تعشق النساء الكلام الناعم حتى ولو كان ممهورا بتوقيع نصاب..
وردة واحدة تتدلى من «سنارة» خشبية تخترق باب غرفتها فى الطابق الثانى، مرفقة بورقة بيضاء تحمل عبارة بدائية الصياغة من نوعية «أنت الحب كله، أو بحبك أوى جدا خالص» تكفى بعض النساء تماما، يخضعن لها كما لو أن أحدهم ألقى تعويذة سحرية على قلوبهن، وفى تلك اللحظة غير مسموح بالسؤال أو التفكير هل كان صاحب الوردة صادقا أم متلاعبا أم مراهقا يبغى الوصال؟! المهم أن الوردة قد جاءت، فى ثوب لم تأتِ به وردة أخرى من قبل.
بعضهن طيبات وبعضهن غير ذلك، لا تسيطر عليهن تعويذة مصنوعة بكلام أعذب الشعراء، ولا تهزهن الورود، ولا تبدو لهن تصرفات المحبين المجنونة سوى «حركات قرعة» لا تسمن ولا تغنى من جوع.
وفى المنتصف بين المجموعتين، تتواجد أخريات، بعضهن «لسعته» شربة الرومانسية ومفاجآت الورد وعبارات الحب المصاغة بعناية، فقررن ألا يخضعن سوى أمام كل ما هو مادى وملموس، وبعضهن أوجعه جفاف القلب، فقررن أن يستسلمن لكل ما هو مشتق من أفلام الأبيض والأسود وسينما بوليوود، ويعلن رغبتهن بوضوح فى أنهن جاهزات تماما لكى يسمعن بعض من الصياغات المصنوعة سلفا من أبيات شعراء صارعتهم «السهوكة» حتى غلبتهم وطغت عليهم.
فكر وتدبر وتأمل قبل أن تتحرك لوأد فتنة عيد الحب، بهدية ما، أو كلمة ما، أو حفلة ما، فبعض النساء لا يعرفن للرضا طريقا، فكر لتعرف إلى أى نوع تنتمى سيدتك، وتدبر لتفهم بأى كلمة تبدأ، وتأمل لتدرك أى باب عليك طرقه لكى تسرق قلبها أو تخضعها.
توقف، ضع كل ما سبق من كلمات ونصائح على أقرب رف، وارتجل، وابتكر، لا تحصل على نصيحة فى الحب من أحد، فى الحب لا يوجد أطباء ولا خبراء استراتيجون، ولا مسؤول كبير فى السلطة يمنحك معلومات إضافية، أو رتبة مخابراتية كبيرة تملى عليك ما تقوله للناس، فى الحب ليس لديك سوى نفسك ادفعها إلى حافة الجرف واتركها لمصيرها.
قلت لها من قبل إن كل قادر على صياغة عباراته، ليس بالضرورة محبا، وكل آت بكلمات مبعثرة من قلبه أفضل بكل آت بغلاف براق لكذبة جديدة، وقلت أنا أعلم يقينا أن قطعة ما فى روح كل سيدة لا تستجيب لهذا النوع من الحكمة، تراها محاولة للهرب من أداء واجب ضرورى، محاولة لإفساد المسرحية التى تلعب هى فيها دور جولييت وتنتظر منه أن يكون روميو.
كل عيد حب وأنتم طيبون، فكك من كل الكلام اللى فوق، و«اعمل» أو «اعملى» اللى يبسطك، فى وقت ما سيأتيك رزقك من حيث لا تدرى، تسقط عليك هدية من السماء وما أدراك ما هدايا السماء خاصة إذا غلفتها بثوب امرأة، الحب يا صديقى رزق، المعاملة الطيبة رزق، الرضا رزق وهو خير الأرزاق.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة