أحمد براء

سلفيو "النور" أصحاب "الدقون العيرة"

الخميس، 17 ديسمبر 2015 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يستطع حزب النور السلفى وأتباعه العبور من مرحلة الصدمة التى يعيشونها حاليًا، بعد العودة بخفى حنين من الانتخابات البرلمانية، التى اعتبروها غزوة الصناديق الثانية وأعدوا لها العُدة وأنفقوا على دعايتها الملايين، وحشدوا لها بكل ما أوتوا من قوة.. ولم يستطع الحزب وقياداته الذين يأكلون على كل الموائد، أن يمروا بالهزيمة مرور الكرام، فأظهروا وجههم المتطرف الممزوج بالصبيانية والطيش، وحوّلوا دفة مركبهم الغارق لمعارك مُمَنْهَجَة غير مُبَرَّرَة لإبعاد الأنظار عن فضيحتهم فى الانتخابات، وانكشاف شعبيتهم الزائفة التى طالما ادعوا التمتّع بها.

عندما نتحدث عن قيادات حزب النور وجلوسهم على كل الموائد، فهذا ليس بافتراء، فيُمكنك الآن بكل بساطة استخدام محرك البحث "جوجل" وكتابة: "حزب النور يؤيد".. فقط هكذا دون تحديد أى طَرَف يؤيده الحزب السلفى وأتباعه من الصبية المراهقين، فماذا ستجد؟ ستجد نصًا اقتراحات "جوجل" كالآتى: "حزب النور يؤيد حازم" و"حزب النور يؤيد مرسى" و"حزب النور يؤيد السيسى" و"حزب النور يؤيد شفيق" و"حزب النور يؤيد الدستور" فأصحاب الذقون "العيرة" ليس لهم عهدٌ ولا وعد، يؤيدون ثم يهاجمون وفقًا لمصالحهم، وما يتماشى مع أجندتهم.

نشر الزميلان مدحت صفوت، وعبد الرحمن مقلد فى عدد "اليوم السابع" الجُمعة الماضى، تقريرًا رائعًا موضوعيًا تحت عنوان "السيدة عائشة المُفْتَرى عليها" يرصدان فيه التجاوزات والافتراءات فى حقها من جانب شيوخ السُنّة والشيعة، وأشارا فى التقرير إلى الموروثات التراثية التى جعل منها السلفيون إلهًا لا يقبُل النَقْد أو التعديل أو التنقيح، وبمجرد نشر التقرير وتداوله بشكل كبير من قِبَل رواد مواقع التواصل الاجتماعى، وإعادة فتح ملف السلفيين وتعاملهم المُراهق الصبيانى مع هذه النوعية من القضايا الشائكة، دأب أعضاء اللجان الإلكترونية التابعة للسلفيين على سب مؤسسة "اليوم السابع" وتهديد الزميلين اللذين حاولا تبرئة ساحة أم المؤمنين من الافتراءات كافة التى تُوَجَّه إليها على مدار التاريخ من جانب شيوخ السُنّة والشيعة، وأطلقوا "هاشتاج" على موقع "تويتر" يتطاولون من خلاله على المؤسسة والزُملاء.

وانطلق أعضاء اللجان الإلكترونية التابعة للسلفيين يسبون ويلعنون مؤسسة "اليوم السابع" بعد فضح ممارساتهم، وكَشْف حجمهم الحقيقى فى الشارع، بل وصل الأمر إلى التهديد الصريح من قِبَل يونس مخيون، رئيس حزب النور، بانضمام شباب الحزب إلى تنظيم "داعش" الإرهابى، حال الاستمرار فى إقصاء السلفيين من المشهد السياسى!

افتعل الحزب معركتين بعد صفعة الانتخابات لمحاولة شد الأنظار بعيدًا عن خسارتهم المدوية، المعركة الأولى مع الدولة عندما هدد المدعو مخيون بانضمام الشباب إلى التنظيم الإرهابى، وهو ما يدل على اتخاذ حزب النور المسار السياسى بشكل مؤقت للتمكين والهيمنة، مع التلويح بحَمْل السلاح والانضمام إلى الميليشيات حال الخسارة والإقصاء للانتقام من الدولة التى طالما نادوا باستقلالها عن الصراعات السياسية حتى لا تسقط فى الفوضى!

المعركة الثانية لحزب النور كانت مع "اليوم السابع" باعتبارها أكبر مؤسسة صحفية فى الشرق الأوسط، واتهم القائمون على الحزب، الزملاء الصحفيين بالتشيّع تارة، وبالشيوعية والإلحاد تارة أخرى! وانطلقت المزايدات التى تصل إلى حد التكفير، والتخوين، والطعن فى الوطنية.. المهددون بالانضمام إلى "داعش" يطعنون فى الوطنية، المهددون بإسقاط الدولة وحمل السلاح و"الطخطخه" يطعنون فى الوطنية، اللاهثون وراء مقاعد البرلمان للجلوس تحت القبة بأى ثمن يطعنون فى الوطنية.. يطعنون ويهددون، ووراء السُلطة يلهثون، وعلى كل الموائد يأكلون، يمينًا مع الموجة أو يسارًا يتمايلون، ولغايتهم الشيطانية بأى وسيلة يبررون.

يظن حزب النور أنه فى معركة على الإسلام! وينتهج السلفيون الصبية أسلوب المراهقين فى شجارات الحوارى والأزقّة، يحتكرون الدين وهو لله، والوطنية وهى للجميع، وأخيرًا سيحاولون تدارك هول أفعالهم ومعاركهم المُخْتَلَقَة، سيتراجعون ويتقهقرون، وسيغمدون سيوفهم التى لوّحوا بها فى وجه الجميع، وسيقطعون ألسنتهم التى سبّت هذا ولعنت ذاك، وسيندمون.. ولكن يوم لا ينفع الندم.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة