مع تسارع الأحداث التى يشهدها عالمنا فى الوقت الحالى نمت ساحات التغطية الإعلامية، وأصبحت تأخذ حيزا كبيرا من اهتمام المواطنين ومع كثرة المنابر والشاشات والوسائل الإلكترونية المتعددة احتدم تنافس الجميع على نسب المشاهدة ومحاولة عرض جديد الأخبار بأقصى سرعة ممكنة وللأسف فى ظل تلك الظروف أغفل بعض الإعلاميين الحرص على قواعد المهنية حتى فى أبسط مبادئها الاساسية التى يفقهها الجميع ولا تحتاج إلى متخصصين ولكن تحتاج فقط أمانة والتزام وعقلانية، مثلا ما الحاجة إلى نشر صور الجثث والأشلاء!! أى كان صاحبها أين حرمة الموت الغرب حتى لا يفعل ذلك لماذا لا يتم الالتزام بمستوى لغة الحوار ما نفع السباب والبذاءة ما نفع الصراخ أيضا؟ لماذا يتم تغليب السبق الصحفى على حساب التحقق من صحة الأخبار المذاعة؟ لماذا الاقتحام الشديد لحرمة الحياة الخاصة للمشاهير وغيرهم بشكل سيئ ومزعج لهم ولكثير من المتابعين؟ لماذا لا يقوم الإعداد بدوره فى مراعاة اختيار المتخصصين ذوى الخبرة حتى لا يكون أغلب ما يقدم مبنى على التخمين والفهلوة والكلام من أجل الكلام حتى عدنا نرى المذيع الذى يتحدث فى كل شىء وفى أى مجال؟! قد يكون لك رأى نعم ، متابعة بالتأكيد ، تحليل منطقى وارد جدا ، وأيضا قد تكون واسع الاطلاع والثقافة، ولكن المعلومات التخصصية هامة ونحتاج إلى الخبراء والتحقيقات المبنية على أساس من العلم والبحث ونحتاج إلى الاستماع من المسئولين، ويجب مراعاة المحتوى المقدم للجمهور وتجنب كل ما يهدف للفرقعة، وحسب ولا يفيد المجتمع كحلقات الجن والعفاريت والشذوذ و الجنس والإلحاد وعلامات القيامة أو صدم المجتمع بحوادث وجرائم مفجعة ومروعة ومقززة جدا أحيانا وليست بظاهرة فى المجتمع على الإطلاق، علينا أن نتساءل لماذا لا يقدم غيرنا من العرب مثل هذا المحتوى كثير من الحلقات أصبحت تشكل وتعد لإحداث مشادات بين الضيوف وبعضهم أو بين الضيوف والمذيعين أو المتصلين وأيضا أحيانا تبنى على أحداث فخ للضيف لتشويهه أو إحراجه أو أو أو، بعض البرامج أصبحت تعرض رأيا واحدا فقط وعلى الدوام قد تكون منحازا وأنت بالتأكيد ستكون ولكن عرض الرأى الآخر من حين لآخر لن يضرك على الإطلاق وأيضا الانحياز الصادق يتطلب بعض النقد وبالضرورة إذا حدثت أخطاء واضحة، بعض المذيعين عند الحديث عن دول معينة بين مسئوليها وبين مصر بعض القلاقل وقد تكون لها مواقف عدائية بعض الشىء تجاه مصر تجد المذيع يتبع الهجوم على طول الخط وأحيانا هجوم متجاوز كل حدود اللياقة والبعض حتى قد يذهب إلى أن ينسج تحليلات غير واقعية تماما وحتى غير منطقية على الأحداث المتعلقة بتلك الدول وللأسف المبالغة الكبيرة فى هذا الأسلوب من الممكن أن تنعكس بشكل سلبى على العلاقة بين الشعوب ، يجب على من يشتغل بالإعلام أن يعى آداب المهنة لا نقول كل الإعلاميين يجب أن يكونوا خريجى كليات الإعلام ولكن هناك أساسيات يجب أن تحترم، نريد للإعلام المصرى أن يكون منبرا لنشر الثقافة والوعى ونريده أن يعبر عن عراقة الحضارة المصرية أمام العالم ولن يتم ذلك سوى بالالتزام بالمهنية وقواعدها.
محمد عبد العاطى يكتب: الإعلام المصرى.. مشاهد الخريف
الأحد، 20 ديسمبر 2015 12:19 ص
ورقة وقلم
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة