جاء خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال احتفالية وزارة الأوقاف بالمولد النبوى بقاعة مؤتمرات الأزهر، أمس كرسالة حقيقية لكل من يحاول هدم مصر من الداخل، ليس من أعداء الوطن بالخارج فقط، بل من الداخل أيضا، وهو ما جعل السيسى يطرح رسائله فى خطابه الذى جاء فى جو دينى نقله لنا زميلنا إسماعيل رفعت الذى عكس اهتمام الرئيس بضرورة تغيير الخطاب الدينى الذى نادى به منذ توليه منصبه، التى حاولت بعض الجهات الدينية عرقلته، ومن هنا كانت رسائله أمس للدعاة وللقائمين على الدعوة تعكس حرص الرئيس السيسى على تبرئة الدين الإسلامى من أى اتهام له بالتطرف أو الإرهاب وتعيد الوسطية لهذا الدين العظيم الذى ظلم كثيرا على يد بعض الدعاة الذين تاجروا بالدين، وروجوا لفتوى زرعت الفتن، وصنعت دواعش جددا فى كل مؤسسات مصر، وهو ما نحاربه جميعا وليس السيسى فقط.
السيسى استخدم فى خطابه لهجة شديدة وقوية وحاسمة للدعاة، ورسائل تحذيرية لمن يشعلون نار الفتنة من الخارج وعملائهم بالداخل والخارج والمنخدعين بهم، وقال: إن الأيام التى نعيشها أيام أعياد لعنصرى الأمة تستحق التهنئة وليس إشعال الفتن.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أنه لا يوجد شىء يخاف منه أو يخاف عليه، إلا الشعب المصرى، مضيفاً أنه سوف يعمل على البناء والأمن ومحاربة الإرهاب الذى يهدد الأمة.
وأن الذى يؤمن بالإسلام والأديان السماوية لا يقتل الناس، كما تفعل الجماعات التى شوهت الدين، ووضعت تفاسير مغلوطة له تستخدم فى القتل، مستغرباً من قتل الناس المختلفين فى العقائد دون مبرر.
وحمل لقاء السيسى مصارحة الدعاة بأن يغيروا من أى سلوك سلبى لبعضهم، وبحيث لا يليق أن يقول الداعية شيئا ولا يفعله كالحافظ دون أن يتدبر مطالبا بالتدبر، وقال: «لا يليق بداعية أن يصعد منبر رسول الله يكون ملبسه سيئا أو سلوكه مخالفا لما يقول».
الرساله الثانية للرئيس السيسى كانت ردا غير مباشر على دعوات بعض المراهقين والفاشلين للتظاهر يوم 25 يناير المقبل، للمطالبة برحيله، حيث أعلن الرئيس أنه لا يحتاج لدعوات للتظاهر ضده كنظام، لأنه من الشعب جاء بإرادتهم، ولن يحكمهم دقيقة واحدة رغما عنهم، وأنه طائع فى نزع السلطة منه، لأن السلطة من الله وتعطى وتنزع بإرادة الله تاليا قوله تعالى: «قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِى الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء»، والأمر لا يحتاج إلى التظاهر، بل بإرادة المصريين التى جاء بها ويستمد عونه منها، ويستكمل بها ولو طالبوه بالرحيل فسوف يرحل فورا، لكن بمطلب شعبى، وليس بمطلب مجموعة.
الرسالة الثالثة كانت لنواب الأمة، حيث قال السيسى لهم بأن يدركوا مسؤوليتهم وأن يعملوا مع المسؤولين بدلا من أن يفهموا أن دورهم هو المواجهة، لأننا فى مركب واحد يحتاج لتعاون، وأن تعمل الأجهزة على الحفاظ على كرامة المواطن من باب الإنسانية، ملمحا إلى إهانة بعض المسؤولين لمواطنين، كاشفا الغطاء عن حالة التحريض التى تستخدم كل شىء حتى التفريق بين عنصرى الأمة لتفتيت الوطن.
هذه هى الرسائل الثلاثة التى حملها الرئيس عبد الفتاح أمام الدعاة عقل الأمه والأمل المتبقى لتحرير العقل من الأفكار الداعيشية والإخوانية، وهو ما يريده الرئيس، ويتبقى أن تستجيب المؤسسات الدينية لهذه الرسائل، وتتفاعل معها لما فيها من صالح هذا الوطن.