعم التحضير لزيارة الرئيس باراك أوباما إلى أديس أبابا الشهر المقبل، وذلك للسير قدما والإسراع فى الانتهاء من بناء السد، لحصار مصر مائيًا واللعب بمنابع النيل بشكل لم يسبق له مثيل.

الأمر خطير للغاية، وإثيوبيا تسير على نفس نهج ما سارت عليه تركيا عندما قررت إنشاء سد أتاتورك، واعترضت العراق وسوريا، وبدأت المفاوضات بينهم، وانتهت تركيا من بناء السد، بل وأقامت عشرات السدود الأخرى بعده، وما زالت المفاوضات سارية حول السد حتى الآن، وانهارت حصة العراق من الماء، وانتقصت بما لا يقل عن 25 مليار متر مكعب، ثم خرج أردوغان بكلمته الشهيرة عندما قال: «سنجعل من برميل الماء، أغلى ثمنا من برميل النفط...»!!!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة