أغلب ممن تطوعوا لمحاربة داعش من أصحاب الخبرة العسكرية يتطوعون لمحاربة التنظيم خاصة جنبا إلى جنب مع قوات البيشمركة الكردية، وأعرب هؤلاء الأجانب عن رغبتهم فى القتال نيابة عن العالم كله، مما يعكس تماسك الشعوب أمام داعش الذى أصبح يشكل تهديدا للجميع، وعدد المقاتلين الذين انضموا لقتال التنظيم الإرهابى وصل الآن إلى 200 مقاتل من مختلف دول العالم.
معظم المقاتلين الأجانب ضد "داعش" من المحاربين القدامى فى الصراعات فى العراق وأفغانستان الذين ناضلوا من أجل التأقلم مع الحياة فى الداخل، وسنحت لهم فرصة للقتال فى صراع جديد.
ومن بين المقاتلين الأجانب الألمانى "فيوخ" الذى قال "جئت إلى هنا من أجل الدفاع عن ثورة روج آفا"، ويقصد بذلك تجربة الإدارة الذاتية من طرف واحد، التى أقامها حزب الاتحاد الديمقراطى الكردى مع حلفائه، بعدما انتفضوا فى بداية حركة الاحتجاجات فى وجه نظام الرئيس السورى بشار الأسد وطالبوا بإسقاطه، وتابع المقاتل الألمانى"هم يريدون الحرية والديمقراطية لكل مكونات المنطقة"
وأما المقاتل الصينى "شين شاو" فقال: إنه جاء "للدفاع عن الناس ومساعدتهم على الخلاص من تنظيم داعش"، وقال إنه أثناء مطالعته لإحدى الصحف الصينية قرأ كيف أن الوحدات الكردية فى مدينة كوبانى (عين العرب) تقاتل بشراسة ضد مقاتلى تنظيم داعش، فلم يحتمل البقاء متفرجا على تلك البلدة الكردية الصغيرة وأضاف "قررت المجىء والقتال إلى جانب الأكراد فى حربهم ضد القوى الظلامية"، مشيرا إلى أن مشاركته فى المعركة ضد داعش "رسالة إلى المجتمع الإنسانى، لابد أن ينتصر الخير على الشر، لتشرق شمس السلام من جديد".
ومن إسبانيا يروى الطبيب الإسبانى ريو آمور أنها أول حرب يشارك فيها كطبيب ميدانى، عندما أسمع أصوات الطيران وقذائف الهاون أشعر بالخوف، ولكن عندما أفكر أن هناك مقاتلا قد يسقط جريحا فى أى لحظة أتحرر من فكرة الخوف لأقوم بواجبى"، وقال ريو آمور "عندما ينتهى يومى من العمل وأعود إلى الغرفة المخصصة للنوم لا تمر دقائق حتى أخلد للنوم مرتاح الضمير والبال لأنى قدمت واجبى تجاه هؤلاء المدافعين عن المدينة".
هذا فضلا عن مجموعة من الهولنديين و12 شابا من سويسرا انضموا إلى التحالف مع الأكراد ضد داعش فى حين انضم فى صفوف التنظيم الإرهابى 12 ألف مقاتل أجنبى من المسلمين الذين يعيشون فى أوروبا، و100 من أمريكا.
أجانب متطوعون ينضمون إلى فصيل مسيحى للقتال ضد داعش
وبخلاف الأجانب الذين انضموا إلى الأكراد لمحاربة داعش، قام الأمريكى بريت رويالز بتجميع عدد من الأجانب المتطوعين فى صفوف فصيل مسيحى للقتال ضد داعش، وقد خدم بريت الذى يستخدم اسما حركيا، فى الجيش الأمريكى فى بغداد بين العامين 2006 و2007، ليعود إلى العراق لكن هذه المرة للقتال فى صفوف فصيل "دويخ ناوشا"، وهى عبارة باللغة السريانية تعنى "فداء النفس"، ويبلغ من العمر 28 عاما، واعتبر نموذج لعدد من الأجانب قدموا للقتال فى صفوف مجموعات مماثلة بدأت تنشأ بشكل محدود شمال العراق.
يقول الشاب الذى وشم على ذراعه اليسرى رشاشا وعلى اليمنى صورة للسيد المسيح، مازحا إنه صليبى، "نحن نقاتل هنا من أجل أن يكون الناس أحرارا فى العيش بسلام، من دون اضطهاد، ومن أجل أن تبقى أجراس الكنائس تقرع".
ومن أبرز أسباب تشكل هذا الفصيل المسيحى هو سيطرة داعش على بلدة القوش مما دفع سكانها إلى النزوح باتجاه كردستان، وعمليات النزوح الكبيرة أبرزت تهديد لوجود أحد أقدم المجتمعات المسيحية فى التاريخ.
أجانب يتخلون عن داعش
وتخلى أكثر من 60 % من مجموعات المقاتلين الأجانب عن داعش بعد أن انضمامهم إلى التنظيم، وذلك بعد أن كشفوا صورة الإرهابيين وأفعالهم غير الإنسانية، إضافة إلى ضربات التحالف الدولى، الذى اعتبر حافزا لكثير من المقاتلين الأجانب إلى مراجعة أنفسهم ومحاولة الهرب، خصوصا بعد معايشتهم واقعا يخالف الشعارات التى تطرح عبر الإنترنت، لكن العديد من هذه المحاولات آل مصيرها إلى القتل أو الاعتقال فى أماكن مجهولة.
وقتل متطرفون بداعش ما يقرب من 100 مقاتل أجنبى حاولوا الفرار من سوريا، وذلك بسبب اكتشاف تواصلهم السرى مع ذويهم لمساعدتهم فى الهرب، ومن أهم أسباب رغبة الأجانب فى الهروب من داعش بعد الانضمام إليه هو الدوافع المختلفة، فمعظم المقاتلين الأوروبيين من الطبقات المهمشة ولذلك فاختاروا داعش للتعبير عن وجودهم واختيار حياة بديلة، ولكن العديد منهم أصيب بخيبة أمل من وعود الخليفة أبو بكر البغدادى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة