نحتاج أن ننزع عقولنا من رؤوسنا كى نصدق رواية أن جماعة الإخوان وفرع من جماعة 6 إبريل وراء مجزرة مباراة الزمالك وإنبى مساء أول أمس، التى راح ضحيتها حتى كتابة هذه السطور أكثر من عشرين شابا قتلوا غدرا.
الذين أسرعوا وأصدروا بيانا على هذا النحو أو تحدثوا فى الفضائيات هم ومرتكبو هذه المذبحة شركاء، فمن يزيف الحقائق ويتستر كمن قتل بالضبط، ولا أعرف كيف توصل هؤلاء الجهابذة إلى دلائل تحدد القاتل فى ظرف ساعة أو ساعتين، وبوضوح فإن قولا مثل هذا هو خبث كبير يستهدف صرف الأنظار عن القاتل الحقيقى، وبالتالى فقدان الثقة فى كل مؤسسات الدولة.
نعم «جماعة الإخوان» مستفيدة مما حدث، ونعم كل الأطراف التى لا تريد لهذا البلد الاستقرار مستفيدة مما حدث، لكن غباء وجهل الذين يسعون إلى تنفيض أيادى أطراف بعينها من الجريمة، هو الذى يهدى للإخوان ومن على شاكلتهم كل الفوائد، هو الذى يعيدنا إلى زمن «اللى بيموت ملوش دية».
هل يليق بإعلامى يخرج على الفضائيات ويقول، إن الذين ماتوا هم «أتباع أبوإسماعيل»، ما هذا الهراء وهذا السخف؟، وهل معنى ذلك أن هذا الإعلامى يطلب من المصريين أن ينصبوا المشانق ويعمروا البنادق ضد أتباع «أبوإسماعيل» جهارا نهارا؟، وهل يليق القول بأن «اللى ماتوا إرهابيين»، هكذا تحدثت قنوات فضائية بعد المجزرة، وفتحت خطوطها لمن يبخون تلك السموم.
هل يليق وبكل برود أن نسمع ونقرأ لأشخاص يقولون: «مادام مفيش معهم تذاكر يبقى يستاهلوا»، وآخر يقول: «ده شباب من الوايت نايتس يعنى إرهابيين»، يا إلهى، هل بلغت البلادة بالبعض إلى هذا الحد؟، ما كل هذا السخف الذى لا يحترم مشاعر أهل الضحايا، ومعهم كل المعذبين فى هذا البلد من الإفراط فى اعتبار دم المصريين رخيصا إلى هذا الحد؟، ألا يعلم هؤلاء «السادة» أنهم باستخفافهم هذا يقدمون كل أسر الضحايا الشهداء وبكل سهولة إلى صف الغاضبين من الظرف السياسى الراهن؟، ألا يعلمون أنه لا شىء يعز على كل أم وكل أب بعد فقدان فلزات أكبادهم؟.
كل الأمهات، وكل الآباء، وأدعو لهم بالصبر لن يستمعوا إلى شروح عن تعقيد الظرف السياسى، وإلى شروح من نوع، أن الجريمة مقصود منها إفشال زيارة الرئيس الروسى «بوتين» والتى استدعاها البعض ليحولها إلى شماعة يلقى عليها اجتهاده أيضاً.
الأمهات والآباء يريدون شيئا واحدا فقط وهو، تحديد المسؤول عن تلك المجزرة، وإذا لم يحدث ذلك سيكون هناك إضافات جديدة فى سجل عدم الثقة فى المسؤولين عن هذا البلد.
هذه لحظة يجب أن تثبت فيها أجهزة الدولة أنه لا أحد فوق الحساب، وأن المتسبب فى المذبحة لابد من عقابه، وهناك حكايات تتردد لابد من معرفة حقيقتها، مثل قصة التذاكر التى تم شراؤها وتوزيعها حتى لا يكون هناك تذاكر يشتريها «ألتراس الزمالك» مما أدى إلى الازدحام والتدافع، فهذا أمر لو صح يكون بمثابة تخطيط لوضع الشرطة فى مواجهة مجانية. فى عدم إدراك قسوة اللحظة وبحماقة ليس لها نظير، لعب فريقا الزمالك وإنبى المباراة، وكأن انعقادها أهم من الدماء التى سالت.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
للمذبحة أب شرعي
عدد الردود 0
بواسطة:
أم مكلومه
التسرع و التدافع و التنافس فى أتهام الشرطه هو أيضا عدم أحترام لعقول الشعب!!
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الغباوه والاستهبال الد اعداءنا
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
المهاجر
عفوا غاب الضمير فى بلد فجر الضمير
عدد الردود 0
بواسطة:
أرض النفاق
حبوب الشجاعة ومقال اليوم
عدد الردود 0
بواسطة:
مرسى
مشكلة الزمالك فى رئيس النادى .. وإرجع الى موقعة الجمل ..
عدد الردود 0
بواسطة:
ناجى شحاتة
أسقطت وصف الإرهابية عن الجماعة فى المقال
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو عمر
وهل لنا عقول
عدد الردود 0
بواسطة:
كامل البتاع
العصر العباسى الأول
يحتاج الى قناة بث مباشر من مكتبه
عدد الردود 0
بواسطة:
khalil
كله صحيح الا