نقلا عن العدد اليومى...
-مفاجأة.. الناطق الرسمى باسم البحرية الليبية: عناصر من خفر السواحل الإيطالى يتعاونون مع المهربين.. وخفر السواحل الإيطالى يرفض التعليق
تعانى ليبيا من مشكلة الهجرة غير الشرعية التى استفحلت فى العديد من المدن الليبية لسعى العديد من الأشخاص إلى الهروب إلى دول أوروبا أو الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية المتطرفة التى استوطنت أرض ليبيا وهو ما يشكل خطرا داهما على أمن دول الجوار وعلى رأسها مصر.
«اليوم السابع» التقت أحد المهربين الليبيين الذين سخروا معداتهم البحرية لتهريب العديد من الجنسيات إلى القارة الأوروبية وساعدهم فى ذلك حالة الفوضى الأمنية التى تجتاح البلاد.
وطلب المهرب من محرر «اليوم السابع» أن يقوم بتحضير مبلغ ألف دولار نظير تهريبه من الحدود المشتركة بين مصر وليبيا إلى العاصمة طرابلس، مشيرا إلى أن مجموعة كبيرة من الأشخاص الحاملين جنسيات مصرية وسورية وفلسطينية سيتم تهريبهم خلال تلك الرحلة.
وأوضح المهرب الذى يدعى «عمر الزوارى» أن عملية التهريب ستتم عبر مدينة سيوة عن طريق البر إلى العاصمة طرابلس نظير مبلغ ألف دولار للفرد و200 دولار للطفل الصغير، مشيرا إلى إمكانية مساعدته فى التهريب إلى إيطاليا نظير دفع ألف دولار أخرى كى يتم التهريب إلى روما. وشدد على أن دفع الأموال يتم عقب تهريب الفرد إلى العاصمة طرابلس ويتم السفر بعد ذلك بواسطة جرافة بحرية فى رحلة تستغرق 6 ساعات، زاعما وجود عناصر تساعده تنتمى لمؤسسات الجيش والشرطة والجمارك والموانئ الليبية للمساعدة فى عملية التهريب.
وطلب المهرب من محرر «اليوم السابع» السفر إلى مطروح، مؤكدًا أنه سيجرى اتصالا به عند وصوله إلى هناك، ومن ثم إرشاده لهوية الشخص الذى سيتولى مهمة التهريب إلى العاصمة طرابلس، مؤكدا أنهم يستعينون بسيارات دفع رباعى تقوم بتهريب المواطنين للداخل الليبى من دون المرور على الجمارك.
التهريب إلى إيطاليا عبر جرافة تحمل 300 فرد
وأكد المهرب أن الجرافة البحرية التى تقوم بتهريب الأفراد تنقل أسبوعيا ما يقرب من 300 مهاجر، زاعما وجود وسائل أمان تحمى الأشخاص من الخطر، مؤكدا أن بمقدوره المساعدة فى توفير فرصة عمل فى روما نظير مبلغ مالى يتم تحديده لاحقا.
وبسؤاله عن إمكانية تهريب مواطنين جزائريين من مصر إلى داخل الجزائر، أكد أن التهريب سيكون صعبا للغاية نتيجة الإجراءات الأمنية المشددة التى تتخذها الجزائر مع ليبيا، مشيرا إلى رغبته فى الحصول على مبلغ 3000 دولار كى يتم تهريب الفرد الواحد من مصر إلى داخل الجزائر، واصفا الرحلة بأنها ستحمل العديد من المخاطر.
وحاول المهرب خلال اتصاله تأكيد أن الرحلة آمنة، وأنه أحد أشهر العاملين فى الهجرة غير الشرعية، زاعما تمتعه بسمعة طيبة وعلاقة واسعة مع عناصر تسهل له القيام بمهامه على أكمل وجه.
وأكد أنه يتولى توفير الطعام والشراب والإقامة للأفراد فى العاصمة طرابلس، ويتم تسهيل كل الأمور، مشيرا إلى أن حكومات الدول الأوروبية اتخذت فى الآونة الأخيرة إجراءات صارمة ضد المهاجرين غير الشرعيين ومحاولات التهريب.
وفجّر المهرب الليبى مفاجأة بتأكيد تعاون عدد من أفراد خفر السواحل الإيطالى معهم نظير أموال مالية ضخمة تدفع لهم مقابل كل 300 فرد أسبوعيا للتغاضى عن المهربين، موضحا أن ذلك يتم عبر آلية محددة يتم الاتفاق مع هؤلاء الأشخاص على تنفيذها. اللجوء لألمانيا بادعاء الانتساب لجيش القذافى
وبسؤاله عن إمكانية مساعدته فى حصول الشخص على لجوء فى دولة أوروبية أجاب قائلا: بكل بساطة نقوم بتزوير أوراق خاصة بك تؤكد أنك ليبى وتمكث عدة أشهر فى البلاد لإتقان اللهجة، وتزوير أوراق بأنك تتبع جيش القذافى وتحديدا لواء خميس المعزز 32 وأنك مطلوب من قبل الثوار حيا أو ميتا. وطالب المهرب بمبلغ 1500 دولار مقابل تزوير تلك الأوراق مع استخراج رخصة قيادة ورقم وطنى صادر من لجنة المساعد ورسالة بأن الشخص يرغب فى اللجوء السياسى بإحدى الدول الأوروبية.
وتابع بالقول: «نستطيع أن نوفر لك اللجوء فى ألمانيا عبر توفير وثائق تبث أنك ليبى مطارد ومطلوب من الثوار والحكومات غير الشرعية ومهدد بالقتل وهى تكلفك 1500 دولار وهى تجربة ناجحة 100 % وقمنا بها عدة مرات مع العديد من الأشخاص، ودفع الأموال يكون بعد إنهاء أوراقك كاملة».
وأكد المهرب أن العديد من المواطنين المصريين يخوضون تلك الرحلات بأعداد كبيرة، وبسؤاله عن إمكانية تكرار مأساة الطفل إيلان كردى أجاب المهرب قائلاً: «لا تقلق الجرافة ستكون ليبية والأمور كلها أمان ولدينا أدوات إنقاذ كاملة».
المهرب رفض خلال أسبوع كامل التحدث مباشرة عبر الهاتف ولكنه فضل الحديث عبر التطبيقات الذكية مثل «فايبر – واتس آب- تليجرام»، مؤكدا أن يرفض استقبال مكالمات مباشرة من أى شخص يرغب فى خوض تجربة الهجرة غير الشرعية.
من جانبه، أكد العقيد أيوب قاسم، المتحدث باسم البحرية الليبية التابعة لحكومة طرابلس، لـ«اليوم السابع»، أن الهجرة غير الشرعية تتم بتلك الأساليب فى ليبيا، موضحا أن عمليات دفع الأموال تتم فى دول الجوار الليبى أو الدول الأفريقية ومن ثم يتم التهريب للبلاد، موضحا أن آخر مجموعة من المهاجرين ألقى القبض عليهم مؤخرا كانوا من دولة المغرب منهم من دفع 2000 يورو والبعض الآخر 1500 تم تهريبهم لتونس ومن ثم لليبيا، مشيرا إلى أن العصابات موجودة فى تلك البلاد.
وقال «قاسم» إن إمكانيات البحرية الليبية محدودة فى ظل الظروف الصعبة التى تعيشها ليبيا، حيث يتم الاعتماد على الدوريات التى تقوم بها عناصر البحرية والمعلومات التى تردها، مشيرا إلى أن التهريب يتم من مدن زوارة وصبراتة شرق العاصمة طرابلس.
خفر السواحل الإيطالى يتعاملون مع المهربين
وفجر المتحدث باسم بحرية طرابلس مفاجأة عندما أكد أن عناصر من خفر السواحل الإيطالى يتعاونون مع المهربين ويعملون معهم بصفتهم أكثر الجهات المستفيدة من عمليات الهجرة غير الشرعية، مؤكدا أنهم مستفيدون من دعم الاتحاد الأوروبى الشهرى الذى يقدر من 9 إلى 10 مليون يورو شهريا، إضافة إلى أن رؤوس تجارة الهجرة غير الشرعية موجودون فى أوروبا، كما يوجد عدد منهم فى أعماق أفريقيا، مشيرا إلى أن ما نراه من مهربين ليبيين وجنسيات أخرى عبارة عن أشخاص منتمين لشبكة تهريب دولية كبيرة تعمل بتنسيق عال وهى عصابات متشابكة تبدأ من أفريقيا وتنتهى فى أوروبا.
وأوضح أنه فى الوقت الحالى تعد ليبيا أكثر مكان آمن للعبور، لأنها قريبة من أوروبا، وفى ظل الظروف الأمنية التى تمر بها ليبيا، مشيرا إلى أن المغاربة والسنغاليين يتجهون إلى ليبيا للهجرة إلى أوروبا، وعند استجوابهم يقولون إن الظروف الأمنية فى ليبيا تدفعهم للهجرة عبر أراضيها لظروفها الأمنية والفوضى التى عصفت بالبلاد.
وحاولت «اليوم السابع» التواصل مع خفر السواحل الإيطالى عبر الهاتف والإيميل الشخصى لهم، لكنهم رفضوا التعليق على الاستفسارات، وكان رد الناطق باسم خفر السواحل الإيطالى: «ليس لدينا أى تعليق».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة