من الطبيعى جداً أن تقوم إسرائيل بمخططاتها ضد دول المنطقة، ومن الطبيعى أن تقوم بضرب قطاع غزة، ومن البديهى أن تقوم بشن حروب اقتصادية وثقافية ضد دول عربية جديدة، وللأسف بمساعدة خونة داخل تلك الدول، وأمر بديهى أن تملى علينا شروطها والتى تتناسب مع أهدافها ومصالحها الاستيطانية فى المنطقة العربية والشرق الأوسط، أما السبب لهذه الأمور والبديهيات فهو ما نراه ونلمسه ونعايشه من انقسامات تمزقات وخلافات وتناحر وتشرذم عربى وإسلامى، ولأن إسرائيل تدرك تماماً أن العرب وفى ظل هذه الظروف المؤسفة، والتى يعيشونها غير قادرين على أى رد فعل على ما يقومون به ولو حتى بيانات الإدانة والاستنكار التى كان حكام العرب يصدرونها عند كل عدوان إسرائيل على غزة أو غيرها، لقد أدركت إسرائيل أن العرب يرفعون شعارات وهمية وكاذبة وسرعان ما تتلاشى وما يطلقونه من بيانات حول فلسطين وواجب تحريرها من المحتل الإسرائيلى لا محل لها من الأعراب، لأن إسرائيل قد اعتادت بيانات الشجب والاستنكارية، وما هى إلا وسيلة لامتصاص غضب الشارع العربى، أما على أرض الواقع فهى لا وزن ولا طعم ولا لون لها، فكيف لأمة أن تقاوم عدوها اللدود وهو الذى يمتلك من السلاح والحماية مالا يمتلكه العرب مجتمعين، بل والمؤسف أن هذه الأمة تقتل بعضها، فأبناء البلد الواحد يدسون على بعضهم البعض ويتقاتلون وأبناء القبيلة الواحد فى صراع دائم ويسفكون دماءهم دون أن تجد لهذا سبب وجيهة أو مبرر، بلد عربى لا يطيق شقيقته البلد العربى الآخرى وأصبح الأجنبى المتربص ببلادنا أكثر قرباً ومودة من العرب والتصاقاً بهم من العرب فيما بينهم، ولا أدرى بالله عليكم أجيبونى كيف سيسجل التاريخ مسار أمتنا أمة محمد صلى الله عليه وسلم خلال العقود القليلة الفائتة؟ الفشل والهزائم والفرقة والتشرذم هو العنوان الرئيسى لهذه الأمة خلال هذه العقود، تعالوا لنتسأل هنا: ما الذى حققته الأمة خلال العقود المنصرمة؟ من وجهة نظرى أنه ليس هناك مساحة للتاريخ لكتابة مجد حققته الأمة يمكن للتاريخ أن يسجله لنتباهى به بين أمم الأرض، وفى ظل هذا الوضع المأساوى أصبحنا نتخوف من أن يكون هناك مشروع سايكس بيكو جديد يقسم ما قسم فى السابق بفعل الاستعمار إلى دويلات، وما هو قائم فى العراق وفى سوريا وليبيا اليوم إلا نذير خوف من القادم المجهول، من هنا تكون على النخب العربية ومنظمات المجتمع المدنى بمختلف ألوانها ومشاربها وتوجهاتها مسئولية جسيمة وعظيمة لتتحملها حتى تعيد للأمة عزتها وكرامتها ودورها القومى والإقليمى والدولى،لأن الدول العربية بما يمتلكون من موقع جغرافى وهام واستراتيجى وامتلاكهم أيضاً لأهم الثروات الاستراتيجية للاقتصاد العالمى يقدرون فرض وجودهم وبقوة كقوة فاعلة ومؤثره على الساحة الدولية بل ويستطيعون اعادة ما سلب منهم، وهذا لن يتأتى إلا فى ظل توافق ومصالحة عربية ووئام وانسجام عربى عربى، وبدون هذا سيظل العرب حكام وشعوب ضعفاء ومسلوبى الإرادة والخيرات ولا يمتلكون قرارهم كما هو الآن، لذا على الفاسدين المفسدين ومجانين العرب أن لا يعملوا على بث سموم الدمار والخراب وتدمير بلدانهم كما هو فى البلدان التى ذكرت آنفاً وأن يستمعوا إلى صوت العقل صوت الحق الذى لا بديل عنه، فهو مخرجنا الأوحد لبناء أوطاننا واسترداد حقوقنا.
خراب فى سوريا - أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة