لا أعلم لماذا يراهن البعض على اندلاع مظاهرات عارمة يوم 25 يناير المقبل؟ لأى سبب ولماذا؟ ولا أعلم لماذا يخشى البعض اندلاع هذه المظاهرات وكأنها نذير ثورة ثانية؟!
قد يكون هناك بالفعل مخططات غربية وإخوانية لانطلاق مظاهرات فى مناطق حيوية فى ذكرى ثورة يناير، مع الترتيب لتصويرها وإرسالها لـ«الجزيرة» التى تعمل على تضخيمها والترويج لما يبدو وكأنه ثورة فى مصر، وقد يراهن الفشلة فى جماعة الإخوان أو يتمنون أن يخرج المصريون مجدداً فى ذكرى الثورة، ليعيدوا الكرة من جديد ويقفزوا إلى الحكم، لكنها كلها مجرد أمنيات من إخوان مزقتهم الانقسامات، وفرقتهم الهزيمة الشعبية.
الملاحظ أن هناك من يضخم من حالة الخوف فى ذكرى ثورة يناير، ويدعو الناس أحياناً إلى التزام بيوتهم أو يروج لحالة من الانفلات الأمنى، أو يحذر من أعمال إرهابية كبرى يوم 25 يناير وما بعده، وكلها شائعات تندرج ضمن الحروب النفسية المتطورة التى يتحدث عنها الخبراء ليل نهار، الآن.
المنطق يقول، إن المصريين لا يحتاجون الآن إلى ثورة شعبية، بل على العكس من ذلك، فهم يلتفون حول قياداتهم السياسية، ويشعرون بمدى الجهد المبذول داخلياً وخارجياً رغم الظروف الصعبة، أما من يبشرون بالثورة ويدعون إليها، مرة فى الجامعات، ومرة فى الشارع، وثالثة فى التجمعات العمالية، فهم وجوه معروفة ومحروقة، ثبت أنها تنفذ برامج وتوجهات لا علاقة للمصريين بها.
خذ مثلاً، دعاة حقوق الإنسان الذين يتحدثون بكثافة الآن عن موضوعين اثنين لا ثالث لهما: التعذيب الممنهج، والاختفاء القسرى، وكيف أن ثبوت هاتين الجريمتين يؤدى بالمتهمين مباشرة إلى المحكمة الجنائية الدولية، ثم يقفزون على النتائج ليعلنوا وجود تعذيب ممنهج فى أقسام الشرطة، وقائمة طويلة من الأسماء التى يعتبرونها ضحايا عمليات الاختفاء القسرى.
تصاعد هذه الدعوات المشبوهة، رغم المراقبة الدورية على أقسام الشرطة، وفضح أى انتهاكات لحقوق الإنسان وإحالة المتهمين للمحاسبة والمحاكمة، ورغم ثبوت هروب كثير من الأسماء الواردة فى القوائم المشبوهة للحقوقيين إياهم، والتحالقهم بالتنظيمات المتطرفة فى سوريا وليبيا، إنما يفسر بعداً جديداً من أبعاد الحرب المنظمة التى يجرى صناعتها من اللاشىء، والترويج لانطلاقها فى 25 يناير المقبل على مسارات عديدة!
السؤال الآن: هل يمكن أن تتوقف الدعاوى المشبوهة للتظاهر والخروج لإسقاط الدولة المصرية يوم 25 يناير؟ الإجابة، إنها لن تتوقف لا اليوم ولا فى المستقبل القريب، لأنها جزء من الحرب المعلنة على مصر والدول العربية كلها، فالمشروع الصهيو أمريكى لتفتيت المنطقة العربية إلى دويلات طائفية وإثنية، لم يسقط ولم يتراجع، وعاد أشرس بأدوات ووسائل حربية جديدة، وتوظيف أكبر عدد من النخبة والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعى.
اطمئنوا تماماً، 25 يناير المقبل، وما بعد المقبل، سيمر يوماً عادياً جداً، وقد تقع بعض الحوادث الفردية وزرع العبوات البدائية من قبل الإخوان وأنصارهم، إلا أن اليوم سيمر مثلما مر السنة الماضية وما قبلها، أيضاً ستذهب دعاوى الحقوقيين المأجورين حول التعذيب الممنهج والاختفاء القسرى، إلى الفراغ الذى جاءت منه، وستستمر مسيرة المصريين فى التنمية والنهضة الاقتصادية، بإذن الله.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة