عادل السنهورى

البروتوكول داخل القصر الرئاسى

الخميس، 12 فبراير 2015 11:33 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مؤسسة الرئاسة فى مصر، هى مؤسسة إدارية تنظم عمل رئيس الجمهورية، بما فيه المواعيد واللقاءات، والزيارات الداخلية والخارجية، واستقبال الزعماء والرؤساء والضيوف، وتنظيم المؤتمرات الصحفية داخل مقر الرئاسة، والإشراف على كل شىء داخل المقر. وللعلم، مصر من أقدم الدول فى هذا البروتوكول الرئاسى فى العصر الحديث منذ أيام محمد على باشا، مؤسس الدولة الحديثة، فى بدايات القرن التاسع عشر، وكان يطلق على المؤسسة الديوان العالى بسبب وجود مقر الحكم فى قصر القلعة الذى يسكنه محمد على.

دول العالم تعلمت الكثير من أصول البروتوكول، وفن « الإتيكيت» الرئاسى المصرى فى حسن استقبال الضيوف، بداية من عصر محمد على، ومن بعده الديوان الخديوى، ثم الديوان الملكى، وحتى الديوان الرئاسى بعد ثورة يوليو، والذى استعان ضباطها بصلاح الشاهد، كبير أمناء رئاسة الجمهورية فى عهد ناصر والسادات، وعمل فى البلاط الملكى، ولدينا أسماء معروفة فى هذا المجال مثل اللواء نور فرغل، شفاه الله.

هذه المقدمة الموجزة عن أصول البروتوكول وحسن الضيافة والأبهة فى قصر رئاسة الجمهورية، والممتدة من عصر محمد على أذكرها بمناسبة ما ذكره الزميل عمرو عبدالحميد أحد الإعلاميين الحاضرين للمؤتمر الصحفى للرئيس السيسى والرئيس بوتين عن طريقة المعاملة التى أثارت استياء الوفود الإعلامية المصرية والروسية التى شاركت فى تغطية مباحثات الرئيسين.

الرواية نتمنى أن يتم تصحيحها والرد عليها، لأنها بالتاكيد تسىء لتاريخ البروتوكول المصرى فى ديوان رئيس الجمهورية، فقد ظل الوفد الإعلامى الروسى الضيف، والوفد الإعلامى المصرى بدون طعام أو ماء لفترة طويلة - ما يقرب من 5 ساعات - حتى جاء أحد الأفراد ليبيع لهم قطع حلوى لسد رمقهم وجوعهم بـ5 جنيهات للقطعة الواحدة، وسط استياء واضح من الوفد الإعلامى الروسى المصاحب للرئيس بوتين، والذى أبدى اندهاشًا وسخرية مما حدث، اعتقادًا منهم أن هذا هو الشخص الذى يقدم لهم واجب الضيافة.

الوفود الإعلامية اشتكت من طريقة تنظيم وتغطية المباحثات، وتواجدت منذ الصباح الباكر فى قصر القبة حتى بداية المؤتمر الصحفى للرئيسين دون أى شىء يأكلونه أو يشربونه، ولا يهم طبيعة المكان الذى انتظروا فيه، فهذه ترتيبات أمنية.. هذه الأمور الصغيرة مثل «رشة الملح» التى تفسد طعم الطبخة الكبيرة والشكل الرائع للسفرة، ونطلب أن نحافظ على السمعة التى يتمتع بها البروتوكول داخل القصر الرئاسى، وألا تتكرر مثل هذه الأفعال التى نتمنى أن تبدو غير مقصودة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة