ننشر مرافعة النيابة باقتحام سجن بورسعيد: البشرية لم تشهد مثل هؤلاء المتهمين وبلادة إحساسهم.. نزلوا بجريمتهم لحد قتل بنى وطنهم.. كيف تكتب لهم النجاة بعد أن أوقفوا الحياة بقلوب الأبرياء.. نناشدكم القصاص

استمعت محكمة جنايات بورسعيد والمنعقدة بأكاديمية الشرطة برئاسة المستشار "محمد السعيد الشربينى"- بجلسة محاكمة المتهمين بقضية محاولة "اقتحام سجن بورسعيد"، عقب صدور الحكم فى قضية "مذبحة الاستاد"، مما أسفر عن مقتل 42 شخصًا، بينهم ضابط وأمين شرطة- إلى مرافعة ممثل النيابة العامة.



وبدأ ممثل النيابة قائلا: "إن النيابة حملت حملا تنوء بحمله الجبال، وأنها تحمل رسالة مفتوحة إلى القضاء حملتها بين أيديها"، وشرح ممثل النيابة الواقعة والأحداث التى شهدتها مدينة بورسعيد، وأن المتهمين انتشروا لنشر حالة من الفوضى، وفى يوم الحادث خرجوا للطريق العام لتنفيذ جرائمهم، والثابت أنهم ارتكبوا جناية قتل المجنى عليهم، وكل ذلك يبرهن أن فعل القتل قد اقترن بجنايتى القتل العمد والشروع فيه، وأن وقائع الدعوى تتمثل فى وقائع قتل عمدى وترويع، لتصف المتهمين بأنهم لم تعرف البشرية على هذه الأرض مثلهم فى بلادة إحساسهم، فلاهم أسود ضارية ولا ذئاب جائعة، مشيرا إلى أن تلك الكائنات لا غدر بينهم بين ولا خائنين للعهد.

وأضاف ممثل النيابة: أى بشر ترى عيناه تلك المشاهد الدموية دون أن تحرك له جفن، وأى بشر يتحمل ذلك دون أن يرق له قلب، وأى عقل يستوعب كل هذا وذاك، لابد أن هذا القلب والعين ليسوا لإنسان سوى، فهذا جسد خلا من قلب إنسانى، فمثل هؤلاء كيف تكتب لهم النجاة بعد أن أوقفوا الحياة بقلوب الأبرياء، وروعوا أهالى مدينة، فلو تحلى الجناة بمثقال ذرة، فالخير أن نرى المتهمين خلف القبضان، فالقضية المنظورة قضية مجتمع بأسره، إنهم نزلوا بجريمتهم لحد قتل بنى وطنهم، فضاقت الخسة عن وصفهم فهم مجموعة آثمة وضالة وانحرفت بهم أفعالهم حتى أسقطتهم فى غياهب الجب.

وتابع ممثل النيابة: من غيركم يعيد السكينة إلى النفوس، ومن غيركم على يده يرد الفضيلة، فالضرب بيد من حديد على من يعيثون فى الأرض فسادا، فالمجتمع أراد العيش فى سلام وأرادوا هم غير ذلك، فهم هددوا وحدة كيان المجتمع، وقد جئنا بأمانة نظهر فيها حقا ترضوه، فهى صرخة من صرخات المجنى عليهم تطلب منكم الإغاثة، فجئنا نناشدكم القصاص العادل، فباسم العدل الذى أقسمتم يمينا له وباسم المجتمع الذى منحنا أمانة تمثيله، وباسم أرامل ترملت، وأيتام، احكموا بالحكم الذى يطفئ لهيب النار فى نفس كل أب وأم فقدوا فلذات أكبادهم.



وكانت النيابة قد وجهت للمتهمين أنهم بتاريخ 26 و27 و28 يناير 2013 قتلوا وآخرون مجهولون الضابط أحمد أشرف إبراهيم البلكى، وأمين الشرطة أيمن عبد العظيم أحمد العفيفى، و40 آخرين عمداً مع سبق الإصرار والترصد، بأن بيتوا النية وعقدوا العزم على قتل رجال الشرطة والمتظاهرين المدنيين، وذلك عقب صدور الحكم فى قضية مذبحة استاد بورسعيد، ونفاذًا لذلك الغرض أعدوا أسلحة نارية واندسوا وسط المتظاهرين السلميين المعترضين على نقل المتهمين فى القضية آنفة البيان إلى المحكمة.