من البداية نؤكد على أن كل «الإسلام السياسى» فى بر مصر يتسلح ويتمترس خلف أيديولوجية سلفية، بما يجعلنا نقول بضمير مستريح أن كل جماعات «الإسلام السياسى» بشقيه: «الحزبى العلنى والسرى السياسى» و«السرى العسكرى الإرهابى» هم من السلفيين، ومصطلح «السلفية» هو من نحت «أحمد بن تيمية»، بمعنى جعل اتجاه الحركية السنية أن يستهدف إصلاح أنظمة الحكم والمجتمع والحياة عموما إلى ما يتوافق مع النظام الشرعى الإسلامى، بحسب ما يراه «بن تيمية» وتابعوه بعد ذلك، وقد أحيا «محمد بن عبدالوهاب» هذا المصطلح من جديد فى منطقة «نجد» فى القرن الثانى عشر الهجرى والتى كانت الحركة التى أسسها، ولم يعرف بر مصر أى ممثل علمى للإسلام من خارج خريجى المؤسسة الرسمية الأزهرية، وإبان عصر «محمد على» ظهر الشيخ «رفاعة الطهطاوى» الأزهرى إماما لأول بعثة علمية مصرية لأوروبا، وبعد عودته كان هو الممثل الأول للتيار التنويرى، ثم جاء بعده الشيخ «محمد عبده» ليكون الإمام الثانى لهذا التيار، بعد سقوط الدولة العثمانية وانهيارها وتفككها ظهرت أولى الجمعيات الدينية الاجتماعية تحت لافتة «الجمعية الشرعية» بخلفية أزهرية وصبغة أشعرية، وتأسست «جماعة أنصار السنة المحمدية» متشبعة بـ«سلفية» بن تيمية على طريقة وأفكار «محمد بن عبدالوهاب»، حيث احتد الخلاف الفكرى والعقائدى بين «الجمعية الشرعية» وبين «جماعة أنصار السنة المحمدية»، وفى هذه الفترة نفسها أسس كل من «محب الدين الخطيب» و«محمد الخضر حسين» جمعية «الشبان المسلمين» التى أصر «حسن البنا» على عضويتها حتى آخر يوم فى حياته، وأسس بعد ذلك جماعة «الإخوان المسلمين» بقناع دعوى تثقيفى اجتماعى واقتصادى فى محاولة لإخفاء الغرض السياسى الحقيقى، معتمدا فى الأغلب على أفكار «بن تيمية» وتابعه «محمد بن عبدالوهاب»، وحدث انشقاق خطير داخل الجماعة تحت لافتة «شباب محمد» الذين اعترضوا بشدة على تأخر «حسن البنا» فى المواجهة العسكرية مع الدولة بعدها تكون «التنظيم العسكرى للإخوان المسلمين»، وانخرطت جماعة الإخوان المسلمين بقوة فى السياسة، مما أدخلها فى دائرة من الصراع مع الدولة، مما أدى لحلها وقتل مرشدها «حسن البنا»، حيث نشب صراع داخلى حاد بين القيادات القوية المتنفذة فى الجماعة إلى أن تم اختيار «حسن الهضيبى» مرشدا عاما للجماعة قبل قيام ثورة 1952 بعام واحد، وانضم «سيد قطب» لعضوية الجماعة، ولم تعد قيادات الجماعة تستطيع السيطرة على التنظيم العسكرى فاشتدت الخلافات بينهم، ودبروا اغتيال «جمال عبدالناصر»، وكانت قد صدرت أحكام الإعدام سنة 1954 على بعض قيادات الجماعة وتم إعدام ستة منهم كان منهم «عبدالقادر عودة» وفى سنة 1965 تم إعدام «سيد قطب» بعد محاكمته متهما بتنظيم الإخوان المسلمين الذى اعتقل غالبيتهم، لكن «أفكار» سيد قطب ظلت مسيطرة على الجماعة فى السجن وخارجه مما أنتجت تنظيمات عسكرية تبنت «العنف القطبى» مثل «جماعة المسلمين / التكفير والهجرة» وتنظيمات عسكرية أخرى تتبنى قتال الدولة مثل جماعة تنظيم الإخوانى «صالح سرية» الذى هاجم الكلية الفنية العسكرية، ثم قامت جماعة «التكفير والهجرة» باختطاف الشيخ «محمد الذهبى» وقتله، وتم اعتقال بعض أفرادها ومحاكمتهم وصدور حكم الإعدام على قائدهم «شكرى مصطفى». وفى عام 1973 ظهرت فى الجامعات المصرية جماعات مسلحة عرفت باسم «الجماعة الإسلامية» بعد استيراد النموذج الباكستانى وهو الجماعة الإسلامية فى باكستان، حيث كان لكل جامعة «أمير» و«مجلس إمارة»، حيث كان من الأمراء بعض الطلبة مثل: «سناء أبوزيد» وبعده «عصام العريان»، وكان من رموزها فى القاهرة: «عبدالمنعم أبوالفتوح» و«محمد الدبيسى» و«أسامة حامد» و«أسامة خضر»، وفى الإسكندرية: «خالد داوود» و«حامد الدفراوى» و«إبراهيم الزعفرانى» و«وجدى غنيم» و«أحمد مطر»، وفى المنصورة مثل «محسن الشرقاوى» و«عاصم شلبى»، وفى أسيوط مثل «ناجح إبراهيم» و«عادل الخياط»، وفى المنيا مثل «على عمران» و«أبوالعلا ماضى»، لكن هذه الجماعات بدأت فى الانشقاقات لتولد بالانقسام الثنائى جماعات أخرى، وللحديث بقية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة