تحكى شهرزاد أنه فى صبيحة اليوم التالى لليلة الدم أمام استاد الدفاع الجوى، كف الجميع عن البكاء، وانشغلت أجهزة الدولة بزيارة بوتين، ومارس أعضاء اتحاد الكرة هوايتهم المفضلة فى التهرب والتخبط والارتباك وظهر الإخوان لممارسة دورهم القبيح فى المزايدة والاتجار فى الدم وانهمك رئيس نادى الزمالك فى أداء دوره الهزلى فى المسرحية المعنونة حصريا باسمه، مسرحية الشتيمة للجميع، وبينما كان أهالى الضحايا يبكون فى جنازات أولادهم كان البعض من أشباه بشر، ينتشرون فى وسائل الإعلام ويحملون الضحية مسؤولية موتها، ويشكلون فيما بينهم بتصريحات سوداء تفتقد للإنسانية والرجولة قائمة حدودها الخزى والندامة والعار يتقدمها هؤلاء.
اللواء المذيع مدحت شلبى، جلس على كرسيه فى الاستوديو يحلل المباراة ويضحك ويبتسم ويرصد أخطاء التحكيم، وهو يعلم يقينا أن الجثث على الأرض خارج الاستاد، ومع ذلك أكمل وصلته ثم زاد من تخليه عن بشريته، وقال للجمهور، إن هيبة الدولة أهم، الدورى لابد أن يستمر بغض النظر عن الجثث والموت، طبعا جهل الكابتن مدحت يمكنك أن تعذره فيه، سوء التعليم جعله يتخيل أن مفهوم هيبة الدولة هو لعب المباراة على جثث الجمهور، ولم يخبره مدرسه فى الابتدائى أن هيبة الدولة قوامها الأساسى الحفاظ على حياة مواطنيها، ولكن كيف يمكن لرجل كل مؤهلاته هى الهتاف «يانهار أبيض وهالله هالله» أن يفهم ذلك؟!
فى المركز الثانى يأتى الكابتن أيمن يونس، المحلل الرياضى، الذى لم يقل يوما ما جملة واحدة مفهومة، وربما لهذا السبب قرر أن يتقمص دور المحقق ووكيل النيابة ويفتى بأن أعضاء الإخوان ارتدوا زى الشرطة وقتلوا جماهير الزمالك، وهو بذلك يرتكب جريمتين: الأولى، إهانة الشرطة المصرية والإيحاء بأنها ضعيفة ومخترقة وغير قادرة على تأمين المباراة، وفى جريمته الثانية يؤكد أن الطب النفسى فى مصر لا يؤدى دوره كما ينبغى لحماية المجتمع من مثل هذه التصريحات.
فى المركز الثالث يأتى الأستاذ حافظ أبوسعدة فى مفاجأة صادمة بالنسبة لكثيرين، فلا أحد يتوقع أن يتقدم واحد من المدافعين عن حقوق الإنسان، لاتهام الجماهير بأنها سبب المجزرة بسبب تدافعها، هكذا اتهمها دون تحقيق ودون انتظار لتحريات، ودون أن يأتى على ذكر مسؤولية اتحاد الكرة أو الداخلية أو مجلس ادارة الزمالك.
فى المركز الرابع يأتى الكابتن عزمى مجاهد، وبدون تحقيق رسمى أقر وأكد أن جماهير الزمالك أعضاء فى الإخوان، ثم تمادى وتماهى فى نفاقه وقال: «طالما بنطبطب وبنخاف من حقوق الإنسان نشرب»، يعنى باختصار الكابتن عزمى كان يريد للعشرين جثة أن يصبحوا 100 أو 1000 حتى تصبح الدولة قوية، ثم تماهى فى نفاقه أكثر وأكثر وقال «جزمة الشرطة على رؤوسنا كلنا»، والدقة هنا تفرض علينا أن نذكر الكابتن عزمى أن يتحدث عن نفسه، وله مطلق الحرية، أن يحمل الجزمة فوق دماغه إن كان معتادا على ذلك ويستمد منه وجوده.
فى المركز الخامس يأتى لاعبو نادى الزمالك الذين شاركوا فى المباراة بداية من باسم مرسى الذى احتفل بالهدف وكأن مذبحة لم تتم خارج الإستاد، ومن بعده إبراهيم صلاح «البلية» الخاص برئيس نادى الزمالك الذى دفعه هو وأحمد عيد عبدالملك لتوجيه السباب لعمر جابر الذى كشف عوراتهم حينما امتنع عن لعب المباراة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة