أصدر المركز الإقليمى للدراسات الإستراتيجية بالقاهرة مطبوعته الدورية الشهرية "حالة مصر"، التى تناولت العديد من الموضوعات الهامة على الساحة السياسية المصرية، أهمها "أزمة التمثيل والفعالية فى البرلمان القادم"، وما يتعلق بها من إشكاليات خاصة بتقسيم الدوائر الانتخابية لمجلس النواب الجديد، والتهميش المستمر للمرأة، بالإضافة إلى تحليلات إستراتيجية متخصصة حول السلفية الجهادية فى سيناء، والوجه الآخر لها فى مصر، بالإضافة إلى التفاهمات المصرية الإقليمية لمواجهة التنظيمات الإرهابية.
وفى مقدمة موضوعها حول أزمة التمثيل والفعالية فى البرلمان المقبل أكد الدكتور جمال عبد الجواد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن الانتخابات البرلمانية القادمة سوف تنتج حالة فريدة من نوعها، نظرا لأن النواب المستقلين سيفوزون بأغلبية مقاعد البرلمان، على الرغم من أن النظام السياسى يقوم على التعددية الحزبية، موضحا أن ظاهرة القيادات التنظيمية الطبيعية فى حد ذاتها ليست هى المشكلة التى تواجه النظام السياسى المصرى، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن فى غياب الإطار التنظيمى الحزبى الجامع الذى يضع مطالب ومصالح هؤلاء فى إطار سياسى أشمل يربط المطالب المحلية بالسياسة العامة للدولة.
وأوضح عبد الجواد أن البرلمان الذى يغلب عليه المستقلون – برلمان ضعيف – خاصة فى مواجهة رئيس يتمتع بشعبية كبيرة، غير أن سيطرة السلطة التنفيذية على البرلمان المفتت ليست أمرا مضمونا أو سهلا، وسوف يكون على السلطة التنفيذية أن تبذل جهدا أكبر للتواصل مع النواب والتنسيق بين مواقفهم، مما يفتح الباب لمفاجآت يصعب توقع طبيعتها.
وأشار عبد الجواد إلى أن ضعف قواعد التأييد الشعبى للأحزاب السياسية واكتفائها بالوقوف عند مرحلة الأندية السياسية هو جوهر المشكلة التى تعوق تطور النظام السياسى المصرى، لافتا إلى أن الأحزاب فوتت فرصة الفوران السياسى الكبير الذى ترتب على الخامس والعشرين من يناير لإعادة بناء نفسها وتثبيت قواعدها الشعبية، كما فوتت الفرصة أيضا عندما خلت الساحة السياسية من أى أحزاب كبيرة فى مرحلة ما بعد سقوط الإخوان، بما يشير إلى أن الإهدار المتتالى للفرص يشير إلى أن المشكلات التى تعانى منها الأحزاب أكبر من أن تكون عارضة، أو ناتجة عن قمع أنظمة الحكم المتتالية لها، مؤكدا أن الفراغ الحزبى الراهن له مخاطره المهددة للنظام السياسى على المدى المتوسط والطويل.
وحول إشكالية تقسيم الدوائر الانتخابية لمجلس النواب الجديد أكدت هدى الشاهد باحثة دكتوراه فى النظم السياسية المقارنة أن نهاية حزبى الوطنى الديمقراطى، والحرية والعدالة على التوالى لم تضع حلا لإشكالية تقسيم الدوائر الانتخابية، الأمر الذى يدعو إلى ضرورة تحقيق عدالة تقسيم الدوائر الانتخابية من خلال شرطين أساسيين، أحدهما ينصرف إلى تحقيق المساواة الحسابية بين الدوائر الانتخابية من خلال توازن وتناسب تقريبى بين عدد السكان وناخبى كل دائرة والمقاعد المخصصة لها، والآخر كيفى ينصرف إلى تحقيق التقسيم العادل والفعال للمواطنين، وتجنب التقسيم الجغرافى للدوائر بشكل يؤدى إلى إهدار أو تشتيت القوة التصويتية بها.
وتناولت دورية "حالة مصر" عبر صفحاتها تقريرا حول الوجه الآخر للسلفية الجهادية فى مصر من خلال الباحث بمجلة السياسة الدولية على بكر الذى أكد أن التحول من الفكر السلفى إلى الجهادى من أخطر التحولات، التى شهدتها خريطة التيارات الدينية عقب ما يسمى بالثورات العربية، فقد شهدت الفترة الأخيرة انتشارا واسعا للتيارات الجهادية التى تمددت وتوسعت على حساب "المظلة السلفية"، مما أدى إلى تحول العديد من أبناء التيارات السلفية إلى الفكر الجهادى.
وأكد الباحث بمجلة السياسة الدولية أنه من الناحية الفكرية البحتة لا يوجد ما يمسى بالسلفية الجهادية، نظرا لأن السلفى لا يمكن أن يصبح جهاديا، لأنه لا يؤمن بحمل السلاح، كما أن الفكر السلفى يحرم الخروج على الحاكم بأى صورة ولو حتى من خلال التظاهر، إلا أن الفترة الماضية شهدت ظهور مصطلح السلفية الجهادية على الساحة المصرية، بعدما أطلقه بعض المنتمين إلى التنظيمات الجهادية السابقة على أنفسهم وأتباعهم حتى يلقوا قبولا فى أوساط الشارع المصرى بعدما أصبح مصطلحا جهاديا سيئ السمعة.
وأشار الباحث إلى أن عمليات التحول من الفكر السلفى إلى الجهادى فى مصر امتدت فى مصر عقب ثورة 25 يناير، بعدما التحق العديد من شباب التيار السلفى بالتنظيمات الجهادية الموجودة فى سيناء خلال تلك الفترة، وقد نجحت تلك التنظيمات فى استقطاب العديد من هؤلاء الشباب للانخراط فى صفوفها بسبب حالة التكفير السياسى والدينى التى أوجدها التحالف "الإخوانى – الجهادى – السلفى"، الذى شهدته مصر فى الفترة الأخيرة تحت مسمى التحالف الوطنى لدعم الشرعية الذى استخدم خطابه من أجل دفع الشباب إلى العنف ومواجهة الدولة تحت شعار الجهاد من أجل الإسلام.
وأوضح الباحث أن العديد من قيادات وأفراد التيارات الجهادية التى أجرت المراجعات الفكرية، مثل الجماعة الإسلامية، وتنظيم الجهاد ارتدت، وأصبح خطابها أقرب إلى الخطاب الجهادى منه إلى السلفى، بالإضافة إلى لجوء بعض السلفيين إلى العنف تعبيرا عن رفضهم العقائدى لبعض الأمور، الأمر الذى دفعهم إلى هدم بعض الأضرحة والاعتداء على الكنائس وغيرها من الممارسات مستغلين ضعف الرقابة الأمنية.
موضوعات متعلقة:
9 من "الإصلاح والنهضة" يتقدمون بأوراق ترشحهم فى الانتخابات البرلمانية
محمد أنور السادات يتقدم بأوراق ترشح للانتخابات بالمنوفية
فى ظهور إعلامى نادر.. آمال عثمان وكيل مجلس الشعب الأسبق: أعضاء "الوطنى" 3 ملايين قبل الثورة.. وتؤكد: من حقهم الترشح للبرلمان دون الإخلال بالقانون.. وتكشف: لن أترشح وأترك الفرصة للأجيال الجديدة
هند عاكف تتقدم للكشف الطبى بمستشفى دار السلام للترشح لمجلس النواب
توافد راغبى الترشح للبرلمان على محكمة جنوب القاهرة لتقديم أوراقهم
مرشحو "النور" بالشرقية يتقدمون بأوراق ترشحهم للبرلمان المقبل
على غرار مشاهير كرة القدم والسينما.. أغرب أسماء مرشحى الانتخابات البرلمانية.. "ظاظا" فى الوراق.. و"الجزار" فى دار السلام.. و"دودو ميمى" فى المطرية.. ومؤيدو بقال حلوان يخلعون سرواله احتفالا بترشحه
دراسة للمركز الإقليمى للدراسات الإستراتيجية: المستقلون سيسيطرون على البرلمان وسط غياب الأحزاب.. وتؤكد: الفكر السلفى تحول إلى جهادى عقب ثورة يناير.. وشباب السلفيين التحقوا بالتنظيمات الجهادية بسيناء
الثلاثاء، 10 فبراير 2015 02:49 م
مجلس النواب
كتب محمد أحمد طنطاوى
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة