ماذا لو أطلق مسلم النار على أسرة مسيحية وقتل الزوج والزوجة وأخت الزوجة بالرصاص؟ هل كانت ماكينة الإعلام الأمريكى توقفت عن النبح والعويل والصراخ ووصم جميع المسلمين بالوحوش؟ هل كانت الإف بى آى ظلت بعيدا عن الجريمة وكأنها لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم؟ هل كان السيد أوباما العاطفى المفرط فى عواطفه انخرس تماما ولم يزر بيت الضحايا فى عرض مسرحى وهو يعلن تضامنه تماما مع أسر الضحايا الأبرياء فى خطبة رنانة؟
حدث هذا فى تشابل هيل بولاية كارولينا الشمالية، عندما أطلق إرهابى النار على أسرة مسالمة، وقتل الزوج والزوجة وأخت الزوجة، ولكن لأن القاتل الإرهابى مسيحى أمريكى والضحايا جميعهم من المسلمين، شاهدنا وما زلنا نشاهد أبشع جريمة قتل جماعى أساسها العنصرية والكراهية، كما نرى أعنف جريمة مستمرة من الإدارة الأمريكية التى أبدت برودا ولا مسؤولية يستوجبان المساءلة وشاهدنا تواطؤا إعلاميا قذرا يضع الإعلام الأمريكى فى معظمة فى دائرة الاحتقار قبل الاشتباه.
أمريكا الموصومة بالعنصرية والإرهاب منذ نشأتها، لن تتخلص من أمراض هى جزء من بنيتها ومدنيتها، الأبيض يقتل الأسود والأصفر والمسلم، الأبيض الجنوبى أكثر تعصبا وإرهابا وكراهية من الأبيض الشمالى، الدوائر السياسية والإعلامية لا تتخلص من أمراض العنصرية والتمييز، وترتعب فقط من أى شبهة ولو من بعيد للعداء ضد السامية.
أمريكا الموصومة بالعنصرية والإرهاب، تصطنع المنظمات والهيئات والمؤسسات التى تحاكم شعوب وإدارات دول العالم على أساس الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، وكل العهود الدولية الاجتماعية والاقتصادية، لكنها تفعل ذلك بمنطق الذرائع لتسويغ استعمارها للكثير من المناطق فى العالم واستغلال ثرواتها ومواردها، فمن يحاكم الإدارة الأمريكية الآن على عنصريتها وتفريطها فى حقوق الإنسان؟ من يحاكم الإرهاب الأمريكى سواء تحقق على يدى فرد أو على أيدى مرتزقة بلاك ووتر أو بتوجيهات الإدارة الأمريكية التى ثبت بالصوت والصورة تعاونها مع تنظيمات دولية إرهابية؟
لابد من وقفة مع الإدارة الأمريكية، لابد من وقفة ضد الإرهاب ضد المسلمين فى أمريكا، هل الثلاثة الذين قضوا فى تشابل هيل أقل وزنا أو شأنا أو إنسانية من ضحايا مجلة تشارلى إيبدو؟ لماذا لا يكرر العالم وقفته ضد الإرهاب إذن فى كارولينا الشمالية؟ لماذا لا يتوافد زعماء العالم على أمريكا لينظموا وقفة احتجاجية جديدة ضد الإرهاب أيا كان لونه أو جنسه أو شعاره الدينى؟ لماذا لا ترتقى الإدارة الأمريكية إلى مرتبة البشر الأسوياء؟ هذا هو السؤال كما قال هاملت منذ سنوات طويلة، وعلينا الإجابة عنه بأنفسنا ومواقفنا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة