على ضفاف النيل وفى حى الزمالك، هناك شىء ما غير مريح يحدث وخلية عمل تقودها السفيرة السويدية فى القاهرة شارلوتا اسبار فى منزلها، تناقش أمورا وقضايا تمس صميم الشأن الداخلى المصرى، وتعتبر تدخلا مباشرا فى الشؤون الداخلية.
ولا أعلم إذا كانت وزارة الخارجية المصرية لديها علم بما يدور داخل منزل السفيرة السويدية بالزمالك من اجتماعات متكررة مع نشطاء ورموز إخوانية وباحثين فى مراكز صحفية، وبحضور سفراء دول كبرى أخرى، أحيانا تتخذ مواقف معادية واضحة ضد مصر، وتمارس أساليب الضغط المعتادة على الدولة المصرية منذ سقوط نظام الإخوان من أجل المصالحة مع الجماعة الإرهابية وعودتها للمشهد السياسى من جديد، وهى اجتماعات تخالف الأعراف والتقاليد الدبلوماسية فى العلاقات بين الدول.
هذه السفيرة التى من المفترض أنها تمثل حكومة السويد التى يتزعمها الحزب الاشتراكى حاليا بعد نجاحه فى الانتخابات الأخيرة نهاية العام الماضى، وتعكس مواقفه المحترمة تجاه مصر واحترامها لإرادة ورغبة الشعب المصرى، يبدو أنها تتخذ مواقف مغايرة لحكومتها، فهى نشطة بشكل ملحوظ فى الحياة السياسية فى مصر، وتتبع الطريقة نفسها، التى كانت تتبعها المنظمات الأمريكية التى عملت فى مصر قبل 25 يناير 2011، وأصدرت كتابًا يحتوى على صور تحت إشرافها تصور وتوثق انتهاكات الشرطة المصرية فى قمع ما اسمته بـ«المعارضة»، ومع إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى ترشحه للانتخابات الرئاسية قبل عام ونصف العام تقريبا، شاركت «شارلوتا» مظاهرة لنشطاء مصريين من بينهم عناصر إخوانية فى مطار العاصمة السويدية ستوكهولم للتنديد «بالانقلاب»..!
مواقف شارلوتا من مصر تثير غضب واستفزاز عدد من أبناء الجالية السويدية فى مصر، لأنها لا تعبر عن سياسة الحكومة الاشتراكية التى تحترم سيادة الدولة المصرية، وعدم التدخل فى شؤونها، وأسباب ذلك معروفة لدى من يعرف انتماؤها السياسى فى السويد، فهى محسوبة على تيار الديمقراطيين الجدد، وهو امتداد للمسيحيين الجدد العنصرى المتطرف فى الولايات المتحدة الأمريكية، ويمثل %8 من البرلمان السويدى. وقبل الحزب الاشتراكى كانت السويد تلعب دوًرا مهما فى رعاية النشطاء المصريين من الشباب، وتفعيل مبادرة اللاعنف التى تدرس فى المؤتمرات الخاصة للشباب العربى، التى تقام فى كل من النرويج والدنمارك والسويد. نعود إلى قصة الاجتماع الذى تم بدعوة خاصة من السفيرة السويدية قبل ثلاثة أسابيع من الآن، فاتصالاتها المكثفة بالإخوان جعلها تتبنى مبادرة الصلح ما بين الإخوان والحكومة المصرية للضغط على مصر والرئيس، فداخل منزل السيدة شارلوتا على نيل الزمالك اجتمع كل من: السفير الأمريكى ستيفن بيكروفت، والسفير البريطانى جون كاسن، والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح!!
الاجتماع كان فى يوم إخلاء سبيل الناشط حسام بهجت، واستغل أبوالفتوح الفرصة لمهاجمة «النظام المصرى» الذى يلقى القبض على الشباب والمعارضين له، وكيف أن الغرب لا بد أن يتخذ موقفا من ذلك للضغط على السيسى، وأن على بريطانيا وأمريكا دعمه- أى أبوالفتوح- لإعادة إحياء الإخوان مرة أخرى وعودتهم للحياة السياسية مرة أخرى تمهيدا لانتخابات رئاسية مبكرة يخوضها هو بنفسه لضمان نجاحه بعد الإفراج عن الشباب وضمان أصواتهم مع الإخوان!
كلام كثير دار حول الانتخابات البرلمانية والرئاسية والتنسيق مع الإخوان والظهور فى وسائل الإعلام الأجنبية مثل الـ«بى بى سى» لعرض سيناريو التآمر الجديد ضد مصر، وهو ما يفسر سر الظهور المفاجئ لأبوالفتوح فى عدد من وسائل الإعلام وفى «بى بى سى» لعرض أفكار ليست من عقله، وإنما تم إملاؤها عليها فى «اجتماع الزمالك»، والتصريحات الشاذة العنترية التى خرج بها كانت معدة سلفا ومتفقا عليها فى الاجتماع الذى دار «بليل» فى منزل السفيرة السويدية.
من هنا كان ظهور الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح بالإعلام فى الأسبوع قبل الماضى، فى حوار لم يكن صدفة، وربما بالتنسيق مع شخصيات أخرى تعيش خارج مصر، فى حالة نشاط سياسى مريب بعد تطمينات «لجنة شارلوتا الثلاثية» لتبنى قضية الصلح مع الجماعة الإرهابية بقيادة أبو الفتوح.
ألم أقل لكم أن شيئا ما مريب يحدث على ضفاف النيل فى الزمالك.. فهل تعلم الخارجية والأجهزة المعنية بما يدور هناك؟