ما فعلته الغربة فى الحب..حكايات أزواج أهدر الغياب شبابهم مقابل لقمة العيش بالخارج..ريم:6 سنوات غربة قتلت الحب..رامى يسرد لـ"اليوم السابع" تفاصيل الوحدة.. ونور اختارت الطلاق بديلاً لزواج مع وقف التنفيذ

السبت، 26 ديسمبر 2015 04:11 م
ما فعلته الغربة فى الحب..حكايات أزواج أهدر الغياب شبابهم مقابل لقمة العيش بالخارج..ريم:6 سنوات غربة قتلت الحب..رامى يسرد لـ"اليوم السابع" تفاصيل الوحدة.. ونور اختارت الطلاق بديلاً لزواج مع وقف التنفيذ فراق بين حبيبين
كتبت رضوى الشاذلى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السعادة مقابل المال، معادلة أثبتت سنوات الغربة حقيقتها، "ما فعلته الغربة فى الحب" يحمل بين طياته قصصًا كثيرة عن الحب الذى تسرب من بين أيديهم، سنوات عجاف وصف دقيق لسنوات يعيشها الأزواج وأجسادهم على بُعد أميال، شعور بالفقد والخوف وانعدام الأمان لا يُرجعه سوى المال، هذا الذى نظن دومًا أنه بديل يُعتد به، سنوات الاغتراب التى لعبت دورًا فى تشويهه نفسيًا، ظروف اجتماعية واقتصادية يدفع الحب ثمنها.

معادلة غير عادلة يٌقدم فيها الأزواج ثمنًا باهظًا من العمر والصحة والشوق والحنين فقط مقابل المال، سنوات تمر كالسهم ثقيلة على قلوبهم سريعة فى عداد العُمر الذى لا يرحم، يسلبهم شبابهم المهدور خلف شاشات الكمبيوتر، حكايات من قلب التجربة رجال ونساء عاشوا حياة هى الأسوأ على الإطلاق، بحثوا فيها عن الأمان المادى ظنًا منهم أنه الأبقى، وتركوا الغربة تلتهم الحب والعشرة والدفء.

امتلأ جيب زوجتى بالمال فخلى قلبها من الحب.. رامى يسرد تفاصيل سنوات من الوحدة


ولأنه احترف الصمت لسنوات فقرر ألا يختاره مُجددًا، وفضل هذه المرة أن يحكى عما حمله داخل قلبه لسنوات يقول رامى: "لم أكن أعرف أن هذا القرار الذى اتخذته قبل سنوات من الآن سيخلف علىّ كل هذا الألم والمرارة التى أتذوقها الآن، ظننت خطًأ أن الأمان المادى سيكفل لى الحفاظ على الحب والود بين زوجتى، أو كما كنت اصطلح عليها قديمًا حبيبتى، هذه التى فقدتها مع السنوات التى مرت والعمر الذى أُهدر فى الغربة، والتى لم يعد يتبقى منها سوى جسد، التى تغيرت روحها مع الوقت، لم تعد هى الحبيبة، ولم أعد أنا من أولوياتها واحتلت الأموال مكانى، سنوات مرت زرعت فى قلبها البرود الذى كان كافيًا لأن يقتل الحب ويدمر علاقتنا إلى الأبد".

ويستكمل رامى: "حاولنا فى البداية أن نحافظ على حبنا قدر المستطاع وأن نحميه من غدر الزمن، وتعاهدنا على أن البعاد لن يفعل بنا ما فعله بمن سبقونا، وعلى الرغم من حرصى الدائم على ذلك، واهتمامى بها طوال فترة الغربة إلا أنها تلونت ولم تعد كما كانت قديمًا، محاولاتى المستمرة للإصلاح جميعها باءت بالفشل، وهى اختارت البعد وتعاملت معه، ولم يعد يؤلمها كما كان قديمًا، أحاديثنا لم تعد تخلو من الحديث عن الأموال "قبضت".. "هتبعت الفلوس امتى؟".."العيال محتاجين.. أنا محتاجة" هكذا اختصرت علاقتنا، الشدة واللين والصبر والقوة كانت أسلحتى للدفاع عن علاقتى بها والتى فشلت فى أن تعيدها إلى وضعها السابق داخل قلبى، مرت السنوات وتعودت على شكل هذه العلاقة الجديدة، وانفصلت أرواحنا، وأدوارنا فى العلاقة، فأنا أقوم بدورى فى جلب المال وهى فى تربية الأولاد، وكأننا لم يجمعنا الحب فى يوم ما، ولكنى علمت أن الحب لم يعد له مكان وقت أن أصبح ما يجعل زوجتى تطمئن جملة "أنا بعت الفلوس" أكثر من "أنا بحبك قوى".

ويضيف "رامى": "الحياة الآن توقفت بداخلى، وهبت نفسى لجلب الأموال، لأحلام أطفالى، حتى هى لم تعد تعنى لى الكثير، وقت أن تمكنت برودة الحياة منها، واستطاعت أن تستبدل الحب بالمال، الآن عرفت أن لكل شىء فى هذه الدنيا ثمن يجب أن نقدمه كقربان للعيش، وكان الحب هو القربان الذى ارتضت به الظروف لتشعرنى بالأمان المادى".

لا يجتمع حب وغربة إلا ويكون الفراق ثالثهما.. ريم تحكى عما قادتها الغربة إليه بعد سنوات من الزواج
تنتظر كثيرًا قبل أن تبدأ حديثها عن هذا الزواج الذى استمر لمدة 6 سنوات لم تتذوق فيها إلا قليلاً من الحب والراحة والاطمئنان، تحكى ما أحدثه البُعد بقلبها، وما تركه الانتظار من تجاعيد على وجه كان ينبض بالحياة قديمًا، وتقول ريم: "كنت أعرف أن النهاية ستكون هكذا، الطلاق دائمًا حل لم أفكر فيه مهما قست الدنيا علىّ، فدائمًا ما كنت أعود إلى عهد قديم وحب لدى عشم دائم أنه سيعود يومًا ما، منذ 6 سنوات تزوجت صديقًا لى فى الجامعة، تخرج فى كلية التجارة، وعلى الفور التحق بالعمل فى إحدى الشركات بالسعودية، كنت وقتها أشعر أن هذا هو الاختيار الصحيح لى كزوجة وأم فيما بعدـ وأن هذا هو الطريق الأسرع لتأمين الحياة والشعور بالأمان، تجربة العيش سويًا هناك لم تستمر طويلاً وعُدت مع أول حمل لىّ، ومنذ هذا الوقت لم أفكر فى السفر مرة أخرى، لأسباب كثيرة أهمها أن هذه هى الطريقة المثالية لتوفير الأموال، مر الوقت سريعًا واستطاعت السنوات أن تفعل بىّ ما كنت أخشاه، ذهب الشوق إلى حيث لا أعلم، وتلخصت أحلامى فى أشياء أخرى ليس من بينها لقاء الحبيب، الغربة كانت كافية لأن تحول شغف كل منا بالأخر إلى ماء باردة لا تأثير لها، استطاعت أن تقتل فينا الحب، فهو لم يعد كما كان قديمًا تحول إلى زوج روتينى عبداً للمادة وأنا من بعده، أصبحت اهتماماتى لا تخرج إلا عن توفير الكثير من الأموال لكى نحمى أنفسنا من القادم، وتناسينا الحب الذى كان يجمعنا والذى كان فيما مضى هو الحامى والواقي، مر الوقت ولم أعد أنا الحبيبة ولم يعد هو الزوج الذى تمنيته وارتبطت به، لم يعد لدى الشجاعة الكافية لأن أنصب نفسى قاضية وأعلن من هو السبب فيما وصلنا إليه، ولكن كل ما أعلمه أننا لم نعد كما كنا، وأن الحب كان مقابل المال".

نور: فقدت الحب العمر والحبيب وانتهى الزواج بطلاق لأنها لم تقبل بالمال بديلاً


نصف حياة هذه التى تعيشها الزوجة التى يختار شريكها السفر من أجل المال، جملة لخصت بها نور تجربتها مع الزواج الذى خرجت منه بطفلتها "هنا" وبعض الجروح التى لم تقدر على تركها مع ما فقدته، تحكى قائلة: "قسوة أو أنانية يحق لأى شخص فى العالم أن يفسر قرارى بالطلاق عن زواجى بهذه الطريقة، فما شعرت به على مدار سنوات، كان كافيًا لأن يجعلنى قادرة على تحمل المزيد، أنا فى الأساس لم أكن طامعة فى زوج يغدقنى بالمال، بل كنت أسعى إلى رجل يقدر على الاحتواء، ولديه القدرة على العطاء، رجلاً يعرف طريقه إلى قلبى وليس طريقه إلى كسب المال، سنوات مرت حاولت فيها أن أتفادى ما تفعله الغربة بنا، وهو فى عالم آخر موازٍ يبحث عن أحلام أخرى لا تعنينى، أحلم أنا ببيت هادئ يجمعنى ويفكر هو فى اقتناء عربية آخر موديل، أحلامنا المختلفة كانت كافية لأن تصنع بيننا هذا الحائط الذى كان قادرًا على أن يقتل الحب فى قلوبنا، لم أكن أعلم أن النهاية ستكون هكذا، ولكن اهتمامى بتحقيق ما أريد شكَّل علاقتنا، إلا أنه لم يلتفت إلى كل هذه المحاولات وظل هو فى طريقه دون أن يلتفت إلى الفراغ الذى صنعته الغربة فيما بيننا".

تستكمل "نور": "بدأت الخلافات الصريحة تعرف طريقها إلينا، تدخلات عائلية لا تنتهى، فعلتها الغربة والبعد، لم أعد أنا وهو فقط المتحكمين فى هذه العلاقة، بل صار لها الكثير من الأطراف، بحكم غيابه، فأصبحت وحدى فى مهب رياح لم أقدر على تحملها، صمت كثيرًا حتى لا أفقده للمرة الأخيرة، ولكن استطاع غيابه الدائم وتفضيله البُعد عن اللقاء، فكان قرارى واضحًا واخترت الانفصال حتى لا أفقد معه روحى ونفسى، وما تبقى لى من رغبة فى الحياة، قررت أن أنهى قصة بحثت فيها أنا عن الحب وبحث فيها هو عن المال، فلم نعد متشابهين كما كنا قديمًا".

والغربة والحب لا يجتمعان.. حكمة "شريف" بعد 7 أعوام من السفر والترحال


لم يكن يعرف أن الانتظار دون مقابل من أجل الحب فضيلة لا تعرفها إلى أفلام السينما، حكمة تحصل عليها شريف بعد سنوات من الغربة، كان يبحث فيها عن المال الذى سيكفل له ولحبيبته المُنتظرة هذه الحياة التى ظل يتمناها طويلاً، صبره لم ينفد ولكن هى لم تقدر على الصبر، قصة بدأت بسفر شريف إلى الخارج وهو يودع حبيبته فى مشهد رومانسى، وبين مشهد توديعها له بعد أن قررت الابتعاد عنه لأن الصبر لم يكن كافيًا لأن يجعلها تنتظر هكذا أخبرته فى أخر حديث دار بينهما، يقول "شريف": "قبل 7 سنوات تخرجت فى كلية الخدمة الاجتماعية، وكنت على ارتباط بصديقة لىّ أصغر منى بعامين، وعلى الرغم من علاقتنا القوية وارتباطى بها، إلا أن السفر إلى الخارج كان هو حلى الوحيد لكى أحقق حلمى بالزواج منها، اتفقنا على ذلك، وبالفعل سافرت إلى الخارج، مر عام تلو الأخر وهى باقية على العهد وأنا كذلك، ولكن مع الوقت اكتشفت أن الحب وحده ليس كافيًا لأن يجعلها تنتظر عامًا تلو الأخر على أمل اللقاء من جديد".

ويستكمل "شريف" حديثه: "لم تنتظر كثيرًا وقصتنا لم يكن لها فصول عديدة، بل سرعان ما أعلنت هى النهاية، فى مكالمة أخبرتنى فيها أنها لم تعد تحمل الغربة، لا الآن ولا فيما بعد، فسنوات الاغتراب جردتها من المشاعر وأفقدتها الحنين واللهفة، على الرغم من أن حديثها كان قاسيًا إلا أن كان له صدى فى قلبى، وكأنى لدى المشاعر ذاتها ولكنى حاولت إخفاءها أو أعتقدت ذلك، ولكن وقت أن صارحتنى بقرارها كنت أنا فى المقابل أُكمل لها حديثها عما كانت تشعر به، كنت أرغب فى أن أخبرها أن الرغبة لم تتركنى هكذا أنا أيضًا بل شوهتنى كما فعلت بكِ، وأيقنت أن الحب وحده غير كافٍ لأن يجعلنا نقف أمام الغربة وما ترتكبه فى أنفسنا من جرائم، لم يعد لدينا الصبر والقوة على الاعتراض فأنا فقط ضحية لها".

الغربة مصل ضد الاشتياق والحب والود.. مناعة ضد الاحتياج.. معاناة "رنا" مع زوج اختار المال وهجر عش الزوجية

لم يكن الاحتياج المادى هذه المرة هو شماعة سنعلق عليها فشلنا، هكذا بدأت "رنا" حديثها هذه الزوجة المخدوعة والموجوعة والمكتوية بنار الحب وغدر زوج هوايته جمع المال، تقول: "أوضاعنا المادية لم تكن سيئة بالمرة، فهو مهندس يعمل بإحدى الشركات الخاصة، ولديه مرتب ثابت يكفل لنا كزوجين فى مُقتبل العُمر حياة خالية من القلق والتوتر، ومع ذلك فضل السفر إلى الإمارات لحصد الكثير من الأموال، رفضى لسفره وخوفى من التجربة بأكملها لم يكن كافيًا لمنعه من السفر إلى الخارج، فى البداية حاول إقناعى بأن عام واحد فقط وسيعود، ومرت السنوات واحدة تلو الأخرى، حتى احترف السفر والغربة، وبقيت أنا هنا على أمل العودة قريبًا وبرغم الوعد الذى قطعه على نفسه إلا أنه ينفذ منه شيئًا".

وتُضيف "رنا": "علاقتنا بدأت تسوء، ولم نعد كما كنا قديمًا، وعلى الرغم من الوضع السيئ إلا أنه لم يعد قادرًا على بذل الجهد من أجل أصلاح ما أفسدته الغربة، فقط كان أكبر همه هو جمع المزيد من المال، وضع سيئ وجدت نفسى فيه، خصوصًا بعد أن وضعنى زوجى فى مقارنة مع المادة، هذه التى وجدها هى الأهم على الإطلاق، وهو ما جعل علاقتنا سيئة وقرارى بالبعد هو الأقرب إلى قلبى".








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة