دروس إديسون للفاشلين والمتفرجين
سأل صحفى توماس أديسون عن شعوره بعد 25 ألف محاولة فاشلة قبل اختراع بطارية التخزين، فأجاب، «ليست محاولات فاشلة.. أنا أعرف الآن 25 ألف طريقة لا يمكنك بها صنع بطارية».. وأعظم اختراعات أديسون هو المصباح الكهربائى بعد ألفى مرة من التجارب الفاشلة، وقال: «لم أفشل هى عملية من ألفى خطوة، كان لا بد من اجتيازها للوصول إلى ذلك».. أديسون هو أعظم مخترع فى التاريخ، اخترع أول فونجراف وطور الماكينة الناسخة، والآلة الطابعة، وجعل صناعة التليفزيون ممكنة باكتشاف «أثر أديسون» والذى أصبح أساس أنبوب الإلكترون، وأهم اختراعاته على الإطلاق هو المصباح الكهربائى.
أديسون أعظم المخترعين، نتذكره بمناسبة عشرات وربما مئات من المخترعين المصريين بعضهم تبدو إعلاناته عن الاختراعات منطقية، والبعض يبدو نوعا من الخيال أو المبالغة، وقد تلقيت مثل كثيرين الإعلان عما يسمى اختراع «الوحش المصرى» وهو، حسبما أعلن، سيارة يمكنها الطيران بسرعة 120 كيلومترا فى الساعة، وبالفعل عرض على الإنترنت نموذج تخيلى للسيارة، وأُعلن أنه سوف يتم تجربتها فى ميدان التحرير، لكن التجربة فشلت. وقال أشرف البندارى، صاحب الاختراع، إن النموذج الذى قام بتصنيعه مجرد فكرة وإن السيارة الطائرة معروفة فى دول مختلفة وإنه أضاف أفكارا فى توفير الوقود. وقال إن أكاديمية البحث العلمى رفضت اختراعه لعيوب صناعية وإن ما قدمه نموذج يحتاج للتطوير.
وبالطبع لست خبيرا للحكم على مثل هذه الفكرة، أو الاختراع، وإن كنت فقد أتحفظ على طريقة المبالغة أو البروباجندا التى ترافق أى اختراع، فضلا عن درجة من التحفظ أمام زحام الاختراعات التى يتم الإعلان عنها من شباب أو مواطنين، وإن كنت أعتقد أن هذا الزحام به ميزات وعيوب، فالميزة أن هناك شبابا وناسا عندهم أمل ومنهم بالفعل من يفكر حتى لو كان بشكل خيالى فلا ننسى أن الاختراعات الكبرى كانت مجرد خيال، وكنت أظن أن اختراع السيارة الطائرة هو فقط دعاية لكن اتضح أنه نموذج يمكن تقييمه، ومن فترة كتبنا عن الشاب الذى أعلن عن اختراع السد الذكى، وأنه اضطر للهجرة بعد موافقة الإمارات على دعمه، وظهر غيره من مخترعين أو مبتكرين فى تخصصات مختلفة بعضها يخلو من المنطق وأصحابها يريدون الأضواء.
لكن الأهم فى كل هذا، هو أننا ليس لدينا جهة أو لجنة علمية أو هندسية يمكنها تقييم هذه الابتكارات والاختراعات والحكم عليها بشكل متجرد علمى، ووسط مئات المخترعين العاديين يمكن أن يخرج واحد يسهم فى تغيير مجرى الأحداث، أما بالنسبة لبعض رواد مواقع التواصل ممن يسخرون من كل اختراع ومن الفشل لبعضها، فهؤلاء دائما يتفرجون، ثم يتصورون أن لهم الحق فى تمزيق الآخرين وليس لديهم سوى الجلوس أمام الحيطة، وصناعة الزيطة، أما أديسون فقد ذكرناه، لأنه لو كان استمع لمن شمتوا فى فشله، لما قدم لنا أعظم الاختراعات.