بالفيديو .. ” تراث يباع بالرخيص “.. فيلا “فريد الأطرش” فى مهب الريح

الجمعة، 18 ديسمبر 2015 12:02 م
بالفيديو .. ” تراث يباع بالرخيص “.. فيلا “فريد الأطرش” فى مهب الريح فريد الأطرش
كتبت: منة الله حمدى – محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أم وثلاث أمراء أتوا إلى مصر هاربين من بطش الاحتلال الفرنسى بجبال الدروز جنوب سوريا ،ليستقروا بعد عذاب طويل من عدم الاستقرار فى أحد فيلات الحى الهادئ بحلوان ” حدائق حلوان” ، ذلك الحى الذى بدله الاستثمار العقارى من “فلل” وأشجار نادرة تحمل وحدة سكانة البسطاء وأسرار وتاريخ مشاهير الزمن الجميل إلى أبراج سكنية لا أحد يعرف الآخر ، وتفتت وحدة سكانه إلى حد اللامبالاه بما يحدث ، عدا بعض الشباب الذين يشعرون بالحنين من حينٍ لآخر لعبق التاريخ بهذا الحى الأصيل .

كاميرا “اليوم السابع” انتقلت لفيلا “علياء المنذر” والدة الفنان القدير” فريد الأطرش “، والفنانه “أسمهان” ليرصد ما حدث بها من إهمال ، فبدلاً من أن تكون متحف يضم مقتنيات أمراء الدروز أو يصبح بيت للعود يعيد ذكريات الفن الجميل ، أصبح مخزن لخردة السيارت القديمة ومخلفات البناء وأيضاً أكوم الخشب .

التقينا بالحاج “سعيد عبد الموجود ” 67 عاماً الذى عاصر فيلا علياء المنذر منذ إنشائها حيث قال:” أنا عاصرت الفيلا وهى جبل .. اتبنت فى أول الستينيات .. كنا بنشوف المترو من هنا .. وكان كل اللى حوالين الفيلا جناين .. الفيلا دى بتاعت علياء المنذر وبناء عليه سموا الشارع “المنذر” عشان كانت قاعدة فيها .. لكن فريد الأطرش مكنش بيجى كتير عشان شغله ، يعنى كان بيجى كل 3 أو 4 شهور يقعد شويه مع والدته ويمشى .. وكان لما بيجى “فريد” بيعمل فيها حفلات ، وكان بيجى ممثلين كتير معاه ، يعنى عبد الحليم حافظ جه هنا ، وأسمهان جابت فنانين كتير “.

وتابع عبد الموجود:”كانوا بيعملوا حفلات غنائية صغيرة جميلة ومأدبة أكل .. وكنا بنسمع الموسيقى ونشم الروائح الجميلة ،وفريد كان بيغنى أغانى جميلة جداً .. كنا بنيجى نقعد فى الجنينة ونسمع الغنى الجميل بتاع زمان ، كانت أيام كويسه وجميلة “.

أما عن شكل الفيلا من الداخل فاستطرد عبد الموجود قائلاً” الفيلا دى من جوه غرفها مش عادية مربعة لأ دى مدورة ، والركنة اللى بيعدوا فيها برده مدورة ، ده غير الفرش كله مصنوع من الأرابيسك ، الأبواب نفسها تخفه فنية من جوه “.

فيما قال أحد الجيران الذى رفض ذكر أسمه أو ظهوره :” الناس كانت جميلة زمان مش زى دلوقتى الحياة كانت هادية ونظيفة وكانت مليانة أشجار” ، مستطردا :” أنا مولود هنا وشوفت الفيلا زمان كان فى سور كبير بيحيط بها وكان فى جنية جوه وفيها نافورة صغيرة “، وتابع ” أنا قابلت فؤاد أخو فريد الأطرش جه بعربيته القديمة قبل ما يموت وفتح الفيلا وشافها وللأسف ما كنش فيها حاجة لأن كانت كل حاجة اتسرقت من البوابين اللى كانوا فيها، والكلام ده كان من حوالى 20 أو 25 سنه ،وبعدها اتعرفت على ابن أخوه كان معاه ناس بيفرجهم على الفيلا عشان يبعها ” .

أما شباب حدائق حلوان المهمومين بها فكان لهم دور مهم جداً للحفاظ على ما تبقى من فيلا تلك الأسرة الصغيرة التى أثرت مصر والعالم العربى بفنها الجميل والنادر، فكان لقائنا مع أحد هؤلاء الشباب هو المهندس واليد فكرى أدمن جروب حدائق حلوان الجميلة والذى قال :” المكان هنا ممتد منذ 30 القرن الماضى سكنه مشاهير كتير منهم عائلة فريد الأطرش وعلياء المنذر ، والملفت للنظر أن الفيلا تعرضت لأعمال هدم وإهمال كبير” وتابع :” علياء المنذر عاشت فى الفيلا حوالى 15 سنه وأهل المنطقة سموا الشارع بالمنذر إكراماً لها ، ونشأ هنا أسمهان وفريد الأطرش حتى توفت أسمهان ثم فريد وبعدهما علياء المنذر وظلت الفيلا على وضعها حتى عام 2000 ثم باعها ابن فؤاد الأطرش بعد وفاة والده لمقاول من المنطقة نفسها ، وشأن كل المناطق الأثرية فى مصر أن تهدم يطلع مكانها برج ” .

وأضاف وليد فكرى أن جمعية “حدائق حلوان الجميلة “والتى يرأسها أرسلت خطابات سريعة على وزارة الثقافة وسفارة سوريا وسفارة لبنان وطلب منهم شراء الفيلا من المقاول وتحويلها إلى متحف يحكى تاريخ العائلة وللأسف لم يتلقى أى استجابة من أىٍ منهم ، وما كان عليه إلا أن وثق الفيلا حفاظاً عليها من الهدم ، فبدأت الجمعية فى تصوير مراحل الهدم ، أملين فى إنقاذها وتحويلها إلى مزار تاريخى .

وأضاف وليد أن هناك شهود عيان على الأحداث ما زالوا على قيد الحياة يقصون للأجيال ما كان يحدث داخل الفيلا فقال:” أثناء وجود علياء المنذر فيها كانت بتعمل حفلتين للأهالى كل أسبوع ، وكانت فرشاها على النظام الشامى وكان فى نافورة وشلت على الأرض ، كانت محبه للجيران وبالتالى كانوا هما بيقدروها “.
















مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة