عادل السنهورى

عبدالناصر وخروشوف داخل الأوبرا

الأربعاء، 11 فبراير 2015 10:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
داخل المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية صفق الحاضرون الذين امتلأت بهم القاعة فى حضور الرئيس السيسى وضيف مصر الكبير الرئيس فلاديمير بوتين، حوالى 5 مرات أثناء عرض الفيلم الوثائقى القصير الذى يستعرض العلاقات بين مصر وروسيا منذ الأربعينيات وحتى الآن بمناسبة زيارة بوتين التاريخية لمصر حاليا.

التصفيق كان مع ظهور الزعيم الراحل جمال عبدالناصر مع نظيره السوفيتى- وقتها- نيكيتا خروشوف فى موسكو خلال زيارة لناصر من بين زياراته المتكررة للاتحاد السوفيتى السابق، وهى الفترة التى شهدت أوج ازدهار وتنامى العلاقات بين القاهرة وموسكو. الكثير من الحاضرين سواء من الرسميين أو الشخصيات العامة بالتأكيد عاصروا تلك الفترة وما نتج عنها من دعم ومساندة لا محدودة من جانب الاتحاد السوفيتى السابق لمصر تمخض عنها مشروعات عملاقة مثل السد العالى والحديد والصلب ومجمع الألومنيوم وغيرها.

التصفيق تكرر مع ظهور خروشوف وناصر أثناء عملية تحويل مجرى النهر تمهيدا لبناء السد العالى بالدعم الروسى وهى الفترة التى تأسست فيها علاقة الصداقة القوية بين القاهرة وموسكو وبين ناصر وخروشوف. التصفيق كان حنينا لفترة زمنية فى تاريخ مرحلة استثنائية للإرداة الوطنية المصرية واستقلال القرار الوطنى ورفضا للرشوة والتبعية الأمريكية، ومرت تلك الفترة كأنها جملة اعتراضية قصيرة وحلم جميل لم يستمر طويلا، وكان التصفيق هو تعبيرا رمزيا عن الاستدعاء الشعبى الجديد لروسيا وقائدها للعودة للطريق من جديد مع مصر، مع الاعتبار لطبيعة المرحلة والعلاقات الدولية المعقدة وتأسيسا للمصالح الوطنية المشتركة بعد أن ولى زمن «الدعم والمساعدات لوجه الله» وجاء زمن المنافع والمصالح المشتركة، وروسيا الجديدة أبدت كل آيات التعاون والعودة من جديد والمهم أن تحدد القاهرة وجهتها الاستراتيجية بعيدا عن سياسة «العصا والجزرة» الأمريكية.

التصفيق أيضا تكرر مع ظهور الرئيس السيسى مرتين فى موسكو، الأولى وهو وزير للدفاع والثانية بعد زيارته التاريخية كرئيس لمصر إلى روسيا والاستقبال الرسمى الاستثنائى من بوتين له فى رسالة كانت واضحة للجميع بأن القادم يعكس ملامح مرحلة مختلفة تماما فى علاقات مصر الخارجية عما سبقها طوال 40 عاما وليس أقل دليل على ذلك.

روح عبدالناصر وخروشوف وسنوات الخمسينيات والستينيات كانت تحلق فى أجواء قاعة المسرح الكبير فى الأوبرا والتصفيق فى وجود بوتين والسيسى كان يعنى استدعاء شعبيا جديدا للعود الأحمد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة