نجح مهرجان الأقصر للسينما الأوروبية والعربية الذى انتهت دورته الثالثة أمس، فى خلق حالة جميلة داخل المدينة الساحرة المسالمة، لم تفسدها إلا العملية الإرهابية المنحطة التى استهدفت جيشنا الوطنى، الخميس الماضى فى سيناء، العملية جعلتك عازفا عن مواصلة الفرجة، أهالى الأقصر رغم قلة السياحة ودودون ومرحبون، ومتأكدون أن مصر ستنتصر، منذ عرض فيلم زوجة فرعون فى معبد الأقصر فى الافتتاح، شاهد الجمهور عددا من الأفلام المختلفة التى من الصعب مشاهدتها إلا فى سياق كهذا، زوجة فرعون فيلم ألمانى صامت تم إنتاجه سنة1922 وتم العثور على نسخة ناقصة باللغة الروسية وأخرى ناقصة باللغة الإيطالية مع بعض المشاهد باللغة الألمانية، ولكن المرمم المتخصص توماس بلكز نجح فى لملمة الفيلم المدهش الذى استوحى العالم الفرعونى من خلال قصة فرعون الجبار، الذى يقع فى حب جارية ملك الحبشة، مخرج الفيلم إرنست لوبيتش صنع بإمكانيات ذلك الزمن معجزة سينمائية حقيقية سمرت الجمهور قرابة الساعتين أمام فيلم صامت، يتناول قصة مختلقة لا تمت للتاريخ الفرعونى بصلة وأقرب لعالم ألف ليلة.
فاز الفيلم الروسى ليفياثان للمخرج أندرى زفياجنيسيف بجائزة الجد الذهبية، وهو فيلم مرشح لأوسكار هذا العام أيضا، ونال جائزة فى كان، تشعر بروح دستيوفسكى تحوم، عذابات البشر عندما تلتقى فى بيت على الساحل يريد العمدة الفاسد هدمه، فيلم عن القسوة و الأشواق والأسى، أما جزيرة الذرة الجورجى فهو واحد من الأفلام العظيمة التى تستحق أكثر من جائزة شرفية، مخرجه الموهوب جورج أو فاشفيلى بعدد قليل من الكلمات نجح فى تصوير الأحلام وهى تتحقق، وتصويرها وهى تغرق.