انقسام داخل المشهد السياسى الفلسطينى.. حالة ضياع وحاجة لبلورة رؤية ووضع خارطة طريق.. ومحلل فلسطينى: اعتراف البرلمانات الأوروبية بدولتنا إنجاز معنوى

الخميس، 24 ديسمبر 2015 02:52 ص
انقسام داخل المشهد السياسى الفلسطينى.. حالة ضياع وحاجة لبلورة رؤية ووضع خارطة طريق.. ومحلل فلسطينى: اعتراف البرلمانات الأوروبية بدولتنا إنجاز معنوى الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن
كتب أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعانى المشهد السياسى الفلسطينى من حالة ضبابية فى ظل حالة الانقسام الداخلى والوضع الراهن فى الأراضى المحتلة من تزايد الجرائم الإسرائيلية والانتهاكات بحق المقدسات الدينية ومحاولات تهويد القدس وتوحش الاستيطان، ولا يلوح فى الأفق السياسى سوى مبادرة تقدمت بها بعض القوى الفلسطينية والتى لم تلق إجماع عليها.

وقال المحلل السياسى الفلسطينى هانى المصرى، إن المشهد السياسى فى فلسطين فى حالة فقدان للخيارات وعدم حسم للاتجاه وحالة انقسام على المستوى القيادى، مشيرا إلى أن المستوى الشعبى يشهد موجة انتفاضية ضد الاحتلال والمستوطنين واعتداءاتهم فى ظل انتظار وترقب على المستوى القيادى، داعيا لاعتماد مسار جديد على اعتبار أن الكل يعترف بأن المسار القديم فشل لكن لا توجد جرأة وقناعة باعتماد مسار جديد.

وأكد المحلل السياسى الفلسطينى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، مساء الأربعاء، من الضفة الغربية، أن المشهد السياسى الفلسطينى فى حالة ضياع، وأن الحالة الفلسطينية تعاملت مع الهبة الشعبية بشكل مزدوج من جهة، لمحاولة توظيفها وتغيير الموقف مع إسرائيل، ومن جهة أخرى وهذا بشكل أكبر الخوف من عدم السيطرة عليها وتأثيرها بحدوث تغييرات، موضحا أنها حالة تميز القوى الإساسية من رغبة فى استثمارها وتوظيفها وخشية ومنها، وهو ما يؤثر عليها لأنها بحاجة لتنظيمها وتوفير قيادة لها، وتحديد هدف ودوافع شعبية وتنظيمية ومالية، وأن هذا شىء سيئ لا يساعد الانتفاضة فى أن تتطور وتحقق أهداف الشعب الفلسطينى.

وشدد على عدم إمكانية تجاوز المأزق الحالى من دون بلورة رؤية فلسطينية جديدة على أساسها يتم وضع خارطة طريق، مشددا على ضرورة عقد اجتماع جديد يحدد الأهداف الوطنية وأشكال الوصول إليها ويعيد الاعتبار للقضية والحقوق التاريخية الفلسطينية، موضحا أنه على أساس هذه الرؤية والعقد الاجتماعى يمثل إعادة بناء الرؤية الوطنية والتمثيل الوطنى وإعادة النظر فى طبيعة شكل ووظائف والتزامات السلطة والمنظمة، بحيث تعود إلى حجمها فالسلطة تضخمت والمنظمة "تقزمت" ما أدى لنتائج سيئة حدثت للفلسطينيين.

فيما أكد المفكر والدبلوماسى الفلسطينى الدكتور علاء أبو عامر، أن المشهد الفلسطينى فى الفترة الحالية هى الهبة الجماهيرية أو الانتفاضة الثالثة والتى أصبحت بشكل يومى، فكل يوم يزيد إصرار الناس على مقاومة الاحتلال الإسرائيلى، موضحا أن سمة العام الحالى هى الانتفاضة الفلسطينية التى اندلعت مطلع أكتوبر الماضى.

وأوضح "أبو عامر" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، مساء الأربعاء، أن الساحة الفلسطينية لا تزال مصبوغة بالانقسام الداخلى الذى أصبح دائما فهو حديث الناس كلهم، لأن الانقسام يعطل جهد النضال الفلسطينى، الذى كان من الممكن تشكيله بشكل أكبر، ففى واقع الحال ما يحدث أن الانقسام الفلسطينى لا يزال متواجدا وجذوره تستفحل كل يوم فى الأرض.

وأكد أن الطرفين الفلسطينيين بالضفة أو بغزة أصبحت المصالح هى الأساس لوجود إدارة للانقسام بين الطرفين وعدم إنهاء للانقسام، موضحا أن كل الأمور تتوقف على قضايا أحيانا ليست قضايا جوهرية تستحق استدارة هذا الانقسام، فالصراع على قضايا إدارية حول من يتسلم المعابر، وهل تسحب حماس عناصرها من المعابر أم تكون شريكا؟ مؤكدا أنها قضايا فنية وليست جوهرية أى لها علاقة بالعمل اليومى الوظيفى للسلطة وليس العمل السياسى الأكبر الذى هو أساس النضال الوطنى الفلسطينى.

وأوضح أن فلسطين لازالت محتلة وليس دولة، لأن كل "ما نشاهده خطوات ونجاحات معنوية من تصويت البرلمانات الأوروبية فى العالم أو حتى الاعتراف بدولة فلسطين"، مشيرا إلى أنها إنجازات معنوية لا تقدم ولا تؤخر فهى جيدة تعطى أملا بقرب الحل والوصول لدولة فلسطينية، لكنها ما زالت قضايا معنوية وليس جوهرية يكون لها علاقة بإزالة الاحتلال الإسرائيلى الذى بات يتعمق فى الأراضى الفلسطينية وزيادة الاستيطان والقمع والتضييق على القدس وتهويدها وهى السمة العامة للوضع الفلسطينى.

القضية الفلسطينية عانت من تغييب كامل من العرب والمسلمين قبيل الهبة


وأشار إلى أن القضية الفلسطينية قبيل اندلاع الهبة مطلع أكتوبر الماضى كانت فى حالة تغييب كامل من الدول العربية والإسلامية، ومع اندلاع انتفاضة القدس أصبحت القضية تحظى باهتمام أساسى فى الأخبار العالمية بتحركات الشعب الفلسطينى، وهذا يدل على الفلسطينى المقاوم الذى يجلب الحل وليس المفاوضات التى وصلت لطريق مسدود ولم تنجز أى شىء على الأرض.

وتابع باستثناء بعض المبادرات التى تقدمها بعض الفصائل الفلسطينية لحل بعض القضايا فى غزة كموضوع المعابر، ومحاولة الرئيس أبو مازن عقد المجلس الوطنى الفلسطينى والمؤتمر السابع لحركة فتح، لكن لا زال الموضوع معطلا لأسباب فنية وسياسية وتنظيمية.

وأكد أن هذه القضايا سيتم ترحيلها إلى منتصف أو نهاية العام المقبل لإيجاد حلول لها، لكن حتى هذه اللحظة لا يوجد عمل حقيقى لإنجاز كل هذه القضايا التى يعانى منها الشعب الفلسطينى، التى تعتبر قضايا جوهرية فى حياة الفلسطينى الذى أصبح لا يؤمن بأى من التنظيمات السياسية وأصبحت كل همومه زوال الاحتلال الإسرائيلى والعيش بكرامة بعيدا عن الذل الذى يتعرض له يوميا.

وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية والمواطن العادى لا يعقدون أى آمال على أمريكا لأن السياسة الأمريكية يتم إقرارها من قبل إسرائيل، فالسياسة الأمريكية هى إسرائيلية بامتياز، فواشنطن لا تضغط على الإسرائيليين فهم يقدمون اقتراحات وكأنهم يتفاوضون مع الفلسطينيين نيابة عن إسرائيل.

وأكد أن القرار السياسى لحلول القضية الفلسطينية قرار إسرائيلى ربما له علاقة باللوبى الصهيونى فى أمريكا، والذى أكثر يمينية وتطرفا من حكومات إسرائيل المتعاقبة بما فيها الحكمة الحالية التى تعد أكثر يمينية وتطرفا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة