شركات "توظيف الأموال" تعود من جديد للنصب على المواطنين من خلال "الفوركس".. خبراء: هذه التجارة غير مشروعة ومجرمة قانونا.. وتدعم السوق السوداء.. وتستغل حاجة الفقراء لزيادة دخولهم وتسرق أموالهم بالإنترنت

الثلاثاء، 10 فبراير 2015 01:06 م
شركات "توظيف الأموال" تعود من جديد للنصب على المواطنين من خلال "الفوركس".. خبراء: هذه التجارة غير مشروعة ومجرمة قانونا.. وتدعم السوق السوداء.. وتستغل حاجة الفقراء لزيادة دخولهم وتسرق أموالهم بالإنترنت صورة أرشيفية
كتب محمود عسكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عادت ظاهرت النصب على المواطنين فى شركات "توظيف الأموال" للظهور مرة أخرى فى السوق المصرى، فى محاولة لاستغلال حاجة الكثير من المواطنين لزيادة دخولهم الشهرية والثراء السريع، وحاولوا إيهامهم بقدرتهم على تنمية واستثمار أموالهم فى وقت قياسى ومضاعفتها فى أيام معدودة.

وسائل النصب على المواطنين تعددت فبعد شركات توظيف الأموال المعروفة وأهمها قضايا "الريان" ظهرت فى السوق المصرى تجارة "الفوركس" بقوة، وهو باختصار التجارة بالعملة، وهى تجارة مجرمة فى مصر إلا من خلال البيع والشراء فى البنوك الرسمية أو شركات الصرافة.

ورغم أن القانون المصرى يجرمها إلى أن حاجة بعض الناس ورغبتهم فى الثراء السريع تدفعهم للمخاطرة، إلا أنهم غالبا ما يقعون فريسة لعمليات النصب، خصوصا وأن هذه العمليات تتم الآن من خلال الانترنت ومع شركات خارج مصر، وبعملات متعددة.

وبالأمس تم نشر تفاصيل التحقيقات التى أجراها المستشار محمد فودة المحامى العام الأول لنيابة الشئون المالية والتجارية وهيئة الرقابة المالية، مساء الاثنين، مع الدكتورة "ا.ع.ح" بتهمة قيامها بتوظيف الأموال وتقديم استشارات مالية بالمخالفة للقانون.

وكشفت التحريات عن أن المتهمة قامت بتلقى أموال بعملات أجنبية من مواطنين عدة وتوظيفها لهم فى مجال المضاربة "الفوركس" وإعطائهم أرباح بقيمة 12 إلى 20% كل ثلاثة شهور بالمخالفة لقانون 146 لسنة 1988.

وحذر محمد صالح - المحلل المالى وخبير سوق المال - من الاستجابة لبعض إعلانات توظيف الأموال بشكل غير قانونى، عن طريق ما يسمى بتجارة "الفوركس" من خلال بعض الشركات الوهمية التى تضع إعلانتها على الإنترنت، أو من خلال قيام أحد الأفراد بجمع أموال من المواطنين بالعملات الأجنبية بعد إيهامهم بأنه سيستثمرها لهم بفوائد عالية جدا.

وطالب صالح كل من الجهات الرقابية المختلفة ومنها الرقابة المالية ومباحث الأموال العامة والبنك المركزى، من خلال وحدة غسيل الأموال بتشديد الرقابة على هذه الأنشطة غير المشروعة أو القانونية لحماية المواطنين من محاولات النصب عليهم.

وقال صالح إن القانون المصرى يمنع التجارة فى العملة (البيع والشراء)، إلا من خلال البنوك العاملة فى السوق المصرى تحت مظلة البنك المركزى أو من خلال شركات الصرافة المرخصة.

وانتشرت فى الآونة الأخيرة شركات وهمية تدعى قدرتها على استثمار الأموال فى تجارة "الفوركس"، وتحقيق مكاسب ضخمة فى وقت بسيط، وهو ما يدفع الكثيرين إلى التجربة بحثا عن الأرباح السريعة والسهلة.

ومن جانبها قالت سيدة أحمد خبيرة سوق المال إن القانون المصرى نظم عمليات الاستثمار بكل صورها وخصوصا الاستثمار فى العملات وخاصة العملة المحلية، بهدفين رئيسيين وهو الحفاظ على استقرار سعر الصرف للعملة المحلية وعدم خلق سوق سوداء لها، والهدف الثانى هو حماية المواطنين من الوقوع فريسة لشركات توظيف الأموال غير المرخصة.

وأضافت سيدة أنه على المواطنين الراغبين فى استثمار أموالهم أن يلجأوا للطرق القانونية والآمنة لذلك وعدم التسرع واللجوء لهذه الشركات الوهمية او الأفراد الذين يستغلون حاجة البعض وعدم خبرتهم للنصب عليهم والاستيلاء على أموالهم.

يذكر أن المادة الأولى من قانون سوق المال حظرت على غير الشركات المقيدة فى السجل المعد لذلك بالهيئة العامة للرقابة المالية أن تتلقى أموالاً من الجمهور بأية عملة أو أية وسيلة وتحت أى مسمى لتوظيفها أو استثمارها أو المشاركة بها سواء كان هذا الغرض صريحاً أو مستتراً ، كما حظرت على هذه الشركات توجيه دعوه للجمهور بأية وسيلة مباشرة أو غير مباشرة للاكتتاب العام أو لجمع هذه الأموال لتوظيفها أو استثمارها أو المشاركة بها .

ونصت المادة 21 من هذا القانون على أنه " كل من تلقى أموالاً على خلاف أحكام هذا القانون أو امتنع عن رد المبالغ المستحقة لأصحابها كلها أو بعضها يعاقب بالسجن وبغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تزيد عن مثلى ما تلقاه من أموال أو ما هو مستحق منها ويحكم على الجانى برد الأموال المستحقة إلى أصحابها.

والفوركس لمن لا يعرف هو اختصار لصرف العملات الأجنبية – لذا فتتداول العملات الأجنبية هو استثمار في, أو مضاربة على سعر الصرف أو سعر العملة الوطنية. تماماً كمستثمر يتداول الأسهم والسلع والسندات الحكومية أو سندات الشركات, يمكن للمستثمر أيضاً أن يجرى تخمينات مطّلعة على تقلبات أسعار العملات الأجنبية.

تتكون أسواق الفوركس العالمية من عملات كل بلد, ويتم التداول عليها 24 ساعة فى اليوم, 5 أيام فى الأسبوع. يمكن لمتداولى الفوركس العمل من أى مكان فى العالم, حتى من المنزل. أكثر الأوقات نشاطاً هى أوقات افتتاح السوق الأمريكى وإغلاق السوق الأوروبي, والذى يتم يومياً بين الساعة 13:00 و 17:00 بتوقيت GMT.

وتتحرك الأسعار هبوطاً وارتفاعاً بسرعة كبيرة خلال هذه الفترة, مما يخلق فرصاً, ومخاطر أيضاً.
أساسيات الفوركس تقوم بشراء عملة عندما يكون سعرها منخفضاً, وتبيعها عندما يصبح سعرها عالياً وتأخذ الربح. كما يمكنك تحقيق الأرباح ببيعها بالسعر العالى وشرائها بالسعر المنخفض, هذا ما يسمى بالبيع. يتطلب الأمر بعض الوقت والممارسة لمعرفة كيفية التنبؤ بتقلبات قيم العملات ولتصبح ناجحاً فى مجال تداول الفوركس.

يمكن للعديد من المؤشرات أن تؤثر على سعر عملة معينة فيما يتعلق بقيمتها أمام العملات الأخرى – ابتداءً من التوقعات الاقتصادية الوطنية وصولاً إلى التغيرات السياسية, متداول الفوركس الناجح يتعلم كيفية قراءة هذه المؤشرات. لدى المتداولين الكثير من المواد التعليمية المتوفرة على الانترنت لتطوير معرفتهم.

وعادة ما ينظر للفوركس على أنه يحمل خطراً كبيراً بالنسبة للمستثمرين, ولكن فى ظل المناخ الاقتصادى الحالى أصبحت خياراً أكثر جاذبية، الفوركس ليس لضعاف القلوب ولكن المستثمرين ذوى المهارة العالية والأدوات المناسبة والإلمام الصحيح بالسوق من الممكن أن يكونوا ناجحين.
فمثلاً أنك تريد شراء منزل, بشكل عام من الممكن أن تدفع بين 10% إلى 20% من السعر الإجمالى للمنزل وستستدين بقية المال من البنك. على فرض أنك ستشترى منزلاً بقيمة 100,000$, من الممكن أن تدفع 20,000$ وتستدين الباقى من البنك. ثم لنفترض أن سعر هذا المنزل ارتفع إلى 120,000$ خلال ستة أشهر, وهو أمر ممكن الحدوث فى ظل ارتفاع السوق, تستطيع حينها بيع المنزل ومضاعفة أموالك.

ويعمل سوق الفوركس بنفس هذه الطريقة – بل أكثر من ذلك: مع سوق العملات الأجنبية تستطيع التحكم بمبالغ مالية تصل إلى 500 ضعف أكبر من مبلغ استثمارك الأولي.

وفى الاتحاد الأوروبى، يتم رصد سوق الفوركس عن كثب وينظّم بإحكام. نما سوق الفوركس خلال السنوات القليلة الماضية بشكل كبير وهو أسرع الأسواق المالية نمواً فى العالم. أحد أسباب هذا النمو السريع هى البرمجيات التى أحدثت ثورة فى هذا القطاع خلال السنوات القليلة الماضية. فى الوقت الحاضر أصبح من السهل تنفيذ الصفقات – كل شخص لديه اتصال بالإنترنت يستطيع شراء وبيع العملات خلال ثوان فى أى وقت، ومن أى مكان










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة