«صوت» الملكة رانيا يروج للبتراء.. و«وسط» صافيناز يدعم شرم الشيخ.. لا يستهدفون المصريين إعمالا بمبدأ – خليهم فى الهم اللى هما فيه - بل الخطاب موجه للعرب لزيارة «شرم»

السبت، 05 ديسمبر 2015 03:00 م
«صوت» الملكة رانيا يروج للبتراء.. و«وسط» صافيناز يدعم شرم الشيخ.. لا يستهدفون المصريين إعمالا بمبدأ – خليهم فى الهم اللى هما فيه - بل الخطاب موجه للعرب لزيارة «شرم» الملكة رانيا
سهيلة فوزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«تجول فى البتراء».. نافذة صغيرة تظهر لى أثناء تصفح الأخبار على الإنترنت وأتجاهلها أكثر من مرة.. ولكن فى مرة أخرى يثيرنى الفضول للتوقف لحظات والضغط على الإعلان لأرى ما البتراء.

بعد ثوانى أشاهد فيديو على موقع اليوتيوب يحمل عنوان تجول فى البتراء مع الملكة رانيا، ويصحابنى صوت الملكة بلغة إنجليزية رقيقة أثناء التجول فى البتراء لمدة دقيقة و22 ثانية مشاركة الملكة رانيا مع سحر المكان كانا كافيين ليمنحا الفيديو أكثر من 19 مليون مشاهدة فى أسبوع واحد.

بعدها وتلبية لدعوة الملكة رانيا العبدالله انتقل من اليوتيوب إلى خرائط جوجل للتجول فى محمية البتراء الأردنية.

البتراء.. المدينة الوردية عنوان يتصدر الشاشة، انتقل بعده إلى خريطة توضح المعالم السياحية للبتراء، وأيها أود البدء به، هنا لديك حرية الاختيار بين 14 معلما سياحيا بالمدينة من أهمها معبد قصر البنت ويعتبر هذا المعبد هو الوحيد المشيَّد بالطوب، وليس منحوتًا فى الصخر ومسرح البتراء الذى يضم 800 مقعد، وقد نُحت بمهارة عالية حيث كان المتفرجون يجلسون فى اتجاه الشمال الشرقى بعيدًا عن الشمس. وتستقبل البتراء 2500 سائح يوميا وفقا لوزارة السياحة الأردنية.

ويرجع تاريخ بناء البتراء إلى عام 312 ق.م وقام العرب الأنباط بنحتها فى الصخور لتكون عاصمة لمملكتهم وجعلوا منها موقعاً إستراتيجياً مهما كان همزة الوصل ونقطة تلاقى بين شبه الجزيرة العربية جنوباً وبلاد الشام شمالاً وصولا إلى أوروبا وحتى الصين على طريق تجارة الحرير والتوابل.
وبعد الانتهاء من التجول بالبتراء يمكنك أيضا زيارة 30 موقعا أثريا آخر بالأردن منها قلعة الكرك وآثار جرش وقلعة عمان ومشاهدة صور عالية الجودة لتلك المواقع.

حملات الدعايا للمحمية الأردنية جاءت بعد ادعاءات إسرائيلية بأن البتراء مدينة إسرائيلية حيث استخدمت بعض المواقع الإسرائيلية صورا للبتراء فى إعلاناتها السياحية على أنها مدينة إسرائيلية فقامت المملكة الهاشمية بالتنسيق مع جوجل بإطلاق خدمة تجول افتراضى فى البتراء وثلاثين موقعا سياحيا وتاريخيا فى الأردن ضمن خرائط جوجل. مواجهة الأردن لادعاءات إسرائيل جاءت بشكل ممنهج ومدروس وظهر ذلك فى عدة نقاط:

أولاً:

الاعتماد على شخصية أردنية ذات ثقل عالمى كبير وهى الملكة رانيا العبدالله.

ثانياً:

الاعتماد على وسائل الاتصال الحديثة فى جذب السياح عبر معايشتهم للمنطقة بشكل كبير قبل زيارتها عبر خدمة التجول الافتراضى بالتنسيق مع جوجل.

ثالثاً:

عدم اقتصار جهود الدعايا للسياحة الأردنية على البتراء فقط ولكن تم الترويج لعدة مواقع أخرى بجانب محمية البتراء.

الحملة الترويجية لآثار الأردن تدعو إلى التوقف قليلا أمام جهود مصر فى تنشيط السياحة بشكل عام وحملات الترويج الأخيرة لشرم الشيخ خاصة بعد حادث سقوط الطائرة الروسية.

جهود ملأت الفضائيات وصفحات الجرائد - كان آخرها رقص صافيناز على شواطئ شرم الشيخ - ولا تدرى من المستهدف وراء تلك الحملات السياحة الداخلية؟ أم السائح الأجنبى؟ تساؤلات تجعلك تبحث فى ما قدم على مدار الأيام الماضية لعلك تعرف تلك الحملات تخاطب من؟

ترى فنانين مصريين يظهرون على الشاشات يدعون لزيارة شرم الشيخ تستنتج أنهم يستهدفون السياحة الداخلية لكن كيف؟ فى ظل ظروف اقتصادية أقل ما توصف به أنها سيئة وارتفاع للأرسعار بجانب موسم دراسى - سيئ السمعة - يصحبه غرق الأسر المصرية فى دوامة الدروس الخصوصية وكلها عوامل تئد دعوات السياحة الداخلية بجدارة.

إذًا هم لا يستهدفون المصريين إعمالا بمبدأ – خليهم فى الهم اللى هما فيه - بل الخطاب موجه للعرب لزيارة شرم الشيخ إذا كان كذلك فلماذا يتحدث نجومنا الأعزاء بإنجليزية ركيكة come to Egypt أى خطاب يوجه لعرب بالإنجليزية.

إذًا هم يخاطبون الغرب ومع احترامى لهم جميعا ولكن من يعرف هؤلاء النجوم خارج إطار العالم العربى بما يعنى أننا مازلنا نخاطب أنفسنا.

أية حملة تلك إذا كنت من البداية لا تستطيع تحديد هوية من تتوجه إليه بالدعايا فكيف تتوقع النجاح؟
كان الأولى من ذلك بعد حادث الطائرة الروسية الإعلان عن حزمة قرارت صارمة لمراجعة الإجراءات الأمنية بكل المطارات المصرية خاصة التى تستقبل سياحا.

بجانب الفشل فى مخاطبة السائح الأجنبى يظل هناك سؤال بلا إجابة لماذا كل هذا الاهتمام والإصرار الكبير على تصدير شرم الشيخ وحدها كأهم المزارات السياحية فى مصر؟.

لماذا لم يتم توجيه الأنظار إلى الاقصر وأسوان خاصة مع بداية موسم الشتاء واستغلال الهدوء السائد للجنوب فى مصر - باستثناء حادث الأقصر - فيبقى الجنوب الأقل تضررا من عمليات الإرهاب والأكثر تضررا من إهمال الحكومة مع امتلاك المنطقة لثلث آثار العالم ولكم فى الأردن أسوة يا أولى الألباب.


اليوم السابع -12 -2015









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة