على غرار العبارة الشهيرة «المعونة يا ريس»، نقولها للقيادة السياسية، «التعيين يا ريس».. نعم التعيين، كمواطن مصرى أحلم بمصر جديدة، بمقومات مختلفة وبعقلية إدارة تختلف عن ما سبق، ننتظر مع كل قرار جديد أو تحرك لتعيين موظف أو إقالة آخر فى أى منصب بالبلاد، تفسيرا يزيدنا إدراكا للواقع ويدفعنا للنقد على أرضية ثابتة بعيدا عن أى مزايدة أو تشكيك أو حتى اجتهاد خاطئ.
بكل وضوح، لا أجد إجابة حقيقية عن أسباب تغيير 11 محافظا فقط والإبقاء على 16 آخرين؟ ولا أجد إجابة لماذا تغيير 11 محافظا بالتحديد وليس 12 أو 13؟ ولا أعرف لماذا تم تغيير محافظ السويس والإبقاء على محافظ الدقهلية؟ إضافة إلى أنه: ما هى الأخطاء التى وقع فيها المحافظون السابقون مما دفع القيادة السياسية لإقالتهم من منصبهم؟ وما الإيجابيات التى فعلها المحافظون الذين لم ترد أسماؤهم فى الحركة لكى يكونوا عبرة لغيرهم من المسؤولين التنفيذيين؟
الأصل، أنه كل تلك الأسئلة بلا إجابة، وحتى إن تلقينا الإجابة فستكون مطاطية مبنية على رأى شخصى، لا معيار موضوعى للتقييم والنقد، وهنا مربط الفرس، لأن بناء الدولة الحقيقى ليس «التغيير لأجل التغيير» ولكن التغيير للأفضل، التغيير لأن المقبل فى منصب حكومى أو تنفيذى ننتظر منه المزيد وفقًا لسيرته الذاتية لا للحب أو الكره أو الاقتراب أو الابتعاد من مجلس الوزراء وقصر الاتحادية.
سعادتى الكبيرة أن أشاهد الدكتور أحمد زكى بدر، وزير التنمية المحلية، يخرج فى مؤتمر صحفى ليشرح لنا كواليس التغيير الوزراى، بحلوه ومره، بإيجابياته وسلبياته، وبالتأكيد لن يلقى حديث زكى بدر كل الترحاب لدى عدد قليل أو كثير، ولكنه سيرسخ لمبدأ فى دولة جديدة ديمقراطية مبنية على الشفافية فى إصدار القرارت ومبنية على الموضوعية فى النقل والتغيير لأعلى الحسابات الشخصية.
لا أريد أبدًا «شخصنة» قضية المحافظين، ولكن مسؤولا مثل رضا عبدالسلام، محافظ الشرقية السابق، ورد اسمه فى ضمن المقالين، بما يعنى أنه غير مؤهل للمنصب من وجهة نظر القيادة السياسية، فيما يرى أهل المحافظة أنه كان الأكفأ منذ سنوات طويلة، الأكثر تحركا فى الشارع والأكثر تواصلا مع المواطنين، وبالتالى نحن أمام وجهتى نظر، الشارع والسلطة التنفيذية.
لا أستطيع أن أحكم من صاحب الرؤية الأفضل، من يمتلك الرأى الصواب، من لديه الحجة، والفصل هنا يكون المعيار الواضح فى التقييم ومن ثم فى اختيار القرار بالإبقاء عليه أو إقالته.
لا أستطيع الجزم بأن المحافظة خسرت محافظا مجتهدا موهوبا.. الله أعلم، ربما المحافظ الجديد على قدر من «الشطارة» بما يمكنه من الأداء الطيب، ولكنى أستطيع الجزم بأن تكرار اتخاذ قرارات التعيين والإقالة فى حركة المحافظين وباقى المناصب التنفيذية أمر يضر مصر لا ينفعها، ولا يجدد دماءها، بقدر ما يزيد أعباءها، لأن تغيير الكراسى وحده لا يفيد.
تغيير العقول، والفكر، والمنهج، والرؤية، وطريقة العمل، وأسلوب الحساب والعقاب.. هو الحل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة