أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل السنهورى

سد إثيوبيا.. أسئلة مزعجة

الإثنين، 21 ديسمبر 2015 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل تفشل المحادثات الثلاثية مع إثيوبيا بخصوص السد الإثيوبى..؟ وهل مازالت هناك فرص وبدائل متاحة أمام مصر؟ وكيف وصلت المباحثات إلى ما هى عليه ولم تبتعد عن المربع الأول ولم تنجح فى شىء، فى حين أن معدل الإنجاز فى السد يقارب الـ%50.

هل ارتكب المفاوض المصرى فى المباحثات أخطاء أدت إلى مراوحة المباحثات والاجتماعات مكانها دون إحراز أى تقدم. هل المفاوضون المصريون لم يرتقوا إلى مستوى المفاوضات وأهميتها وخطورتها، أم أن الخطأ فى منهج التفاوض والإصرار على الاصطدام بحائط التحالف الإثيوبى السودانى.

أسئلة كثيرة تعبر عن حالة القلق والانزعاج والخوف لدى المصريين من خروج مصر خاسرة من معركة المفاوضات الثلاثية حول السد الإثيوبى بعد أن تكون إثيوبيا قد انتهت من إنشائه أو إنجاز نسبة كبيرة منه، ويبقى السد واقعا مفروضا لا يمكن تغييره بالمفاوضات والاجتماعات والاتصالات، ولا ينفع معه الندم على ما فات، أو البكاء على اللبن المسكوب.

ليست هذه هى الأسئلة المقلقة وحدها، ولكن هناك أسئلة أخرى تحتاج إلى إجابات واضحة وتستدعى النقاش حولها من الخبراء والمتخصصين وهى: لماذا تنازلت مصر عن وجود خبراء دوليين فى اللجنة، وعن إسناد دراسات السلامة الإنشائية للسد، وعن النص على الحصة المائية فى إعلان المبادئ، ولماذا تنازلنا عن النص على التفاوض على سعة السد؟!

كل هذه أسئلة تتطلب الإجابة عليها حتى نحدد المسؤولية عما بلغته المحادثات الآن من دائرة مفرغة ندور فيها، وليس هناك فى الأفق إلى حل بالشكل الذى تدور فيه المفاوضات والاجتماعات.

وما يستدعى تدخلات رئاسية مرة أخرى قبل أن تتعقد الأمور وتصل إلى منطقة أخرى، سواء فى تدويل القضية أو الذهاب بها إلى آفاق أخرى. فالطرفان مصر وإثيوبيا اتفقا على عدم الضرر والإضرار، والرئيس السيسى التقى رئيس الوزراء الإثيوبى أكثر من مرة فى أقل من عام ونصف، وذهب إلى البرلمان الإثيوبى وخاطب الشعب هناك، وجاءت وفود شعبية إثيوبية للتأكيد على عمق العلاقات وتاريخيتها على المستوى الجغرافى والسياسى والشعبى، وأن النيل هو رافد للخير والتعاون والنماء والتنمية للجميع، وليس مصدرا للنزاع والصراع.

لكن ربما واقع الحال يخفى بعض النوايا غير الطيبة، سواء بدافع وطنى أو بعوامل ودوافع خارجية. فالمخاوف المصرية تتكاثر وتزداد من السد الإثيوبى ولم تتوصل المفاوضات إلى حل أو قريب من الحل.

ومع المفاوضات المتعثرة وربما «الفاشلة» بدأت الذاكرة المصرية تستعيد إرهاصات الأزمة القديمة بين مصر وإثيوبيا بشأن بناء السدود عام 79، وتهديد الرئيس الراحل أنور السادات بلغة الحرب بعد أن بدأت المعلومات تتدفق بشأن قيام مهندسين إسرائيليين بمساعدة إثيوبيا فى إعداد خطط لإنشاء سدود جديدة على النيل، وتصريحات الرئيس السادات بأن «المسألة الوحيدة التى يمكن أن تقود مصر للحرب مرة أخرى هى المياه». وليس هناك من يؤكد أو ينفى ما تردده مواقع التواصل الاجتماعى عن قصة اتخاذ مصر فى نهاية السبعينيات إجراءات عسكرية لضرب السدود بعد إنكارها من إثيوبيا والولايات المتحدة وروسيا.

عموما الوقت غير الوقت، والظروف السياسية الدولية الحالية مغايرة تماما للواقع الدولى فى السبعينيات ووضع مصر الإقليمى والدولى وقتها. وبالتأكيد الأمر لن يصل إلى لغة التهديد ولا نتمناها، والمسألة لا تحتاج إلى مغامرات و«أفكار صبيانية» على طريقة اجتماع مرسى الشهير الذى تسبب فى الكارثة.

مازالت هناك بدائل سلمية، ومازالت هناك حلول بديلة عن هذا النوع من المباحثات الهزلية بين مصر وإثيوبيا والسودان التى لا تسمن ولا تغنى من جوع، أو تبديد المخاوف من ضياع حقوق مصر التاريخية فى نهر النيل وتبديد أمنها القومى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة