تميم ورجب ضد الإرهاب ومعه
كل ما يتعلق بتنظيم داعش وتشكيلة وتكوينه وظهوره، يمثل غموضا، فضلا عن قدراته الدعائية والتصويرية والإعلانية التى تميزه، ناهيك عن عمليات التجنيد والتدريب، وزرع الدواعش فى أوروبا وأمريكا.
هناك تقارير عن علاقة أبوبكر البغدادى، الزعيم السينمائى لداعش، بالاستخبارات الأمريكية، وأنه كان ضمن سجناء ما بعد الغزو فى أبو غريب وتم تجنيده، وهناك غموض فى علاقات التنظيم وقدراته، وتساؤلات من عسكريين ومحللين يبدون اندهاشا من عجز تحالف الناتو بقيادة الولايات المتحدة عن هزيمة داعش بالرغم من استمرار القصف الجوى لأكثر من عام، ويبدو أن «داعش» يزداد قوة، كأنهم يقصفونه بالمصل واللقاح.
ولما تدخل الروس للحرب على إرهاب داعش، وهرب بعض القيادات إلى ليبيا قررت بريطانيا وأمريكا تكثيف الضربات الجوية على «داعش» فى سوريا، بينما التنظيم يوسع حضوره فى ليبيا ويرفع راياته السود على مدن ليبية بعد سرت ومصراتة وصبراتة.
تركيا الطرف الفاعل فى العلاقة مع تنظيم داعش، وخلال الصراع بعد التدخل الروسى، نشرت روسيا ما يفيد بوجود علاقات للرئيس التركى أردوغان وابنه بلال مع «داعش»، وأن أردوغان يحصل على بترول سوريا والعراق الرخيص المسروق، مقابل تمويل مباشر للتنظيم.
ومثل تركيا فإن الدور القطرى فى دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية المتنوعة من داعش والنصرة، حيث تمثل تركيا المدخل والمخرج والممر، فيما تمثل قطر التمويل، والعلاقة بين الدوحة وأنقرة قوية، لدرجة الإعلان عن إقامة قاعدة تركية فى قطر، بجانب القاعدة الأمريكية الضخمة فى العيديد.
كل هذا ثم نكتشف أن كلا من قطر وتركيا عضوان فى تحالف هدفه مكافحة الإرهاب، ولم يبق إلا البغدادى ليكتمل الأمر ويتوسع حلف مواجهة الإرهاب، وأن تكون تركيا وقطر ضمن تحالف مكافحة الإرهاب، هو أمر يحتاج إلى إعادة تفهم واستيعاب ووصف للإرهاب، وربما على الذين يبدون دهشة من انضمام أصدقاء داعش لتحالف مقاومة داعش، لم يدهشهم أن تكون هناك تحالفات تضم عشرات الدول بعضها بقيادة أمريكا وبعضها بقيادات أخرى، وكلها تبدو بعيدة عن إلحاق أى نوع من الأذى بالدواعش.
ويستمر التنظيم فى استعراضاته بسيارات الدفع الرباعى اليابانية، التى اتضح أنها مقدمة كعربون من دول بالمنطقة تمارس مكافحة الإرهاب فى وقت الفراغ، ثم إن القيادات الداعشية تتنقل بحرية بين تركيا وسوريا والعراق، وفى حماية واضحة، وتجد من يدافع عنها ويقدم لها معلومات وخطط الهروب، بل يتم علاج قيادات داعش فى تركيا، وقيادات تنظيمات أخرى فى إسرائيل، مع ملاحظة أن تركيا وقطر وإسرائيل ثلاثى ضمن حلف تجارى وعسكرى، لا يمنع من انتقادات متبادلة بين الأصدقاء.
كل هذا يبدو غير مدهش لمن يندهشون من انضمام تميم وأردوغان لحلف مكافحة الإرهاب، وربما يمكن التفكير جديا فى ضم أبوبكر البغدادى، زعيم داعش، إلى تحالفات مكافحة الإرهاب، تطبيقا للمثل الشعرى القائل بتصرف: وداونى بالتى كانت هى «الداعش».