نص خبر حول غياب لاعب الأهلى المحترف جدًّا أحمد الشيخ عن الدخول فى تشكيلة الفريق الأحمر، الذى يلعب مسابقة دورى المحترفين خالص المصرى.. لأنه يؤدى امتحانا عمليا فى كليته- بسم الله ما شاء الله!
الباشا المحترف تلميذ
هذا النجم الذى كان حديث الصباح والمساء.. والعصر والظهر، والذى وقّع للأهلى مقابل 7 ملايين جنيه لناديه، بالإضافة لما تقاضاه اللاعب بحسب الاتفاق مع الأهلى، لتصل الصفقة إلى قرابة الـ17 مليون جنيه!
قبل الخوض فى هذا النموذج «الهاوى».. لكنه محترف غصب عن عيون كل المصريين.. يجب أن نشير إلى أنه ليس الوحيد.. ولا المتفرد الذى وقع عقدًا للاحتراف الكامل طبقًا لقواعد «فيفا» وأخواتها.. وهو مازال طالباً.. فهناك ما شاء الله.. سوبرمانات كثر فى الكرة المصرية.. كما ذكرنا لحضراتكم مرارا وتكرارا.. فبعد اللاعب التلميذ.. هناك المحترف «المجند».. والمحترف رجل الأعمال الذى يديرها بنفسه.. فتجده يجلس على الكاشير أحيانًا، أو يوقع عقود بيع وشراء بضاعة، أو منقولات، أو عقارات بنفسه أيضًا.
رصدنا مرات عديدة حجم الهرتلة الاحترافية.. وكشفنا أمام الرأى العام العديد من الهزل الكروى كالمدربين الحائزين على «تفرغ» من وظائفهم العمومية، لكى يدربوا أندية، أو منتخبات!
• يا سادة.. فاض الكيل.. فاللاعب الذى لايزال تلميذا، لا يمكن أن يوقع عقدا للاحتراف فى أى بلد يحترم الاقتصاد، أو حتى الجغرافيا والتاريخ!
والمدرب «الموظف».. لا مكان له إلا فى الرياضة للجميع كأن يدرب فريقا هاويا من المؤسسة المنسوب إليها.. إنما ما يحدث هو «ورقة» تفرغ مستمرة.. والمدهش أن يكتب فى الطلب الذى سيوافق عليه حتمًا السيد مدير الإدارة، ثم السيد رئيس الشركة.. وربما يعتمده السيد الوزير: «إنه فى مهمة قومية».. آى والله كدا!
• يا سادة.. الآن معنا دليل قوى على أننا لا نمارس الاحتراف.
أيضًا يجب أن نوجه عناية سيادتكم إلى أن تدخل الدولة وجوبى.. ولا يجدى أى رد من نوعية: «العقد شريعة المتعاقدين.. أو أبوها راضى، والنادى راضى.. مالك أنت يا رأى يا عام يا فاضى»!
هل يمكن تخيل نجم كرة.. يفكر مساء فىالمنهج الدراسى، ويقتطع من وقته ليستذكر دروسه، بينما هو يحتاج إلى صفاء ذهنه، وراحة من إرهاق المران بدنيًّا وذهنيًّا، كما قلنا، خاصة أن المردود المادى كفيل بأن يختار الباشا طريقه.
بس قبل أن يختار.. والأسرة تحتار.. هناك مسؤولون يجب أن يخرجوا، رافضين هذا الاحتراف الهزلى، أو يعلنوا صراحة أننا هواة!
• يا سادة.. لن نظل نقول «أين الدولة؟».. لأن فكرة التدخل الحكومى، لم تعد واردة!
طبعًا.. نموذج الفيفا نفسه، وكيف أوقفت المباحث الفيدرالية الأمريكية وهى جهة غير كروية رجالات كرويين على خلفية فساد مالى وإدارى، ماثل لمن يريد التطوير والتطهير.
أظن أنه أوان تدخل الدولة، التى صمتت كثيرًا، أمام مفاسد عدة.. على رأسها إهدار المال العام دون حسيب، ولا رقيب، ولا حتى خشية من أحد.. ثم تجف الأقلام وترفع الصحف من هول حجم تحكم هذا الفساد فى صناعة مهدرة بالكامل اسمها كرة القدم!
هل يمكن أن نقرأ خبرًا عن وصول صلاح وإعفائه من مباراة لفريقه روما، لأنه سيمتحن «عملى»، أو «تحريرى»؟!
والله الناس يصابون بالجنون إذا تقدم نجم محترف بهكذا طلب!
• يا سادة.. فى الدولة، لابد من مراجعة كاملة لدفتر أحوال الاحتراف، لأنه الحل الوحيد لتصحيح مسار الكرة المصرية.. ودفعها دفعا نحو الإنتاج، سواء أن تدر أرباحا.. أو أن تخلق فرصا للعمل!
ليس هذا وحسب، إنما يمكن أيضا عبر تصدير منتج اسمه «لاعب الكرة».. للخارج، أن تصبح تحويلات كتيبة النجوم فعلا مساعدا للعملة الصعبة.. ودى قصة مش صعبة خالص!
• يا سادة.. فى الدولة.. يا دولة رئيس الوزراء.. يجب أن تطلبوا فتح باب الاحتراف المبكر، وأن تساعدوا وزير الشباب والرياضة على أخذ موقف جاد.. والحل بسيط!
يمكن ببساطة أن تعتمد الدولة مبالغ يدفع منها وزير الشباب والرياضة أرقاما.. ربما من مليون إلى 3 ملايين للنادى الذى يوافق على تصدير لاعب تحت العشرين عاما إلى أوروبا، حتى لو عرض النادى الأوروبى 200 ألف دولار، أو يورو.. ماشى.. تدعم الدولة.. فيها إيه يعنى؟!
يمكن أيضا اعتبار هذا الدعم تشجيعا على التصدير الذى تكمن فيه كل الفوائد.. وزيادة!
التصدير الكروى يعنى أننا لن نحلم كثيرا باللعب فى المونديال كل 30 - 40 - 50 سنة.. لأننا سنتعلم الذهاب للمونديال، ولن نهتف ونؤيد عملا استثنائيا بأشخاص استثنائيين ذهبوا بنا إلى المونديال، مثلما فعل الراحل الكبير محمود الجوهرى فى العام «90».. وكانت كل مرافق الدولة مسخرة للمنتخب وقتها!
بمعنى آخر.. الاحتراف وتصدير «النجوم الشباب».. يحقق المثل الصينى: «علمنى الصيد ولا تعطنى سمكة»!
• يا سادة.. فى مجلس الوزراء.. سنظل صامدين مطالبين بإصلاح المنظومة الكروية.. فهى جنبًا إلى جنب مع مشاريع قناة السويس.. وحقول الغاز.. ستدفع بالاقتصاد المصرى للأمام!
الأمل لايزال قائما.. فى تدخل الدولة.. وساعة الصفر بالنسبة للرأى العام هى اكتمال البرلمان.. والدعوة للانعقاد الأول، بعدها.. يصبح الصمت خيانة.. والإحباط انعدام للرؤية الوطنية.. دمتم لنا!