قديمًا قالوا فى الأمثال إن الإنسان اللى عنده دم أحسن من أى بنى آدم عنده عزبة!
لو أننا دائمًا ما نسبق قالوا فى الأمثال، أو حين نحتاج إلى الحكمة والحكم، بوصف قديم «قالوا».. لكن يظل هذا الـ«قديمًا» يمدنا بكل ما نحتاجه للتدليل على الحالة السيئة التى نعيشها، ومن سيئ إلى أسوأ يا قلبى أحزن جدًا!
لعل الأمثال التى عبرت دائمًا عما يجول بواقع الأمور توقفت.. فلم نر مثلاً أمثالاً شعبية ولا حتى أمثالًا «ذواتى»، منذ «قديمًا» دى!
يبدو أن ناس زمان كانوا يعرفون جيدًا أن قومًا سيأتون بعدهم، ليدوسوا على كل شىء بأحذية المصالح الضيقة.. وسلم لى على الأمثال والشعبية والشعوب وكله.. إذا كان بعد ثورتين مش عارفين حقنا الرياضى الكروى عند مين، ومن نطالب بالثأر، بعد أن قتلتنا «رصاصة» غدر ممن يفترض أننا استأمناهم على الأشبال، وقدمنا لهم كل ما هو واجب علينا فأين حقوقنا؟!
كالعادة.. يظل الفشلة يتحدثون عن عدم مغادرة أماكنهم مهما كان حجم الفشل، وكأنهم التصقوا بالمقاعد!
أيضًا لا يفوتهم أبدًا أن الدنيا بقسميها، الصالح والطالح، تتغير من حولهم، لكنم بجهل لائحى ومعرفى شديد، وعلى طريقة تحقيق المصالح يمضون فى طريق من اتجاه واحد، وآخرها يمكن نسمع مسؤولًا يخرج علينا بـ«يمين طلاق» أنه لن يغادر موقعه، ويطالبنا بأن نموت بغيظنا، ويخرج لنا لسانه كمان!
• يا سادة فى بلاد غير المحروسة لا يمكن أن يمر خروج منتخب أولمبى يمتلك كتيبة لاعبين، يمثلون أنديتهم بالدورى الممتاز، وكلهم محترفون، وتم توفير كل الدعم لهم ماديًا ولوجستيًا، عبر تدريبات ومعسكرات وملابس وتوقفات، وبعد كل هذا لا نسمع أى تفسيرات، اللهم إلا الكلام الذى يمثل القرن الماضى.. والله كده!
• يا سادة.. التغيير يجب أن يبدأ بكشف هيئة تجرية الدولة المصرية على الهيئات، أندية كانت أو مراكز شباب، لترى إذا كان يصلح أن تمتلك «صوتًا» ضمن الأصوات التى تختار اتحاد كرة القدم، لعبة أرقام الفلوس فيها بالمليارات، حتى لو كانوا 2 مليار جنيه وكام مليون، مش الأجدى أن نخشى على هؤلاء من تجار الانتخابات وإغراءاتهم التى لا تغنى من جوع تعيشه بعض هذه الهيئات.. ده فى حالة ما يكون على أرض الواقع فيه نادى أو مركز شباب، ده حضراتكم يوجد الكثير.. مجرد ترخيص فى شقق، وكام مشاركة فى كام لعبة، على فرش عربيتين رمل لزوم الشاطئية، وعنها يصبح لك صوتًا يا ظالم فى اختيار مجلس إدارة اتحاد الكرة!
ماشى.. بس علشان تعرفوا إنها مهزلة، الدولة مسؤولة عنها، لا يتعدى حجم العطاء أكثر من 20 إلى 50 ألف جنيه، بالإضافة لوعد بأن تقوم الدولة عبر وزارة الشباب والرياضة بإنشاء صالة هنا، أو حمام سباحة هناك!
• يا سادة.. نحن لا نريد اتحادًا من الملائكة، لكن على الأقل لابد أن تكون فى تركيبة الاتحاد لجنة فنية، ثم رابطة تدير المسابقات، ولجنة للحكام لا سيطرة لأحد عليها، وكذا المسابقات، وكذلك شؤون اللاعبين!
إنما ما يحدث هو الآتى.. يخافون على المصلحة، فلا يمكن أن يتركوا لجنة للحكام بعيدة عن السيطرة، وكمان رابطة أندية محترفة ده إيه.. آمال مين يبيع الدورى ويجد مكانًا أمام الشاشة وخلفها وحولها؟!
• يا سادة.. هل سبق أن سمعتم أو شاهدتم اتحاد كرة يخرج رئيسه ليقول: إننا كاتحاد مظلمون، وإنه كرئيس للاتحادصبره نفد، ولن يسكت مادام المدرب البدرى بيقول إنه هايكشف المستور!
أوم بقى إيه.. ييجى جمال علام وبسرعة، ويعلن أنه هايكشف هو المستور الأول، وقبل المدرب، خاصة وكأنه عايز يقول أنا كرئيس اتحاد
حقى أن أكشف أولاً!
• يا سادة.. هل عاصرتم خلال مسيرتكم الكروية كمتابعين ومشاهدين رئيس اتحاد يخرج ليتحدث عن معاناته كرئيس للاتحاد، لأ وإيه يقولوا كمان إن الرجل لم يسقط فى بئر ما يعرض عليه من مصالح!
يا عمنا وإحنا مالنا.. ماكنت تشوف مصالحك بس حضرتك.. تخلينا نشوف كورة يحترمها أهل القارة، مش هانقول العالم حاشا لله!
• يا سادة.. الفساد موجود، لكنه أصبح يفوق كل خيال لمن وضعوا اللبنة الأولى للفساد بذات نفسهم.. والله أكيد لو موجودين كانوا سلموا أنفسهم للفسدة المصريين.. حتى «الورثة» تلاقيهم مبهورين من فساد الكرة المصرية، فلم يحدثهم أجدادهم الفسدة الأوائل عن تطور نوعى للفساد بالعظمة الموجودة فى الفساد الكروى المصرى الحصرى جدًا!
• يا سادة.. هل صادفكم مدير فنى يقول: «خدعنى الثلاثى رمضان صبحى وكهربا وفتحى، عندما قالوا لى بعد المباراة الأولى نرجوك أن نلعب وسنعوض ما فاتنا، والصعود ليس صعبًا، يعنى مش مشكلة يا كابتن».. هذا هو نص تصريح للمدير الفنى!
هل رأيتم مدربًا يتحدث عن «خديعة» من لاعبيه.. المثير أيضًا إصرار البدرى على أن الطائرة الخاصة كان يمكن أن تسهم بتعديل النتائج والأداء!
طيب حتى احترموا عقولنا.. يتحدث وكأن كل فريق وصل السنغال راكن طيارته فى «البارك»، وشاف بعينه مثلاً السايس وهو بيلمع الـ4 فرد «كاوتش» بتوع طيارة مالى مثلاً!
• يا سادة.. هل يمكن أن تنصلح أحوال الكرة ومازلنا لا نتحدث إلا فيما بيننا، ولمجرد استهلاك الوقت حتى تمر الأزمة، مادامت ذراع الدولة لا يمكن أن ترفع فى وجه الفساد وتلطشه كفًا على وش أهله!
الكل تحدث يا بهوات، ماعدا المدير الفنى للاتحاد اللى مفروض إنه يقول لنا إيه اللى بيحصل ده.. إيه اللى إحنا شيفينه ده.. وإييييييه!
• يا سادة.. معلش آخر مرة والله.. هو فيه رئيس اتحاد ومجلس إدارة سابو الدنيا تخرب، وقال إيه مستحملين علشان مصر، وبعدين نخرج من الأولمبياد.. يقولوا هانكشف المستور!، بس عادى سبقهم البدرى اللى لازم يتحاكم من الرأى العام على اللى ستره من فساد، إن كان موجودًا معه الدليل، وليه أخفاه!.. طيب ولو صعدنا كان هيكشفه ولا.. لأ؟!
• يا سادة.. أخيرًا.. وبكل صراحة، وأرجو أن تكونوا مع العبد لله فيما سأطرحه على السيد جمال علام، وهو: ألم يكن من واجبك أن تعترف بالفشل تلو الفشل.. ولو فيه نجاح قولنا هو فين؟!
بالأمس سألناك كمواطن: ألا تشعر بالتقصير؟ ألا تخاف دعوة المصريين التى لم يصبح أمامهم غيرها فى غياب معايير للمحاسبة؟.. واليوم نسألك مجددًا: بالأمانة.. ضميرك لسه برضه مستريح وتمام؟.. راضى عن حالة الكورة فى مصر مع أن عام 2013 فى أوقات أسوأ كان فيه إنجاز؟!
• يا سادة.. فى الدولة أغلقوا حنفية الصرف على من يصوتون للجبلاية، واتركوهم للكباب والـ20 ألف جنيه، وفكروا فى المستقبل، وإلا فأنتم متضامنون معهم!
إلى السيد جمال علام، الراجل الصعيدى الطيب، رافض الإغراءات.. ربنا وحده سيحاسبك، وسنكشف نحن المستور قريبًا.. فهل تفعلها وتؤكد مقولة القدماء «الأعفة»: اللى عنده دم.. أحسن من اللى عنده مليون جبلاية.. وجبلاية!