كشفت مصادر كنسية مطلعة تطورات الوضع فى ملف دير السلطان بالقدس المتنازع عليه بين الكنيسة القبطية المصرية والكنيسة الإثيوبية، بعدما استولى عليه الرهبان الأحباش الذين كانت تستضيفهم الكنيسة المصرية ومكنتهم السلطات الإسرائيلية منه منذ سبعينيات القرن الماضى.
تجددت تطورات ملف دير السلطان عقب نياحة أنبا إبراهام مطران القدس والكرسى الأورشليمى الذى توفى الشهر الماضى وبحكم موقعه، كان مفوضًا من الكنيسة المصرية بمتابعة الأزمة فى المحاكم وكشف مصدر، أن مطران القدس المقبل سوف يتحمل متابعة تطور الملف والمفاوضات مع الكنيسة الإثيوبية.
قال المصدر لـ"اليوم السابع" إنه رغم الحكم الذى حصلت عليه الكنيسة المصرية من المحكمة العليا الإسرائيلية منذ سنوات طويلة، إلا أن البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، يرجح كفة التفاوض مع الكنيسة الإثيوبية فى ضوء العلاقة التاريخية بين الكنيستين المصرية والإثيوبية، وبالنظر أيضًا إلى العلاقات بين مصر وإثيوبيا فى أزمة ملف حوض النيل فلا يصح فتح جبهة حرب جديدة.
وأضاف المصدر، ما زال البابا تواضروس فى طور البحث والتفكير والتشاور فيما يتعلق بترسيم مطران جديد على كرسى أورشليم، مؤكدًا أن أزمة دير السلطان تعود إلى عصر الأنبا باسيليوس، الذى سبق الأنبا إبراهام على كرسى أورشليم وأرسل خطابًا يطلب فيه من المجمع المقدس منع زيارة القدس بعدما ساندت القوات الإسرائيلية الرهبان الأحباش ومكنتهم من الاستيلاء على الدير.
وأشار المصدر إلى أن حامل الأيقونات بين دير السلطان وكنيسة القيامة يتكون من العاج والخشب المعشق على الطريقة القبطية، ومكتوب عليه "السلام لهيكل الله الآب" بالخط القبطى رغم محاولات الرهبان الأحباش تعليق أيقونات تخفى ذلك، مؤكدًا أن الكنيسة المصرية لا تفضل طرد الرهبان الأحباش الفقراء الذين يسكنون فى الدير، وما زالت تبحث عن أفضل السبل الممكنة لحل القضية بحيث تضمن أحقيتها فى الدير ومراعاة علاقتها بالكنيسة الاثيوبية التى تعتبر كنيسة الإسكندرية أمها تاريخيًا.
يعود دير السلطان إلى عصر صلاح الدين الإيوبى، حيث أهدى هذا الدير للأقباط المصريين تقديرًا لنضالهم معه ضد الاستعمار، وسمى الدير باسم السلطان نسبة إلى صلاح الدين، وعمل الدير على استضافة الرهبان الأحباش بعدما طردتهم الحكومة المحلية فى القدس من أديرتهم وكنائسهم منذ ثلاثة قرون لعجزهم عن دفع الضرائب المُقررة عليهم، فاستضافهم القبط حِرصًا على عقيدتهم، وتوفير السبيل لهم للبقاء فى القدس على أساس أنهم ضمن أولاد الكنيسة القبطية، وخلال القرون الثلاثة حاول الأحباش الاستيلاء على الدير وإخراج الأقباط منه، وكانت محكمة القدس الشرعية تُعيد الحق إلى أصحابه فى كل مرة.
تطورات فى قضية نزاع الكنيستين المصرية والإثيوبية على دير السلطان القبطى بالقدس.. المحكمة العليا الإسرائيلية تحكم فى أحقية الأقباط فى الدير.. والبابا فضَّل المفاوضات مع إثيوبيا لعدم توتر العلاقات
السبت، 19 ديسمبر 2015 03:05 ص
البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
كتبت سارة علام
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة