كعادته فى نهاية كل عام، أعلن مؤشر البحث «جوجل» عن أكثر عشر أغنيات تم البحث عنها خلال عام فى مصر وكان الترتيب كالتالى، فقد فاز سعد المجرد وأغنيته أنت معلم بالمركز الأول، ثم تلاه فى نسبة البحث مهرجان مفيش صاحب بيتصاحب ولا راجل بقى راجل، ثم مهرجان فرتكة فرتكة، ثم أغنية سيب إيدى التى تسببت فى سجن بطلتها، ثم أغنية إبعد عنى لمحمود الليثى وحسن الرداد من فيلم زنقة ستات، ثم أغنية بنتعاير لمحمد سعد من فيلم ريجاتا، تلتها أغنية آمال ماهر سكة السلامة، ثم أغنية محمود إيه ده يا محمود لمحمود الليثى وبوسى وكريم عبد العزيز، ثم أخيراً أغنية صليل الصوارم الأغنية الرسمية المصاحبة لفيديوهات داعش الإرهابية ولكن بعد أن حولها البعض لنشيد على موسيقى راقصة استهزاءً بداعش.
إذاً نحن أمام خريطة تشير لنا بوضوح ودون شك بالمزاج العام للمصريين المتعاملين مع الإنترنت وذوقهم فى البحث عما يريدون سماعه، أو على الأقل ما يبحثوت عنه ليسمعوه.
اختفت من البحث أغنيات كبار النجوم، فقد تصدر سعد المجرد القائمة بأغنية لم تقف وراءه شركة كبرى لتسويقها ولكن مجرد وضعها على اليوتيوب بلا دعاية ولا إعلانات وكلمات بسيطة متداولة ولحن راقص جعل منها أغنية على كل لسان وفى كل مناسبة، مما يؤكد أن الأساليب التقليدية فى تسويق الأغنيات وانتشارها لم تعد كما كانت.
ثم تأتى فى المركز الثانى والثالث أغانى المهرجانات التى لا تحوى صوتا جميلاً ولا كلمة قيمة ولكن أصوات معدلة تكنولوجياً وكلمات فيها من التحدى والفجاجة الكثير.
سيب إيدى أغنية على غرار أغانى الراب قدمها مجهولان وائل ومنة وعرضاها على اليوتيوب أيضاً بلا إعلان ولا شركة وبلا تكلفة ولكن عرى صاحبتها وتحولها لقضية أخلاقية وإعلامية ربما دفعا بها للصفوف الأولى فى البحث.
محمود الليثى الذى منحه السبكى صك النجومية فى الغناء من خلال أفلام الأعياد قليلة التكاليف عديمة القيمة الفنية، استطاع أن يحصد ثلاثة مراكز بأغنياته إبعد عنى وأغنية فيلم زنقة ستات، وكذلك محمود إيه ده يا محمود وكلها يشارك فيها آخرون مثل بوسى وحسن الرداد وكريم وآخرون، وهنا يختلف الأمر فمحمود الليثى صوت قوى وجميل ولكنه يقدم غناءً يعتمد على كلمات من الشارع وتيمات موسيقية للرقص أكثر منها للغناء، وهو نفسه كما من يشاركوه لا يكتفى بالغناء ولكنه يرقص أيضاً.
آمال ماهر وأحمد سعد صوتان أيضاً من أقوى الأصوات الغنائية فى مصر كقدرات على الأداء إلا أن نجاح أغنياتهما لا يعتمد على جمال صوتهما وقيمته ولكن على عوامل أخرى، فآمال ماهر لها تجارب كثيرة لم تنجح بذات القدر برغم جمال الأداء وقيمة الكلمات ولكنها فى هذه الأغنية قدمت شكلا جديدا عليها يلائم زمانها.
أما أحمد سعد، رغم أن أغنيته تحمل كثيرا من الحزن والانكسار، فإنه ليس انكسارا أمام حب أو شخص بعينه ولكنه انكسار تجاه أوضاع فقر وقلة حيلة فى مجتمع ظالم.
ثم تأتى فى المرتبة الأخيرة نشيد صليل الصوارم، النشيد الرسمى لداعش، فإذا بالمصريين يحولوه لأغنية راقصة وكأنهم يسخرون من الخوف فيرقصون عليه.
قائمة جوجل لأهم عشر أغنيات يبحث عنها المصريون تكشف أن كل ما ارتبط بالغناء فى الماضى من كلمة منتقاه، ولحن متفرد جديد، وصوت عذب يطرب، لم يعد له الصدارة، ولكن هناك عوامل أخرى مثل الكلمة المعتادة، والطبلة الراقصة، ولا يهم الصوت مادام يرقص.