انتقل منصب رئيس اتحاد الكتاب العرب من الكاتب الكبير محمد سلماوى إلى الشاعر الإماراتى حبيب الصايغ، كما أصبح الكاتب المغربى عبد الرحيم علام، النائب الأول، بينما حصل الفلسطينى مراد السودانى على النائب الثانى، وانتقل المقر من القاهرة إلى أبو ظبى، وبالتالى ستغيب مصر تمامًا عن صناعة الأحداث فى الاتحاد لدورة كاملة وربما أكثر.. حدث ذلك فى المؤتمر العام لاتحاد الكتاب والأدباء العرب الذى يختتم فعالياته اليوم فى الإمارات.. نعم تم ذلك بشكل حضارى وتوافقى وديمقراطى، كما أراد الكاتب محمد سلماوى، لكن السؤال: هذا الغياب المصرى من الاتحاد ألا يؤرق أحدًا؟
لماذا اختصرنا مصر فى شخص الكاتب محمد سلماوى مع احترامنا الكامل لشخصه، وكيف أعجبتنا الحركة الجميلة التى فعلها، ولم نتوقف عند كونها أمرًا شخصيًا يخصه وحده، فقد صرح "سلماوى" أكثر من مرة بأنه بعد بلوغه السبعين من عمره يريد أن يتخلص من الأعباء الإدارية، وقام بالخطوة الأولى عندما رفض الترشح لاتحاد كتاب مصر، وها هى الخطوة الثانية التى سعى لها سعيها وصرح مبكرًا بأنه لن يخالف النظام الداخلى لاتحاد الكتاب العرب ولن يترشح، وحدث ما أراد هو لكن لماذا غابت مصر؟.
ربما المتابع لأحداث المؤتمر يعرف أنه رغم وجود الدكتور علاء عبد الهادى، رئيس اتحاد كتاب مصر وحزين عمر، سكرتير الاتحاد، لكنه كان حضورًا باهتًا، وكان يجب على علاء عبد الهادى أن يترشح لمنصب ما حتى لو كان النائب الأول، لأن اتحاد الكتاب العرب يحمل نوعًا من صناعة الوعى العام، وله ثقل ما ويشارك فى صناعة القرارات الثقافية والتى تنعكس على الشعوب العربية بوجه عام ووجود ممثل مصرى فى صناعة قراراته كان أمرًا مهمًا.
علينا أن نحدد أنه عادة لا يغنى الشكل عن المضمون، فقد ظهر محمد سلماوى بشكل جميل ورائع، لكننا فى الحقيقة خسرنا بعدم وجود ممثل لنا، ولا يعنى ذلك أننا كنا نطالب بأن تبقى مصر دائمًا هى رئيس اتحاد الكتاب العرب، لكن على الأقل كان يجب أن تظل محتفظة بدور ما، فكلنا يعرف أن الثقافة، فى الفترة الحالية، تمثل جزءًا أساسيًا من صناعة العالم ووعيه، وكلنا يعرف أن مصر تخوض حربًا ضد الإرهاب وفى هذه الحالة تحتاج لأشياء كثيرة أقلها أن يكون هناك صوت قوى قادر على الإدانة والشجب.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة