لكل مهنة مختص، إلا أن الكيانات الموازية لنقابة الصحفيين جعلت الصحافة مهنة من لا مهنة له، وإذا كانت الصحافة ضمت الكثير من أصحاب المهن المختلفة من أطباء ومهندسين ومحامين وغيرهم من الهواة لتلك المهنة إلا أن ذلك لا يعطى الحق لآخرين أن يستخدموا اسمها من أجل الابتزاز وجمع ملايين الجنيهات من البسطاء.
فالكثير منا يسمع ويشاهد ادعاء البعض من المواطنين بأنهم صحفيون بناءً على الكارنيهات "المضروبة" التى قام أصحاب تلك الكيانات الموازية باستخراجها لهؤلاء المواطنين بمقابل مادى، وقيام البعض منهم بجمع أموال من المواطنين بحجة أنهم سيسعون لإنجاز مصالحهم أو ما يرغبون بناءً على ادعاءاتهم الكاذبة والمزيفة بأنهم صحفيون، فى حين أن البعض الآخر منهم يتفاخر بين زملائه بتلك الكارنيهات المزيفة وهو ما شاهدته بعينى أثناء توجهى لإحدى المستشفيات بمدينة بنها وقيام إحدى الممرضات بتعريفه علىَّ، فأصابنى الاندهاش عندما أخبرنى قائلا: "أنا زميل مهنة وعضو نقابة الصحفيين"، وعندما طالبته بإظهار الكارنيه وجدته يحمل كارنيها لإحدى النقابات غير المعترف بها.
هناك فرق كبير بين أصحاب المهن الأخرى الذين انضموا لمهنة الصحافة لحبهم لها، وبين آخرين انضموا إليها بطريقة مزيفة من أجل استغلالها فى عمليات النصب والابتزاز، فالأول يعشق بلاط صاحبة الجلالة، ولديه موهبة الكتابة، ويضيف للمهنة بأعماله، والآخر شوه سوق العمل الذى لم يعلم عنه وعن مبادئه وقواعده وقوالبه شيئًا.
يجب على مجلس نقابة الصحفيين والجماعة الصحفية أن يتصدوا لتلك الكيانات الموازية التى تقوم على الابتزاز وجمع الأموال وتشوه سوق العمل، وسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية ضد تلك الكيانات من أجل الحفاظ على وحدة الجماعة الصحفية، والكيان النقابى، واحترام قانون النقابة، استنادًا للنصوص الدستورية التى حظرت إنشاء نقابتين مهنيتين لمهنة واحدة، وألا يقتصروا على مخاطبة مؤسسات الدولة بعدم التعامل مع تلك الكيانات، بل يسعون لمخاطبة الأمن بسرعة غلق تلك النقابات الموازية التى يقوم أصحابها باستخراج كارنيهات "صحافة" للنصب على المواطنين واستغلالها لأعمالهم الخارجة عن القانون.
على الرغم من توضيحى لوضع الوسط وما يحتويه من دخلاء ومزيفين، إلا أن العديد من خريجى كلية الإعلام وأقسام الصحافة بلا وظائف، محرومون من التعيين لأجل اتخاذ الغير لمواقع غير مواقعهم، فأصبحوا مهمشين فى اختصاصهم ليمتهنها آخرون لم يدرسوا قواعد المهنة و لا قوالبها "الهرم المقلوب والمعتدل والمقلوب المتدرج"، ولا التشريعات الصحفية.. لماذا لا تكون نقابة الصحفيين كباقى النقابات الأخرى التى تقتصر على خريجى ذات الاختصاص؟ لماذا لا يصدر مجلس النقابة قرارًا بعدم التحاق غير الدارسين والمؤهلين للمهنة؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة