الحاجة رضا..مأساة انسانية عمرها 67 سنة الشارع بيتها والنعناع لقمة عيشها

السبت، 19 ديسمبر 2015 02:00 م
الحاجة رضا..مأساة انسانية عمرها 67 سنة الشارع بيتها والنعناع لقمة عيشها الحاجة رضا بائعة النعناع
كتبت – نورهان فتحى- تصوير-أشرف فوزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من السابعة صباحاً وحتى الخامسة مساءاً، تفترش أحد زوايا شارع وزارة الزراعة بمنطقة المهندسين، كل سكان المنطقة يعرفون ابتسامتها، ولكنهم لا يعرفون الحزن والهم وأمراض الدنيا كلها المخبأة وراء هذه الابتسامة، فالحاجة "رضا جمال" بائعة النعناع أم قلب "منعنع"، تشقى وتتعب يومياً لتصرف على أولادها بالحلال، حتى لو كلفها الموت على الرصيف فى عز البرد دون أن يشعر بها أحد.

هى قصة انسانية عمرها 67 عام، حيث كتب القدر على الحاجة "رضا" لها نصيب كبير من اسمها، وفرض عليها الرضا بالهم والمرض وبُعد أبنها الأكبر عنها، بسبب حبسه فى قضية مخدرات والحكم عليه بـ7 سنوات فى سجن المنيا، بينما تعيش هى هنا فى القاهرة ولا تتمكن من رؤيته إلا قليلا.
فى البداية تقول "رضا": "أنا أم وقلبي تعبان أوى، وجسمي تعبان أكثر، بضحك فى وش الناس بس ربنا وحده اللى عالم بالظلم اللى أنا فيه".

وتستطرد:"أبنى البكرى دخل ظلم للسجن، واتحكم عليها بـ7 سنين مقضاش منها غير سنتين، وفى كل زيارة بتقطع وأنا رايحه له على المنيا عشان أشوفة بعد 7 ساعات سفر، وما بين كل زيارة والتانية أفضل أحوش ثمن التذكرة عشان أروح له المرة الجاية، ويا أشوفه يا أما مشوفهوش".

وعن أمراضها، تحكى "رضا" والدموع فى عينها، قائلة:" عندى السكر والكلى وخشونة فى الركبة، وكان المفروض أشيل كليتى بس مردتش عشان مقعدش فى البيت، وكمان مش معايا فلوس العملية، والدكاترة حذرونى أكثر من مرة أنى أقعد بالساعات فى الشارع عشان ركبتى، بس أعمل إيه لقمة العيش صعبة، يعنى عشان رجلى متوجعنيش أموت أنا وعيالى من الجوع، لأ اتوجع أحسن".

وعن رزقها اليومى، تقول الأم "رضا":" أبيع حزمة النعناع بجنية، وفى اليوم ممكن ابيع 10 حزم وشوية لمون، يعنى قيمة 10 ولا 20 جنية بالكتير كدة، أهو تقضينى أنا والعيال، وحمدين ربنا وشاكرينه".
أما أكبر مطالب الحاجة"رضا" فهو نقل أبنها الكبير من سجن المنيا لأقرب سجن من القاهرة، حتى تتمكن من رؤيته، دون أن يهدها المرض ومصاريف السفر، وتوجه رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسي قائلة: "أنا بحبه والله بحبك وبادعيلك ياريس فى كل صلاة، أستر ستات مصر ربنا يسترك، نفسي تنقل أبنى لمصر عشان أعرف أشوفه وهو ده كل أملى فى الحياة".



اليوم السابع -12 -2015









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة