ليس هناك موعد محدد يمكن القول إنه ستعود خلاله السياحة الروسية لمصر بعد قرار السلطات الروسية تعليق رحلاتها الجوية إلى مصر، وإجلاء رعاياها بعد حادث سقوط الطائرة الروسية فى سيناء، لكن هناك مؤشرات تؤكد أن الأمر ليس إلا مسألة وقت، خاصة بعدما أعلنت وسائل الإعلام الروسية أن السياح الروس يستعدون مرة أخرى للحصول على فرص الطيران المباشر إلى مصر، بعد أن أرسلت شركة مصر للطيران برنامجا جويا لأمن الطيران الذى تسلمته السلطات الروسية، وبذلك تذيل مصر للطيران السبب الذى من أجله حظرت وكالة النقل الجوى الروسية «وزارة الطيران»، طائرات «مصر للطيران» من التحليق فى الأجواء الروسية.
الوكالة الفيدرالية للطيران الروسى تقوم حالياً بدراسة المعلومات والبرنامج الوارد من مصر، وربما تأخذ هذه الدراسة عدة أيام وتنتهى بإلغاء الحظر، وهو قرار إن تم اتخاذه فسيكون خطوة جادة نحو عودة تدفق السياح الروس مرة أخرى إلى مصر، خاصة أنهم يعتبرون مصر المقصد السياحى الأول بالنسبة لهم، خاصة شرم الشيخ والغردقة.
هل تتخذ مصر إجراءات جديدة لتأمين عودة السياح الروس؟.. المؤكد حتى الآن أن مصر بدأت تنتبه جيداً لسلبيات ما حدث فى أعقاب سقوط الطائرة الروسية، وتتعامل بشكل عملى مع أبعاد المؤامرة لتفويت الفرصة على كل الجهات التى حاولت الاصطياد فى الماء العكر، ومن أهم هذه الإجراءات زيادة أمن المطارات، بل وفتحها للتفتيش من جانب الجهات الدولية المعنية بأمن المطارات، وللدول التى تريد أن تطمئن لسلامة وأمن رعاياها ومواطنيها القادمين إلى مصر، وقد جرى مؤخراً تفتيش أمنى فى بعض المطارات المصرية من جانب روسيا وإنجلترا، كما أن هناك رسائل طمأنة تم إرسالها من القاهرة للعالم بأنها لا تتوانى عن توفير كل الإمكانيات التى من شأنها الحفاظ على أرواح زائريها وضيوفها.
لماذا تستمر بعض الدول فى مواقفها المتعنتة مع مصر؟.. حتى إذا تم التسليم بأن سقوط الطائرة الروسية كان عملاً إرهابياً، وهو أمر لم يتم الحزم بهع حتى الآن، لأن التحقيقات لا تزال جارية فى الحادث، فإنه ليس مفهوماً لنا أن تبقى بعض الدول على تحذيراتها لرعاياها بعد الذهاب إلى مصر، رغم أن مصر ليست الدولة الوحيدة على تتعرض للإرهاب، ففرنسا وهى دولة كبرى ولديها من الإمكانيات ما يؤهلها لمنع حدوث عمل إرهابى تعرضت قبل أسابيع لحوادث إرهابية بشعة كشفت عن خلل كبير فى المنظومة الأمنية الفرنسية، ورغم ذلك لم يتم التعامل معها مثلما تم التعامل مع مصر، رغم أن حوادث باريس أكدت وجود قصور ليس وقتياً فى الأمن الفرنسى، لكنه قصور إستراتيجى يحتاج لخطط مكثفة لإعادة تأهيلها، بل وهيكلتها من جديد.
لذلك ليس مفهوماً هذا التصرف من جانب بعض الدول تجاه مصر، فهم يتحدثون عن وقوفهم مع مصر ضد الإرهاب، وفى نفس الوقت يشجعون الإرهاب بتحذيراتهم المتكررة عن الذهاب إلى مصر، وكأنهم يكافئون الإرهابيين على ما يفعلونه.
كيف تتعامل مصر مستقبلاً؟.. التعامل المصرى يجب أن يكون موجه لعدة اتجاهات، أهمها تكثيف الحملة الدولية لإعادة جذب السياحة، والضغط على كل الدول والأطراف الفاعلة لكى تشارك مصر فى حربها ضد الإرهاب، خاصة أن القضية لم تعد تتعلق فقط بدولة، وإنما بكل دول العالم، فلم تعد دولة ببعيدة عن الإرهاب حتى وإن امتلكت أحدث الوسائل والإمكانيات، لأنه بدون تنسيق دولى لن يتحقق الهدف.
الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وأنجلترا وغيرها، كلها دول معرضة لخطر الإرهاب فى أى لحظة، وعليها أن تدخل فى تنسيق دولى مع دول المنطقة، وعلى رأسها بالطبع مصر، لوضع قائمة دولية للمنظمات الإرهابية خاصة تلك التى يستقى منها الإرهابيون أفكارهم، وأن يتم العمل على آليات مواجهة جديدة لا تعتمد فقط على البعد الأمنى، وإنما التركيز على البعد التعليمى والتربوى والاجتماعى، فضلاً عن حل القضايا الخلافية الدولية التى يستند لها البعض لتبرير أفعالهم الإرهابية مثل القضية الفلسطينية وحل الأزمة السورية والوضع فى ليبيا واليمن والصومال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة