محمد على سليمان يكتب :مرآة النفس

الخميس، 31 ديسمبر 2015 10:00 م
محمد على سليمان يكتب :مرآة النفس مرآة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من منا يستطيع أن يستغنى عن المرآة؟ فالمرآة موجودة فى كل بيت، ولا يستطيع الإنسان أن يخرج من بيته قبل أن يعدل من هندامه، ويسوى شعره، والمرآة تعكس المظهر الخارجى للإنسان، وكثيرا منا سيهتم بمظهره الخارجى وينسى تماما الجوهر.

ونحتاج فى أيامنا هذه إلى مرآة للنفس، ليقف كل منا أمامها ليكشف ما به من عورات، فيحاول أن يصلح من نفسه، والإنسان والنفس فى حرب حتى موته، ويقولون مخالفة النفس طاعة، فالنفس بطبعها متمردة وتحب كل ممنوع، والإنسان العاقل هو من يروضها، ويجعلها تخضع لسلطان ضميره.

وأتعجب كثيرا ممن يقولون أنا فى سلام مع نفسى، فهذا يعنى أن النفس قد أخضعتك لإرادتها، وجعلتك أسير شهواتها، كيف تكون فى سلام مع نفسك وهى لا تحب إلا كل ممنوع؟!، هل كسبت الحرب ضدك وجعلتك ترى الباطل حقا، والظلم عدلا، والزور صدقا، أم أنك رأيت فى تصديك لها مشقة فأرادت السلامة، ورقعت الراية البيضاء أمامها .

إنك إذا قاومتها بسيف الضمير فحتما أنت منتصر، فضميرك هو الوازع لإخضاع هذه النفس المتمردة، فإن كسبت حربك ضدها فزت وانتصرت، فماذا تكسب إذا خضعت لنفسك ولشهواتها، هل تعتقد بأنك سوف تكون سعيدا إذا خسرت نفسك وكسبت العالم.

يقول د. مصطفى محمود عن النفس: إن النفس الإنسانية دغل كثيف.. غابة.. كهف تختبئ فيه الأفاعى.. وفيه أيضًا إلى جوار الأفاعى.. الكنوز واللآلىء النادرة.

إن النفس مثل جوهرة مدفونة فى باطن الأرض، عليك أن تبذل الوقت والجهد لاستخراجها، ولا يكفى استخراجها لكسبها بل يجب تنظيفها مما بها من شوائب، يجب أن تجعل من نفسك عدوا فهى تريد أن تميل بك، وأنت تريد أن تقومها ولا تنتهى المعركة بينكما إلا بلفظ آخر أنفاسك.

إن إطاعتك لنفسك فى أمر واحد ما هى إلا بداية لإطاعتها دائما، كمسبحة انفرد عقدها، إن تهذيب النفس وتقويمها هى الضمانة لحمايتك من الوقوع فى هوة النفاق والطمع والشهوانية، هى التى تجعلك تتصرف كإنسان وليس كحيوان يبحث عن إشباع غرائزه وشهواته.

إن المرآة الحقيقية التى يجب أن تبحث عنها هى مرآة لنفسك، هى المرأة التى تجعلك تهذب منها، هى المرأة التى تجعلك تحيا كإنسان محب للإنسانية .








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة