سامحونا.. إذا لم نكن بقدر طموح المصريين، سواء على المقاهى أو فى الريف والنجوع وحتى أصحاب السرايات والمنتجعات والكومباوندات!
بالطبع جميعهم إيد واحدة، فى البحث الدائم عن مبررات لما نعانيه خلال مشاهدة مباريات الكرة. من حرقة دم وعصبية، وتلطيش فى اللى جنب حضرتك، وطبعاً يردوهولك بوكس أخوى على رفيع، أول ما ربنا يكرمنا وتخرج هجمة على فريقنا.. منتخب كان أو نادى إلى الأوت!
تستبدل يا بهوات جملة.. «آه مدافع رائع.. وحارس قوى.. وتكتيك ولياقة أبهة».. التى تقال فى البلاد اللى عندها كورة على مدار الساعة.. أما فى المحروسة يا سادة فالجملة البديلة هى «الحمد لله.. ربنا ستر.. ده.. ربك عما عن الجون بتعنا.. طيب العيال مالها كده.. يااااه.. استر».
تشعر مع هذه الجمل بأنك محاصر بدراويش الكرة الذين تشك أحياناً أنهم يشبهون من يبيع صوته فى الانتخابات!
آى والله.. فبينما يقابلك الجمهور مستنكراً قلة الاحتراف، وقلة المحترفين.. ويمكن قلة أدب اللى بيديروا الكورة؟! يتحول بقدرة قادر.. إذا ما تم إغراؤه بمداخلة هنا، أو أخرى هناك إلى ناقد.. وتتحول أنت إلى حاقد، وتبدأ كلمات معسولة عن النجوم وقيادات مجالس الإدارات، ووجوب الصبر.. من هنا إلى أن نذهب إلى القبر.. وحاجات تخليك تخرج عن شعورك ولحيتك وصلعتك بالنسبة لمن لم يوفق فى الإبقاء على شعر رأسه؟!
ببساطة.. يقولون للجماهير.. إن ما يقدمونه عظيم.. وأن الأيام ستثبت أنهم صح وإداراتهم ستقدم كل خير للكرة ونتائجها؟!
الأزمة.. أن الجماهير يلقى لها بأقراص مهدئة من نوعية «اللى بيهاجم ناديك.. يبقى بيضحك عليك.. وعايز فريقك يروح من بين إيديك».. والأدلة كثيرة يا حضرات.. فهناك فى المحروسة ستجد مشجعين ربما يصل كل واحد فيهم إلى درجة وظيفية، فهناك مشجع مدير إدارة بالمدرج.. وآخر.. مدير عام.. وغيرهما مدير العلاقات العامة للمسؤولين الإداريين والكرويين؟! ومشجع وكيل وزارة تشجيع.. معاه الجمهور بالطبل والمزمار.. وإفيهات للاستهتار باللى يطالب بالتصحيح!
الإصلاح يحتاج عملا كثيرا.. يبدأ من النشء الصغير؟!
لابد من حصر.. المدارس.. وملاعب مراكز الشباب غير النموذجية.. حتى نربط بين الأعداء فى المحروسة، وغيرها ممن سعوا نحو التقدم.. الأرقام تجعلك طفطس من الضحك الذى يشبه البكاء. والله العظيم.. فبينما فى مصر نحو 50، أو حاجة وخمسين ألف ممارس للكرة، يوجد فى ألمانيا أكثر من 8 ملايين لاعب مسجل.. طيب إيه رأيكم نقف عند لاعب مسجل دى.. يا أفاضل.. ماشى؟!
• يا سادة.. هل تعلمون أن التسجيل فى عموم قطاعات الرياضة مازال بالأوراق، يعنى الدفاتر؟!
عليك أن تأتى بالأوراق التى تثبت أنه طالب فى مدرسة؟! ثم تثبت أنه ساكن معاك.. ومايبقاش ناقص غير إنهم يقولوا اثبت إنه ساكن قصادى. ولازم أحبه؟!
• يا سادة.. الأسباب للإبقاء على الدفاتر كثيرة.. إنما يبقى عنوانها الرئيسى مستوحى من ممثلى الفساد فى رواية الزوجة الثانية الراحلان صلاح منصور وحسن البارودى.. الأول هو عمدة القرية، والثانى هو مدير إدارة التبرير؟!
بالطبع لمن يتذكر.. ولمن لا يتذكر.. قال مدير إدارة التبرير للعمدة عندما أراد أن يتزوج سعاد حسنى وهى مازالت على ذمة عبدالله غيث، ثم طلقها غصب واقتدار، ولم تمر شهور العدة.. قوله المأثورة مش «مشكلة يا عمدة.. الدفاتر.. دفاترنا.. والمأذون.. مأذونا»؟!
عرفتم السبب الأهم أو العنوان الرئيسى للإبقاء على التسجيل «مانيول».. يدوى يعنى؟!
• يا سادة.. ربما يمكننا التغلب على هذه الكارثة.. كما نؤكد دائماً إذا ما كانت هناك إرادة للدولة إنما بقى المشكلة الكارثية بحق وحقيقى هى.. هذا الفساد العارم الذى يضيع بسببه النشء الحقيقى على قلته، مقابل نتائج ولا ليها أى لازمة؟!
• يا سادة يا كرام فى البلد.. «أو الدولة».. هل تعلمون أنه حتى الآن يمكن أن تأتى بـ«مستخرج» رسمى.. من مستوصف مشبوه بتوقيع طبيب تسنين لا يمتلك بقرش صاغ ضمير.. يؤكد أن شاباً عمره مثلاً «19» سنة عنده «13» سنة بس!
بالطبع.. لا يوجد بعدها، أى محاولات لإعادة إثبات العمر؟!
الغالب الأعم.. يقولنا للبشر.. طيب هانعمل إيه.. الولد «ساقط قيد»؟! يعنى ليه سقط قيده؟! واشمعنى «سواقط القيد». تلاقى صحتهم جامدة جداً.. مش واخد بال حضرتك؟!
أكيد، لأن السنين فى المراحل الصغيرة تفرق.. فإذا كان عمر الولد «11» سنة.. أكيد ولد تانى عنده «15» أو «16».. هاينفضه لعب ولياقة!
• يا سادة.. والله العظيم.. لابد من إقصاء هذا النظام الفاشل الفاسد سريعاً، لأنه غير معمول به فى كل بلاد العالم!
• يا سادة.. المصيبة أن هؤلاء «المسننين» رياضياً، لا يمكنهم تمثيل المنتخبات فيما بعد.. بصراحة، لأننا نعرف جيداً أن الفساد لم يطل «مصلحة الجوازات»، وبالتالى لا يمكن أن تخرج جوازا معتمدا بسن المسنن!
نقول الحمد لله.. إن فيه هيئة شريفة إنما إلى متى سنترك هذا الوباء؟! مع أن المقاومة سهلة جداً.. ولابد منها.. صدقونى، وقولوا ليه؟!
فى مرة من بطولات كأس العالم للناشئين فاز بالمونديال بلد عربى، خللى بال حضرتك معنا.. استضافوا هداف الفريق.. نجم عنده المفروض «16» سنة؟!.. لكن فجأة.. وهو يرد على سؤال: «لمن تهدى الفوز»؟!، قال النجم: «أهدى هذا الفوز لأبى وأمى وزوجتى.. وأبنائى الثلاثة».. تخيلوا؟!
فهل سننتظر موقفاً كهذا.. لنعيد صياغة الأمور؟!
• يا سادة.. لابد أن تعرفوا، أن بعد هذه الواقعة.. ولأن قارة مثل أفريقيا دون أن يقوم أهلها بالتسنين فساداً.. يحدث غصب عنهم، لأن قيد المواليد هناك يشبه ما كان يحدث فى مصر فى عام «1881».. يعنى يرسلوا المواليد للعاصمة، وربما يقيد بعدها بسنة أو اتنين.. لكن دى ظروف بلد؟!
المهم.. إن الاتحادات الدولية الآن تستخدم الكشف بالأشعة على العظام لإثبات السن الحقيقية؟!
صحيح كما قلت نحن لا نزور فى المنتخبات، بسبب دقة «مصلحة الجوازات»، إنما نفقد أماكن كثيرة يمكن أن يكون البديل موهبة فى سنه الطبيعية، فتعيش وتكمل طريق النجومية؟!
• يا سادة فى الدولة الشعب يريد أن تبدأوا الآن.. وألا تتكروا للبشر معتادى الفساد مصير البلاد والعباد.. والله كده ماهاينفع البداية مع حصر شامل لما لدينا ومواجهة مع مديريات الشباب.. نرجوكم وحياة أبوكم؟!..
سامحونا على الاستمرار فى طرح كل مفاهيم الاحتراف، لأن شوية احترافية قليلة تنجى هذا الوطن من كوارث كتيرة.. فمن يتسرب من الرياضة، سيذهب للتدريب على كراهية الوطن بسبب مسؤولين فسدة.. وبالتالى سيكون عضواً فى منتخب الإرهاب.. وخليكم يا اتحادات فى أكل الكباب.. بالهنا والشفا.. ولا نقول.. نعيماً؟!