وزير التجارة: مصر وفرنسا تقودان حربا ضد الإرهاب ونبحث فرص استثمارات "بيجو"

أكد المهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة، أن مصر وفرنسا تقودان حرباً شرسة ضد الإرهاب وهو الأمر الذى يتطلب تضافر كافة الجهود الدولية لمواجهة هذه الهجمات الإرهابية بكافة أشكالها وصورها التى تتنافى مع كافة العقائد والأخلاقيات والأديان، مؤكداً أن مصر مستمرة فى حربها ضد الإرهاب حتى تبلغ هدفها نحو النمو والازدهار والرخاء.

وقال إن مصر دعت مرارا إلى تعزيز الجهود الدولية لمواجهة ويلات هذه الأعمال الإرهابية والتى راح ضحيتها مئات الأبرياء، مقدماً تعازيه للشعب والحكومة الفرنسية على الهجوم الإرهابى الجبان الذى وقع بباريس مؤخراً.

جاء ذلك خلال الكلمة التى ألقاها الوزير فى منتدى الأعمال المصرى الفرنسى الذى نظمه معهد العالم العربى بباريس، بحضور ايمانويل ماكرون وزير الاقتصاد والصناعة والاقتصاد الرقمى الفرنسى، وجاك لانج رئيس معهد العالم العربى، واندريه باران سفير فرنسا فى القاهرة، إلى جانب عدد من رؤساء كبريات الشركات المصرية والفرنسية، وقد شمل المنتدى عقد مائدتين مستديرتين حول الوضع الاقتصادى والإصلاحات الاقتصادية فى مصر وأهم القطاعات فى الاقتصاد المصرى والفرص الاستثمارية المتاحة ومحور تنمية قناة السويس.

وأوضح قابيل أن مصر تستهدف تحقيق رخاء وتنمية مستدامة حيث تعمل حاليا على استكمال الانتخابات البرلمانية وهى الاستحقاق الثالث والأخير فى خارطة الطريق الديمقراطية، مؤكداً أن فرنسا كانت فى مقدمة الدول التى ساندت مصر فى تخطى هذه المرحلة الهامة، بل وشهدت الفترة الأخيرة زخماً كبيراً عكس عمق العلاقات السياسية والثقافية والاقتصادية بين مصر وفرنسا وأسس لمرحلة جديدة من العلاقات الثنائية الوطيدة بين البلدين، وفى مقدمتها زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى باريس فى نوفمبر 2014 وزيارة الرئيس فرنسوا هولاند إلى مصر وحضوره افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة فى أغسطس الماضى وكذا زيارة رئيس الوزراء الفرنسى إلى مصر فى أكتوبر الماضى على رأس وفد من الشركات الفرنسية لتدعيم العلاقات الاستثمارية والاقتصادية بين البلدين.

هذا فضلا عن مساهمة الجانب الفرنسى فى تنفيذ عدد من المشروعات فى مصر من خلال تقديم قروض بقيمة 494 مليون يورو من الحكومة الفرنسية والوكالة الفرنسية للتنمية لدعم التوظيف وتمويل الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر، وتمويل عربات وقطارات المرحلتين الثالثة والرابعة للخط الثالث لمترو الانفاق بالقاهرة، وتوصيل الغاز الطبيعى للمنازل فى إطار الخطة القومية لربط وإمداد شبكة الغاز الطبيعى.

كما أشار الوزير، فى بيان له اليوم، إلى التزام الحكومة المصرية بتشجيع اقتصاد السوق الحر وتطوير البنية التحتية للاقتصاد المصرى وتنمية القدرات المهنية لخلق فرص عمل جديدة وزيادة القدرة التنافسية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، مؤكداً ثقته فى أن تشهد المرحلة المقبلة تعاوناً غير مسبوق بين الشركات المصرية والفرنسية كى تصبح مصر قاعدة هامة للاستثمارات الفرنسية فى أفريقيا والشرق الأوسط.

ولفت قابيل إلى أن استراتيجية الحكومة المصرية ترتكز على عدة دعائم تتضمن دعم اقتصاد السوق الحر وتعزيز التجارة القائمة على الصادرات الموجهة كما تتطلع مصر إلى تدعيم القدرات الإنتاجية وإنشاء صناعات ذات تكنولوجيا عالية وتعزيز التنوع الاقتصادى والعمل على تكامل الصناعات المصرية فى سلاسل القيمة العالمية خاصة فى صناعة السيارات والصناعات المغذية لها والنقل اللوجستى والبنية التحتية

وأشاد وزير التجارة والصناعة بدور معهد العالم العربى فى دعم وتنمية التواصل والتعاون بين فرنسا والعالم العربى وتعميق فهم المجتمع الفرنسى للثقافة والحضارة العربية حتى أصبح يمثل جسرا ثقافيا حقيقيا بين فرنسا والعالم العربى.

ومن ناحية أخرى واصل قابيل لقاءاته بباريس مع الشركات الفرنسية حيث التقى بـ سيريل بولوريه رئيس مجلس إدارة مجموعة بولوريه وهى إحدى كبريات الشركات العالمية العاملة فى مجال اللوجيستيات حيث تمتلك معرفة متقدمة فى العمليات الجمركية واللوائح التجارية، ومراكز التخزين حول العالم، وتقدر استثماراتها فى هذا المجال تحديداً بحوالى 8,5 مليار يورو، وقد تناول اللقاء رغبة الشركة فى زيادة تعاونها مع مصر للعمل فى عدد من المشروعات الجديدة فى مجال النقل واللوجيستيات والخدمات، وبصفة خاصة المشروعات المتعلقة بالموانئ مثل منطقة شرق بورسعيد وتنمية منطقة الدخيلة بالإسكندرية، هذا فضلا عن مشروعات فى مجال المراكز اللوجيستية.

هذا وقد أكد الوزير على أهمية الاستفادة من خبرات الشركة فى الانطلاق بالصادرات المصرية وزيادة معدلاتها إلى الاسواق الافريقية.

كما التقى الوزير بـجان كريستوف، نائب رئيس شركة بيجو لأفريقيا والشرق الأوسط، حيث تم بحث إمكانيات الاستثمار الصناعى لشركة بيجو فى مصر والاستفادة من قاعدة الصناعات المغذية للسيارات فى السوق المحلى كى تكون مركزا لانطلاق منتجات الشركة إلى الأسواق المحيطة وبصفة خاصة الأسواق الأفريقية.

كما عقد الوزير اجتماعا مع ميشيل ناليت مدير شركة لاكتيليس الفرنسية العاملة فى مجال انتاج الالبان حيث تناول اللقاء أهمية زيادة الاستثمارات الصناعية للشركة فى مصر والتوسع فى التصدير عن طريق اتخاذها لمصر كمركز لانطلاق منتجاتها من الألبان إلى مختلف الأسواق الأفريقية والعربية.

كما التقى الوزير بأنجيل جيورا، الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية OECD، حيث بحث معه أوجه التعاون المشترك ودعم المنظمة للتعاون الاقتصادى مع مصر خلال المرحلة المقبلة.