بالنسبة لـ«الجماعة الإسلامية» فهى جماعة نشأت فى مصر بأوائل السبعينيات من القرن العشرين، تدعو إلى «الجهاد» لإقامة «الدولة الإسلامية» وإعادة المسلمين إلى التمسك بدينهم وتحكيم شرع الله، ثم الانطلاق لإعادة «الخلافة الإسلامية» من جديد،إلا أنها تختلف عن جماعات الجهاد من حيث الهيكل التنظيمى، وأسلوب الدعوة، والعمل، بالإضافة إلى بعض الأفكار والمعتقدات. واستخدمت الجماعة القتال فى مصر ضد رموز السلطة وقوات الأمن المصرى طوال فترة الثمانينيات وفترات متقطعة من التسعينيات، لكن بعد ضربات أمنية متلاحقة من قبل الأمن المصرى، والتى شملت اعتقال معظم أعضائها وضرب قواعدها، فإن الجماعة حاليًا ليست ذات أى وجود يذكر، ومؤخرًا صدر تقرير لمجلة «فورين بوليسى» الأمريكية وضع مصر فى المرتبة الثالثة على قائمة الدول الأشد مكافحة للإرهاب، والأكثر خطرًا على الإرهابيين.
وهناك فرق بين «الجماعة الإسلامية» التى ذكرناها هنا، و«الجماعة الإسلامية» التى تشكلت فى السبعينيات فى الجامعات المصرية، حيث إن الجماعة الإسلامية التى تشكلت فى الجامعات تأسست على فكر الإخوان المسلمين، لذا انضم أفرادها للإخوان فور إطلاق سراحهم من السجون فى عهد الرئيس أنور السادات الذى ينسب له كثير من الباحثين أنه الذى أمر بتأسيسها لمقاومة المد الشيوعى فى الجامعات المصرية، وكان منهم عبدالمنعم أبوالفتوح، عصام العريان، أسامة عبدالعظيم، صلاح أبوإسماعيل، حلمى الجزار، محمود الراوى، وائل عثمان، عصام الغزالى، محمد الدبيسى، السيد عبدالستار، أسامة حامد، أسامة خضر، عبدالله سعد، ومحمد رشدى.
وفى الإسكندرية حامد الدفراوى، إبراهيم الزعفرانى، محمد إسماعيل المقدم، وفى المنصورة محمد عبدالرحمن، محسن الشرقاوى، وفى المنيا على عمران، محيى الدين عيسى، حشمت خليفة، كرم زهدى، عاصم عبدالماجد، وحسن أبوستيت.
وبقى الإخوان المسلمون يحملون اسم الجماعة الإسلامية حتى أواسط الثمانينيات، حيث تنازلوا عن الاسم بعد عدد من عمليات العنف والقتل التى مارستها جماعة الجهاد، وكانت تحمل اسم الجماعة الإسلامية، حيث انشقت مجموعة الصعيد واعتنقت الخيار «الجهادى»، حيث تحالفت مع بعض الجماعات الجهادية التى كانت قد تأسست فى نهاية الستينيات، حيث شارك هذا الحلف فى اغتيال الرئيس السادات، ومجموعة ثانية انشقت وانضمت إلى قادة الإخوان المسلمين الخارجين من السجن فى أوائل السبعينيات، منهم مصطفى مشهور، وكمال السنانيرى، ونصبت هذه المجموعة عمر التلمسانى مرشدًا عامًا.
أما المجموعة الثالثة التى انشقت، فأعضاؤها هم من رفضوا الانضمام لهاتين المجموعتين، وكانت هذه المجموعة ضئيلة العدد، وكانت لهم «أيديولوجية تيمية وهابية»، وهم الذين شكلوا فيما بعد «السلفية السكندرية»، وكان منهم محمد إسماعيل المقدم، أحمد فريد، ياسر برهامى، أحمد حطيبة، سعيد عبدالعظيم، وعماد عبدالغفور، وفى الوقت نفسه كانت هناك مجموعة مستقلة عن الجماعات الثلاث السابقة، سواء كان هؤلاء المستقلون قد غادروا مصر، مثل مصطفى العدوى، ومصطفى إسماعيل الذى تجنس بالجنسية اليمنية، واختار لنفسه اسم «أبوحسن المأربى»، أو الذين بقوا فى مصر مثل محمد عبدالمقصود، وأبى إسحق الحوينى، وانضم إليهم صلاح الصاوى الذى كان على صلة بجماعة التكفير والهجرة بقيادة شكرى مصطفى، وأسامة القوصى الذى كان يرى الدراسة فى الجامعات مضيعة لوقت المسلم، وهشام عقدة الذى عاد من السعودية ليكونوا سلفية القاهرة.
وبعد مقتل السادات واصل الإخوان المسلمون وسلفية الإسكندرية بناء القواعد والبنية التنظيمية، واهتم الإخوان المسلمون بالتوسع فى المشاركة السياسية والانتخابات البرلمانية وانتخابات النقابات وأندية أعضاء هيئات التدريس، فيما توسعت أنصار السنة والجمعية الشرعية فى إنشاء فروع لها فى المحافظات.. وللحديث بقية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة